ينجلي الفرق واضحًا بين الشركات المزدهرة ونظيرتها ذات الأداء الضعيف لـ موظف الموارد البشرية بسرعة كبيرة. وقد يحدث ذلك في بعض الأحيان، ويمكن التعرف عليه من خلال التفاعل الأول من خلال مكالمة فحسب.
وفي أحيان أخرى يصبح الأمر واضحًا عندما تنخرط وسط إيقاع أحد فرق العمل الكاملة. وهو ما يدفع العديد من رواد الأعمال للتساؤل عن السر وراء الشركات عالية الأداء.
الإجابة ببساطة، أن الشركات عالية الأداء تدرك تمامًا الدور الحاسم الذي يلعبه موظف الموارد البشرية بها في تفعيل نجاحها الشامل.
فإذا كنت تعتقد أن هذه الوظيفة هي مجرد نظام دعم ومكتب خلفي في نهاية ردهة شركتك، فقد حان الوقت لإعادة صياغة أفكارك؛ لأن وظيفة الموارد البشرية هي المحرك الرئيسي للنمو والقدرة التنافسية في أي شركة.
موظف الموارد البشرية
وحتى تعيد صياغة تلك الأفكار بطريقة صحيحة إليك خمسة أسباب رئيسية ترسخ عقيدتك أن وظيفة الموارد البشرية ضرورية للنجاح التنظيمي بشركتك، ويمكنك الاستفادة من إمكاناتها الكاملة للتأثير على عملك بطريقة إيجابية.
1- جذب المواهب العليا والاحتفاظ بها
يعد جذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها أمرًا ضروريًا لنمو ونجاح أي عمل تجاري، أظهرت نتائج دراسة قديمة أن الشركات التي لديها استراتيجية قوية لتوظيف المواهب شهدت نموًا في الإيرادات بمقدار 3.5 أضعاف، مقارنة بتلك التي لا تمتلكها.
وفي حين، يعد بناء قوة عاملة متنوعة وماهرة أمرًا بالغ الأهمية لمواجهة تحديات بيئة الأعمال سريعة التغير، كما يمكن لفريق من الموظفين المتحمسين ومن ذوي المهارات العالية أن يؤدوا إلى زيادة الإنتاجية، وتحسين رضا العملاء، ومنح شركتك ميزة تنافسية في السوق.
كما يعد تقليل معدل الدوران لاستراتيجيات التوظيف والاحتفاظ الفعالة فائدة رئيسية أخرى، ووفقًا لمؤسسة “غالوب” فإن تكلفة استبدال الموظف “يمكن أن تتراوح بين نصف إلى ضعفي الراتب السنوي له”.
لذا؛ إن الاستثمار في استراتيجيات التوظيف والاحتفاظ الفعالة يمكن أن يساعد الشركات على جذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها، وهو أمر ضروري لتحقيق النجاح على المدى الطويل.
وفي الوقت الذي تلعب فيه وظيفة الموارد البشرية دورًا حيويًا في هذه العملية، ليس فقط من خلال العثور على المرشحين ذوي المهارات والخبرة المناسبة،
ولكن أيضًا أولئك الذين يتوافقون مع ثقافة الشركة وقيمها، من خلال بناء قوة عاملة قوية ومتنوعة، يمكن للشركات تجهيز نفسها بشكل أفضل لمواجهة تحديات بيئة الأعمال سريعة التغير والاحتفاظ بأفضل المواهب.
2- بناء ثقافة إيجابية داخل العمل
يعد بناء ثقافة إيجابية في مكان العمل أمرًا ضروريًا لنجاح أي عمل تجاري، وهذا الجانب من تنمية الشركات هو النقطة المثالية للموارد البشرية الفعالة، فلا أحد يفكر في الشركة بأكملها باستثناء وظيفة الموارد البشرية.
ووفقًا لدراسة أجرتها مؤسسة “غالوب”، فإن الشركات التي تتمتع بمشاركة عالية من الموظفين لديها ربحية أعلى بنسبة 23%، فلا تعمل الثقافة الإيجابية على تحسين معنويات الموظفين فحسب، بل ثبت أيضًا أنها تزيد من الإنتاجية، وتقلل من التغيب عن العمل ودوران الموظفين، وتحسن رضا العملاء.
ومن خلال تعزيز ثقافة الثقة والاحترام والشمول، يمكن للشركات أن تخلق بيئة يشعر فيها الموظفون بالتقدير والاحترام والتحفيز للمساهمة بأفضل جهودهم.
وهذا لا يفيد الموظفين وحدهم فقط، بل يجعل الشركة أيضًا وجهة جذابة لأفضل المواهب، وهو أمر ضروري للنجاح على المدى الطويل، لذا؛ تلعب وظيفة الموارد البشرية دون أدنى شك دورًا حاسمًا في خلق والحفاظ على ثقافة إيجابية وجذابة في مكان العمل.
