ولد موريس تشانغ في 10 يوليو 1931م، بالبر الرئيس للصين؛ حيث أمضى طفولته في تنقل مستمر بسبب الحروب التي اجتاحت بلاده.
وبحلول عامه الثامن عشر، كان قد عاش في ست مدن مختلفة وغير مدرسته عشر مرات. ما جعله يعتاد على التأقلم مع الظروف المتغيرة.
انتقال “تشانغ” إلى أمريكا ومسيرته الأكاديمية
في عام 1949، انتقل “تشانغ” إلى الولايات المتحدة لمتابعة دراسته، وهناك التحق بجامعة هارفارد. ثم انتقل لاحقًا إلى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) لدراسة الهندسة الميكانيكية.
ورغم طموحه الأكاديمي. واجه صعوبات في اجتياز امتحان التأهيل للدكتوراه؛ ما دفعه في النهاية إلى اتخاذ قرار بدخول سوق العمل بدلًا من استكمال دراسته.
أولى خطواته في عالم أشباه الموصلات
حصل “تشانغ” على عرضين وظيفيين، أحدهما من شركة “فورد” براتب 479 دولارًا شهريًا. والآخر من شركة “سيلفانيا” للإلكترونيات براتب أعلى بدولار واحد فقط.
وعندما طلب زيادة طفيفة من “فورد”، قوبل بالرفض. فاختار العمل في “سيلفانيا”، لتكون هذه الخطوة بمثابة انطلاقته الأولى في عالم الترانزستورات وأشباه الموصلات.
مسيرة حافلة بالتحديات
بعد سنوات في “سيلفانيا”، التي واجهت لاحقًا صعوبات أدت إلى انهيارها. تعلم “تشانغ” درسًا أساسيًا حول مدى التنافسية الشرسة في قطاع أشباه الموصلات. كما كتب لاحقًا: “هذه الصناعة لا ترحم، فبمجرد أن تتأخر، يصبح اللحاق بالركب أمرًا بالغ الصعوبة”.
في عام 1958، انضم إلى شركة “تكساس إنسترومنتس”، ليسهم في تحول الشركة نحو المنتجات الاستهلاكية، مثل: الآلات الحاسبة والساعات الرقمية.
وبعد عقود من العمل هناك، أدرك أن مسيرته قد تصل إلى طريق مسدود إن لم يتخذ خطوة جديدة، فانضم عام 1984 إلى شركة جنرال إنسترومنت المتخصصة في صناعة الرقائق.
تأسيس “تي إس إم سي” وإعادة تعريف الصناعة
في عام 1987، وهو بعمر 55 عامًا، غادر “تشانغ” الولايات المتحدة متجهًا إلى تايوان لتأسيس شركته الخاصة، “تايوان سيميكوندكتور مانوفاكتشورينغ كومباني” (TSMC).
كانت الشركات آنذاك، تتبع نموذجًا تقليديًا، يقوم على تصميم وتصنيع الرقائق داخل منشآتها الخاصة. لكن “تشانغ” جاء بفكرة ثورية، أسس من خلالها TSMC لتكون شركة متخصصة في تصنيع الرقائق للعملاء.
هذا النموذج سمح للشركات الناشئة والمصممين المستقلين بالوصول إلى أحدث تقنيات التصنيع دون الحاجة إلى استثمارات ضخمة في بناء المصانع. ومع مرور الوقت، أصبحت TSMC حجر الأساس لصناعة أشباه الموصلات العالمية.
أقوال وحكم موريس تشانغ