اوردت احدى القنوات الفضائية خبراَ مفاده ان الدول الخليجية تتصدر هذا العام قائمة البلدان الأكثر إنفاقاَ علي الرفاهية ، وذكرت انه بحسب دراسات ومؤشرات الرفاهية التي اجريت علي هذه الدول مؤخراَ توصلت الي ان نسبة الأثرياء ومعدلات السفروالسياحة والنمو الاقتصادي تعتبر هي الأعلي عالمياَ ،..ضحكت لذلك كثيراَ علي هذا النبأ وقلت في نفسي خير اللهم إجعله خير…واسرعت بقياس درجة حرارتي لعلي كنت في حالة هذيان او هيستيريا نتيجة لكبر سني الذي استنفذته في دراسة وتعليموتدريس علم الاقتصاد منذ عام 1967 م ، وفي دراسة ومتابعة اقتصاديات الدول الخلجية ايضاَ واحوالها المتردية والتي كانت مغطاة ثم اصبحت مكشوفة بمشكلات البطالة والتستر والعشوائيات والتهريب وغسيل الاموالوتخلخل التركيبة السكانية بمعدل يزيد عن 60% في مدن الخليج الكبيرة ، ناهيك عن الشوارع المكسرة والمرقعة والعمالة الرديئة والسايبة والمتخلفة والمتسللة والهاربة وغيرها ، والتي لم يتم علاجها بكل جدية واهتمام من الجميع حتي الآن ،ما أدي الي انتشار العوز والفقر بين المواطنين وزيادة الغني بين الوافدين الذين وصلت اعدادهم الي اكثر من 32 مليون نسمة في كل دول المجلس ، منهم عشرة ملايين في المملكة، بينما وصلت نسبة الفقراء في المملكة الي حوالي 23% بين المواطنين وحوالي 32% بين كل مواطني دول المجلس (الله يصلحه ويصلح حاله ويوحد لغة التفاهم لا التنافر بين منسوبيه) الأمر الذي جعل المملكة تتبني استراتيجية قوية هجومية لمحاربة الفقر مكونة من خمس اركان اهمها رصد
ظاهرة انتشار الفقر بمرصد حضاري حديث للفقر يعمل الكترونياَ وبشكل افضل من مرصد حلوان اللي بيجيبوا فيه العيد ! ولعل القضاء علي الفقر هو اكبر عيد بالنسبة لي شخصياَ . حيث استطيع ان اجزم بأن هذه الاستراتيجية تعتبر من اهم منجزات ومآثر والدنا المحبوب خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه .
المهم ادركت ان هذا الخبر يخص الأغنياء فقط القادرون علي الحصول علي الرفاهية التي ذُكرت في هذا الخبر ، وهم لايزيدون عن 8% من بيننا ، محلياَ ، وقد لايزيدون عن 1% ، عالمياَ، وهذا الفشر او النمك المذكور في الخبر قد يكون مدفوعاَ لإبراز الرفاهية الزائفة التي لا توجد للكل بل ربما للجزء ، ولتغطية اخبار اخري الله اعلم بها مثل امكانية القفز علي ثرواتهم وتحميلهم بالمزيد من الخسائر والإبتزاز نظراَ لأن معظمهم يحتفظون ، ومعهم مؤسسة النقد وجميع بنوكنا ، بالمليارات في الخارج ..وقد آن الأوان لنهب جزء منها خاصة وأنه قد مرت فترة جيدة وطويلة بعد الأزمة المالية العالمية التي استوعبوا آثارها نفسياَ وعملياَ ، ومادياَ والتي كان من المفترض ان تأتي لهم بالرفاهية وتصب هنا في بلادهم ، لكنها الآن بره ، للأسف في الخارج …فقد آن الأوان للمبالغة وبث الطمأنينة في النفوس وإعادة الثقةلهم حتي يمكن تخديرهم بمثل هذه التقارير المطبوخة…ثم سحب المطلوب …ذكرتني هذه المعلومات التي بالتقرير بأحد اساتذتنا من قدماء المصريين الذي كان يطمئن اي تلميذ من تلامذته الذين يقابلهم ويقول له : مبروك دانت ممتاز…دانت نجحت…دانت مفيش زيك…إيه البطولة دي يابطل ؟ وعند استلام هذا التلميذ لنتيجته…يجد نفسه راسباَ….وجدت نفسي عائداَ لسريري واتغطي باللحاف وانا اصرخ من داخلي..كفاية كفاية..حرام عليكم.. كفاية فشر… حرام……..قولوا الحقيقة !!