3- إدارة وتخفيف المخاطر
في حين تعد إدارة المخاطر وتخفيفها حاجة ماسة للشركات المزدهرة كونها ضرورية لحماية سمعة الشركة واستقرارها ونجاحها على المدى الطويل.
ولكن، وللأسف، لا تعتمد كل الشركات على إجراءات إدارة المخاطر، وهو ما أكدته العديد من الاستطلاعات.
ففي عام 2017 أظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجرته شركة PMI أن نحو 26% من المشاركين استخدموا ممارسات إدارة المخاطر “أحيانًا”، و34% من المشاركين استخدموا ممارسات إدارة المخاطر “في كثير من الأحيان”.
من المؤكد أن الموارد البشرية تلعب دورًا حيويًا في هذه العملية من خلال ضمان الامتثال لقوانين ولوائح العمل، وتحديد المسؤوليات المحتملة وتنفيذ الإجراءات للتخفيف منها، وهذا لا يساعد فقط على حماية الشركة من الغرامات والدعاوى القضائية المكلفة.
ولكنه يساعد أيضًا في الحفاظ على الثقة مع العملاء والمساهمين وأصحاب المصلحة الآخرين، وهو ما يعمل على ضمان استقرار الشركات ونجاحها على المدى الطويل.
4- قيادة استراتيجية الأعمال
تعد قيادة استراتيجية الأعمال حاجة ماسة للشركات المزدهرة؛ لأنها تساعد على مواءمة رأس المال البشري للشركة مع أهدافها التجارية الشاملة.
ووفقًا لشركة “جارتنر”، صرح نحو 38% من قادة الموارد البشرية بأن عملية التخطيط الاستراتيجي للموارد البشرية لديهم لا تتماشى مع تقويم التخطيط الاستراتيجي للأعمال، ولا يتم تفعيل التغييرات بناءً على تحولات خطط الأعمال”.
لذا؛ تلعب إدارة الموارد البشرية دورًا حاسمًا في هذه العملية من خلال تحديد المهارات والقدرات التي تحتاجها الشركة لتحقيق أهدافها وتطوير وتنفيذ البرامج لاكتساب تلك المهارات وتطويرها، ومن خلال مواءمة مبادرات الموارد البشرية مع استراتيجية العمل.
يمكن للمؤسسات التأكد من أن لديها الأشخاص المناسبين، ذوي المهارات المناسبة، في الأدوار المناسبة لتحقيق أهدافها.
وبالطبع، لا يساعد المؤسسات على الحفاظ على قدرتها التنافسية في بيئة أعمال سريعة التغير فحسب، بل يخلق أيضًا اتجاهًا ورؤية واضحة للشركة يمكن لجميع الموظفين العمل من أجلها.
5- تحسين الأداء التنظيمي
من المؤكد أن تحسين الأداء التنظيمي ضروريًا لتحقيق الأهداف وزيادة الكفاءة نظرًا لما له من تأثير مباشر على النتيجة النهائية، ووفقًا لدراسة The People IQ، أعرب حوالي 13% من المديرين والعاملين عن اعتقادهم بأن نظام إدارة المشاريع في مؤسساتهم مفيد.
وتلعب إدارة الموارد البشرية دورًا حاسمًا في قيادة هذا الأداء من خلال إدارة وتحفيز الموظفين، وإنشاء أنظمة وعمليات لقياس الأداء وتحسينه، وتوفير فرص التطوير، ومن خلال تنفيذ أنظمة إدارة الأداء الفعالة وتوفير فرص التطوير يمكن للشركات تحسين أداء الموظفين الأفراد والفرق والشركة ككل.
ويؤدي كل ذلك في نهاية المطاف إلى تحسين الإنتاجية، وزيادة الإيرادات، وتحقيق نجاح أكبر وبالتالي تحقيق الأهداف التنظيمية.
فضلاً عن أنه يمكن لإدارة الأداء الفعالة أيضًا مساعدة الشركات على تحديد مجالات التحسين، وإجراء التغييرات اللازمة؛ ما يسمح لها بالبقاء قادرة على المنافسة على المدى الطويل.
وأخيرًا، من المؤكد أن وظيفة الموارد البشرية تعتبر محركًا حاسمًا للنمو والقدرة التنافسية لأي شركة، ومن خلال الاستفادة من الإمكانات الكاملة لهذه الوظيفة يمكن للشركات جذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها، وبناء ثقافة إيجابية في مكان العمل، وإدارة المخاطر والتخفيف منها، ودفع استراتيجية العمل وتحسين الأداء التنظيمي.
لذا؛ تذكر أن الاستثمار في وظيفة الموارد البشرية ليس مجرد إهدار للموارد المالية، ولكنه فرصة لازدهار شركتك ونجاحها.
بقلم / جوي برايس
المقال الأصلي (هنــــــــــا)