على الرغم من أن الوقت لا نهائي فإنه محدود بالنسبة لنا. في حال عدم امتلاكنا لمهارات إدارة الوقت سنشعر دائمًا بالحاجة إلى المزيد من الوقت عندما تتراكم علينا المهام، وعلى العكس نشعر بالملل ولا نعرف كيف سنمضيه عندما يكون لدينا الكثير من الوقت، ولكن ليس لدينا ما نفعله. وفي جميع الأحوال يجب أن نتعامل مع الوقت على أنه شيء ثمين يجب ألا نهدره بدون فائدة. وفي هذه المقالة، دعونا نعرف كيف تكون لدينا مهارات إدارة الوقت التي تمكننا من السيطرة عليه.
وضع الحدود
من مهارات إدارة الوقت المهمة أن نعرف كيف نضع الحدود. فحتى نتمكن من التواصل مع احتياجاتنا يجب أن نتعامل مع وضع الحدود للتفاعل مع الآخرين كأمر حيوي. حيث تكون الحدود بمثابة إرشادات للآخرين حول الطرق المقبولة للتفاعل معنا. فيمكن للآخرين من خلال اتباع الإشارات الحدودية التي وضعناها، تعديل سلوكياتهم وفقًا لذلك.
ولوضع الحدود، يجب أن تكون مباشرًا مع الآخرين كما يجب أن تشرح معاييرك بوضوح. فأنت عندما تضع حدودًا صحية، هذا يعني أنك تحمل الآخرين المسؤولية عندما يتجاوزها شخص ما. حيث سيؤدي تجاوز الآخرين لهذا الخط إلى التدخل بوقتك الخاص بطريقة أو بأخرى؛ ما يعيق ما كنت تنوي فعله خلاله سواء كانت نشاطات جسدية أو حتى مجرد الاسترخاء.
لذلك من الضروري أن يكون لديك اتساق عند تحديد وتوضيح والتأكيد على “ما يجب فعله” و “ما لا يجب فعله” لحماية وقتك من الهدر. كما أن وضع الحدود يجعلك أكثر وضوحًا فيما يتعلق بقيمك.
الإفراط في التواصل
يعد التواصل واحدًا من أفضل الأدوات التي يمكن يمتلكها أي شخص. فكلما اتسع نطاق تواصلنا، كلما اتسعت دوائر معارفنا، وبالتالي سنكون بحاجة لتفسير وشرح أسبابنا ومقاصدنا للآخرين بشكل أكبر. وهذا سيجعلنا أكثر عرضة لخسارة الوقت بسبب افتقارنا إلى الوضوح. حيث إن التفاصيل الدقيقة ضرورية لنتأكد من فهم الآخرين لحالة أي موقف معين.
وكلما زادت المعلومات التي تقدمها، كلما توجب عليك أن تكون أكثر دقة في إبقاء الآخرين على اطلاع بتعهداتك. حيث سيساعدك ذلك في تقليل مخاطر إعادة تنفيذ مهمة ما، وتجنب الصراعات بشكل مسبق، بالإضافة إلى تعزيز الثقة.
العمل بذكاء
من مهارات إدارة الوقت المهمة أن تعرف كيف تعمل بذكاء. العمل بذكاء يعني أن تنشئ الأنظمة اللازمة التي تضمن إمكانية تنفيذ الوظائف اليومية في ترتيب موحد للعمليات. وكذلك الاستفادة من الأدوات والموارد التي تساعد على تبسيط العمليات المعقدة. سيتطلب هذا الالتزام إعداد الأنظمة في البداية، ولكن هذه الخطط تؤتي ثمارها من خلال أوقات الفراغ في الأمد البعيد.
يتعامل العديد من الأشخاص في معظم الأحيان في البيئات المهنية والشخصية مع الأنظمة كما وجدوها، سواء تعلموها من أحد الوالدين أو تركها لهم سلفهم في العمل. ولكن يجب أن نعرف، أنه مجرد نجاح هذه الأنظمة مع من كانوا قبلنا لا يعني أنها ستعمل معنا بنفس الكفاءة. سنكون دائمًا بحاجة إلى تحديد الأولويات والتخطيط لتقليل الوقت الذي تقضيه في أداء مهمة ما.
خصص وقتًا لكسب الوقت
كم مرة نضطر إلى الانقطاع عن إنجاز مهمة ما طوال اليوم؟ وقد يحدث ذلك بإرادتنا وفي بعض الأوقات يكون أمر خارج عن إرادتنا. فإن الحياة أحيانًا تضع بعض العقبات في طريقنا. ونظرًا لأن هذه الانقطاعات لا بد ستحدث. فبالتالي لا مفر من ضياع الوقت دائمًا.
عندما تعمل على تخصيص الوقت لكسب الوقت؛ فإن هذا يعني الاستفادة من وقت الفراغ لصالح للعمل مع الحد الأدنى من التشتيت. في البداية قد يبدو الأمر وكأنك تعمل ساعات إضافية. ولكن أغلب الظن أنك سترى النتائج في المستقبل.
على سبيل المثال، إذا كنت تعمل من 9 إلى 5، فقد يبدو ذلك في ظاهره وكأنك تعمل حتى وقت متأخر خلال أيام الأسبوع. ولكن هذا سيضمن لك الحصول على عطلة نهاية أسبوع خالية من القلق والتوتر بشأن إنجاز مهام مستحقة في بداية الأسبوع التالي.
التخلي عن العادات غير الصحية
لا تظهر آثار العادات غير الصحية عادة إلا بعد مرور فترة طويلة من الزمن. وعند مرور ذلك الوقت، يكون الأوان غالبًا قد فات. على سبيل المثال، هل تعلم أن متوسط تدخين السيجارة يستغرق ما بين ست إلى سبع دقائق؟ إذا كنت من المدخنين غير المنتظمين، فقد تدخن ربع علبة سجائر يوميًا، وعادة ما تكون خمس سجائر. وهذا يعني أنك ستهدر نصف ساعة من وقتك كل يوم على أقل تقدير.
فإدمان العادات غير الصحية أو الراحة أو الرفاهية يجعل من الصعب على الإنسان الرغبة في إحداث التغيير اللازم لتوفير الوقت، واستعادة ما ضاع من سنوات حياته.
بقلم/ كريستوفر ماسيمين
المقال الأصلي: هنا