يواجه رواد الأعمال في جميع أنحاء العالم تحديات فريدة في إدارة العمل عن بُعد؛ خاصة مع حلول فصل الصيف. ولأن أشهر هذا الفصل تحديدًا دون باقي فصول العام غالبًا ما تتميز بالإجازات وتباطؤ الأنشطة التجارية. فهي فترة حاسمة للشركات لضبط استراتيجياتها وضمان الإنتاجية والتعاون والتوازن بين العمل والحياة.
والأهم من ذلك كله أن هذه الفترة من التأمل والتكيف تتسم أيضًا بالحيوية لقادة الأعمال؛ حيث تتنقل المؤسسات داخل المشهد المتطور للعمل.
في حين تسلط أفكار قادة الصناعة خلال هذه الفترة الضوء على الاستراتيجيات المبتكرة والتقدم التكنولوجي الذي يشكل مستقبل العمل عن بُعد والعمل الهجين والتي اقتبسنا بعضها على النحو التالي:
1- تطوير بروتوكولات اتصال واضحة ومتسقة:
أكد “خوان بيتانكورت”؛ الرئيس التنفيذي لشركة Humantelligence. أن الاتصال الفاعل أمرًا بالغ الأهمية لنماذج العمل عن بُعد والعمل الهجين. خاصة خلال أشهر الصيف عندما يكون الموظفون في إجازة.
وأشار إلى أهمية تبني بروتوكول “الاتصال غير المتزامن”. وهي أداة تعاون تعزز مستقبل التعاون الفاعل للفريق المدفوع بالقياس النفسي.
وأوضح “بيتانكورت” أهمية هذا البروتوكول قائلًا: “بصفتي الرئيس التنفيذي لفريق يعمل عن بُعد أولًا فإن أحد أهم الخطوات التي اتبعتها هي تبني وتحديد توقعات الاتصال”.
تحديد بروتوكولات الاتصال
أوصي “بيتانكورت” بتحديد بروتوكولات الاتصال الخاصة بك، والتي يعتقد أنها مفتاح لبناء روابط إيجابية بين العاملين عن بُعد.
وقال: “لا بد أن يغطي هذا البروتوكول جميع جوانب اتصال فريقك. بما في ذلك الأدوات والقنوات والخيوط التي يجب استخدامها لأي غرض. والتوقعات لأوقات الاستجابة، والمبادئ التوجيهية للتواصل المنتج”.
وأضاف أن الحفاظ على تواصل الفرق على مدار العام، خاصة خلال أشهر الصيف، يتطلب أكثر من أدوات التعاون القياسية مثل “سلاك” أو “تيمز”.
واقترح قائلًا: “فكر في الاستفادة بشكل أكبر من استثمارك في هذه الأدوات من خلال دمج ملحق سريع يمنح كل عضو في الفريق الرؤى اللازمة لبناء علاقات أقوى مع الآخرين”.
واختتم “بيتانكورت” حديثه مشيرًا إلى أن مثل هذه الإضافات يمكن أن توفر تلقائيًا نصائح مخصصة للتواصل بشكل أكثر فعالية. ما يساعد في تحسين العلاقات، والحفاظ على تواصل الفرق بشكل أكبر، وبناء الثقة.
2- دعم التوازن بين العمل والحياة:
بدأ “جيسون ماكان”؛ الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة Vari، وهي شركة ابتكارية في مجال أماكن العمل. حديثه مؤكدًا أهمية التركيز على الأهداف السنوية.
وأشار إلى أن ذلك يتطلب الحفاظ على التوازن بين العمل والحياة في البيئات البعيدة والهجينة. خاصة خلال أشهر العمل البطيئة، والتواصل الواضح بشأن القيم والرؤية والرسالة.
وأضاف حول نفس السياق: “تتغير الأعمال باستمرار، والتركيز على الأهداف السنوية أمر ضروري. حيث يساعد الاحتفال بقيم الشركة والوضوح بشأن الرؤية والرسالة في الحفاظ على انسجام الجميع وتحفيزهم حتى خلال فصل الصيف”. كما يضمن ذلك أنه حتى لو كانت الأعمال بطيئة فإن الالتزام بأهداف الشركة ورفاهية الفريق يظل مرتفعًا.
“ماكان” يحافظ على مشاركة فريقه في مهام شركته
ويحافظ “ماكان” على مشاركة فريقه في مهام شركته؛ من خلال استضافة اجتماعات ربع سنوية لجميع الموظفين يتم بثها افتراضيًا وشخصيًا.
