يتوقف نجاح أي مشروع ناشئ أو قائم بالفعل على شرط أساسي لنجاحه وهو امتلاك مهارات التواصل الفعّال. ومع ذلك لا يتوافر هذا الشرط بشكل طبيعي للعديد من مؤسسي المشاريع الجديدة وغيرهم من المتخصصين في مجال الأعمال؛ إذ يعتبر التواصل مهارة اجتماعية يفتقدها بعض أصحاب المهن ولا يعرف عنهم أنهم من ذوي المهارات الاجتماعية مثل، المحاسبين والمهندسين.
وعلى الرغم من أنه يتعين على مؤسسي الشركات أن يتواصلوا مع المستثمرين، والشركاء، وبقية أعضاء الفريق بشأن أفكارهم ومنتجاتهم. ثم يأتي دور العملاء، وقنوات التسويق، والطرح العام أو الاندماج مع مرشح جذاب للشراء. إلا أن لغات التواصل لا تقتصر على الحديث فحسب، بل تشمل أيضًا لغة الكتابة، ولغة الجسد، ولغة “الأفعال أبلغ من الأقوال”.
ويقول “جون سبنس” في كتابه الكلاسيكي تحت عنوان “بسيط للغاية”: إن المشكلة الأكبر التي نواجهها في الشركات التي نتعامل معها في مختلف أنحاء العالم تكمن في الافتقار إلى التواصل المفتوح، والصادق، والقوي، والشجاع. ويحدد المشكلة في التواصل في الجوانب الستة التالية، وذلك على النحو التالي:
-
الصدق:
لا شك أن هذا العنصر هو الأهم من بين مهارات التواصل الفعّال والقوي في العمل. وتنفيذه بسيط للغاية، كل ما عليك فعله طيلة الوقت وفي كل مرة فقط هو أن تقول الحقيقة. إنه أسهل كثيرًا من محاولة تذكر ما قلته في المرة الأخيرة. وسيلاحظ المتعاملين معك ذلك بسرعة، لذا؛ قم ببناء ثقافة الصدق، وسيتبعك الآخرون.
-
التعاطف:
إن الصدق شيء والصراحة الشديدة شيء آخر، لذا؛ قل الحقيقة بطريقة صريحة ومباشرة. ولكن بطريقة محترمة تحمل مشاعر التعاطف، وتحدث بصراحة مع الأشخاص، ولكن لا تصبهم بالإحراج.
-
الشجاعة:
تحتاج إلى الشجاعة لطرح أصعب المناقشات على الطاولة وقيادتها، ولا تؤجل هذا الطرح إلى الغد على أمل أن تختفي المشكلة؛ فالشجاعة تمثل لك باعتبارك أحد أعضاء الفريق أن فريقك بأكمله يمتلك الجرأة والثقة الكافية لطرح الأسئلة على القادة. بدلًا من الانصياع لأمر خاطئ.
-
السلامة:
إذا كنت تريد من المحيطين أن يقولوا الحقيقة، فعليك أن تجعل الأمر آمنًا بالنسبة لهم. وهنا تكون أفعالك أعلى صوتًا من أقوالك، وأعلى صوتًا من أي سياسات مكتوبة. فإذا قمت بحرمان شخصًا بسبب الحقيقة التي أخبرك بها، فلن تسمعها منه مرة أخرى.
-
الصرامة الفكرية:
رغم أن الأشخاص يجب أن يكونوا في مأمن، إلا أن الأفكار لا ينبغي أن تكون كذلك. فمن مهارات التواصل الفعّال أن يتم اختبار النظريات، ويرحب الناس، بل ويشجعون، الفحص النقدي للأفكار والمعلومات. بغض النظر عن مصدرها، والهدف هو أن تبقى الأفكار الأقوى فقط.
-
الشفافية:
تتصدر هذه السمة نظيراتها من السمات المميزة للقادة العظماء والمنظمات الرائدة. حيث يتشاركون أكبر قدر ممكن من المعلومات مع جميع أصحاب المصلحة قدر المستطاع، وفي سياقات متعددة. ومع ذلك، صرح العديد من القادة أنهم يندهشون باستمرار لسماع الشكوى الشائعة “لماذا لم يخبرني أحد بما يحدث”.
كما يشير “سبنس” في كتابه إلى أن أفضل طريقة لتحسين مستويات التواصل التنظيمي لديك هي تحسين مهارات التواصل بين الأشخاص. وهذه المهارات يمكن تعليمها وتعلمها. ويتطلب الأمر فقط إلى الممارسة والعمل الجاد، ولكن مع مرور الوقت، من الممكن تحسينها بشكل كبير.
لا شك أن المهارات الأساسية للتواصل الشخصي الفذ هي الاستخدام الفعال للغة الجسد. والاستماع المركز، وطرح الأسئلة المتخصصة، واستخدام أنماط حسية متعددة، وتقديم الحجج المنطقية والعاطفية. والاستماع إلى الكلمات الغامضة أو المشحونة عاطفيًا، ولكننا لن نتطرق لمثل هذه المهارات اليوم، ربما في وقت لاحق.
وأخيرًا، إذا كنت من هؤلاء المحترفين في مجال الأعمال الذين يواجهون الصعوبة في كتابة رسالة بريد إلكتروني كل مرة. فعليك أن تنتبه لأهمية المبادئ الأساسية المذكورة أعلاه، واستلهم الإلهام من حقيقة مفادها أنه يمكنك تحسين مهاراتك. لأن كونك قائدًا محترفًا لا يستطيع التواصل أمرًا مرفوضًا، لذا؛ ابدأ اليوم وكرر ذلك كل يوم.
المقال الأصلي: هنا