في حين أوضح قائلًا: “توفر هذه الاجتماعات فرصة لأعضاء الفريق لسماع القادة في جميع أنحاء الشركة والبقاء على اطلاع بأحدث الأخبار والأهداف والتقدم”.
وأضاف: “يضمن هذا الشكل أن يشعر الجميع، بغض النظر عن موقعهم، بالارتباط بمهمة الشركة وأهدافها”.
واعترف “ماكان” بأنه رغم كل هذا فلا بديل عن التعاون الذي يحدث عندما يجمع الجميع معًا. كما قال: “يرغب المتدربون والعمال الأصغر سنًا، على وجه الخصوص، في المشاركة الشخصية مع أعضاء الفريق والموجهين”.
واختتم حديثه مؤكدًا أن استضافة الأحداث الشخصية، مثل: نزهات الشركة والأعمال الخيرية المنظمة، يعزز بشكل كبير ثقافة شركته؛ ما يوفر فرصًا قيمة لأعضاء الفريق للتواصل. بينما يذكرهم بدورهم في المهمة الإجمالية للشركة.
3– مواكبة التكنولوجيا الناشئة واتجاهات العمل:
وفقًا لـ “كارا هيرتزوغ”؛ رئيسة شركة Innovative Employee Solutions. فإن أحد الاتجاهات الحاسمة في ظل التحولات الكبرى للعمل، مدفوعة بالتقدم التكنولوجي. وتغير توقعات الموظفين، والانتقال إلى العمل الهجين والعمل عن بُعد. هو دمج الذكاء الاصطناعي في عملية التوظيف.
وقالت “كارا”: “إن استخدام الذكاء الاصطناعي لفحص السير الذاتية ومطابقة المرشحين. وجدولة المقابلات يمنح مديري التوظيف وفرق الموارد البشرية مزيدًا من الوقت لإجراء المقابلات ومطابقة ثقافة الشركة”.
كما تعتقد أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تلعب دورًا حاسمًا في توظيف العمال المؤقتين. وتمكين المطابقة السريعة مع خبرة المشروع المناسبة، والتوجيه السريع، والجدولة، وحتى تتبع الأداء.
وهي ترى أن هذه القدرات لها قيمة بشكل خاص خلال أشهر الصيف. عندما يوازن العمال الهجينون والبعيدون بين الإجازات وأحمال العمل المتقلبة.
لذا فالاستفادة من الذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات لدعم العمل الهجين والعمل عن بعد لا يساعد فقط في الحفاظ على الاستمرارية فحسب، بل يعزز أيضًا التزام الشركة بالمرونة ورفاهية الموظفين.
واستكملت حديثها مشيرة إلى أن اتجاهات مثل: رفع مهارات العمال، والتوظيف على أساس المهارات، والتكيف مع احتياجات الأجيال. وتبني مشاركة الموظفين المدعومة بالذكاء الاصطناعي تشكل مستقبل العمل بشكل أكبر.
التعلم المستمر
وأعربت “كارا هيرتزوغ” عمَّا سبق قائلة: “إن الشركات التي تتبنى هذه الاتجاهات، وتستثمر في التعلم المستمر. وتكيف استراتيجيات التوظيف والإدارة الخاصة بها سوف تكون في وضع أفضل للتنقل في مشهد المواهب المتطور”.
ولا شك أن هذا مهم بشكل خاص خلال فصل الصيف؛ حيث يمكن أن يكون الحفاظ على المشاركة والإنتاجية أمرًا صعبًا مع عمل الموظفين عن بُعد في أوقات الإجازة.
وفي حين يعد فصل الصيف لحظة مناسبة للشركات لإعادة تقييم وتعزيز استراتيجيات العمل عن بعد والعمل الهجين؛ من خلال تطوير بروتوكولات اتصال واضحة. ودعم التوازن بين العمل والحياة، والاطلاع على التقنيات والاتجاهات الناشئة. يمكن للشركات الحفاظ على الإنتاجية والمشاركة حتى خلال الفترات الأبطأ.
وأخيرًا تؤكد رؤى هؤلاء القادة في الصناعة أهمية الإدارة الاستباقية والتكامل التكنولوجي في تعزيز بيئة عمل موزعة مزدهرة.
ومع سعي العديد من رواد الأعمال للتقدم نحو الأمام في عالم اليوم سريع الخطى. فإن تبني هذه الابتكارات سيكون حاسمًا في إنشاء فرق مرنة ومترابطة وتحفيزية. وهذا لا يضمن بقاء الشركات فحسب، بل ازدهارها أيضًا في مشهد العمل المتطور باستمرار.