شهدت المملكة العربية السعودية قفزات نوعية في حجم الاستثمارات المعلن عنها في مؤتمر “ليب” التقني الدولي، الذي تستضيفه الرياض سنويًا. وذلك في ضوء التوجهات العالمية نحو تعزيز الابتكار التكنولوجي.
وبات هذا الحدث التقني الأبرز في العالم منصة جاذبة للاستثمارات الضخمة في قطاعات التقنية المتقدمة. وعلى رأسها: الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، والمدن الذكية.
تنامي الاستثمارات في مؤتمر “ليب”
شهدت الأعوام الأخيرة نموًا مطردًا في حجم الاستثمارات المعلن عنها خلال فعاليات مؤتمر “ليب”. وهو ما يعكس الثقة المتزايدة في البيئة الاستثمارية الجاذبة التي توفرها المملكة. وجهودها الحثيثة لتنويع مصادر الدخل، وبناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.
أرقام قياسية في الاستثمارات التكنولوجية
في النسخة الأولى من فعاليات مؤتمر ليب الذي عقدت في عام 2022 بلغت قيمة الاستثمارات المعلن عنها حوالي 6.4 مليار دولار. ويُعد هذا الرقم بمثابة نقطة تحول في مسار الاستثمارات التقنية بالمملكة.
علاوة على ذلك شهدت النسخة الثانية التي عُقدت عام 2023 زيادة ملحوظة في حجم الاستثمارات؛ حيث وصلت إلى نحو 9.5 مليار دولار. وهو ما يؤكد الإقبال المتزايد من الشركات العالمية على الاستثمار في قطاع التكنولوجيا بالمملكة.
من ناحية أخرى قفزت الاستثمارات المعلن عنها في النسخة الثالثة التي عقدت عام 2024 إلى مستوى جديد؛ إذ بلغت حوالي 13.4 مليار دولار. وهذا يبرز الدور المحوري الذي بات يؤديه المؤتمر في استقطاب الاستثمارات الضخمة إلى المملكة.
كذلك سجلت النسخة الرابعة من فعاليات مؤتمر ليب، التي انطلقت اليوم الأحد الموافق 9 فبراير 2025، رقمًا قياسيًا جديدًا؛ حيث بلغت قيمة الاستثمارات المعلن عنها في اليوم الأول فقط 14.9 مليار دولار. ما يعكس الزخم الكبير الذي يشهده قطاع التكنولوجيا في المملكة، والتوقعات المستقبلية الواعدة.
الاستثمارات النوعية والشراكات الإستراتيجية
بينما تشهد الاستثمارات المعلن عنها في “ليب” نموًا كبيرًا، فإنها تتميز أيضًا بطابعها النوعي؛ فهي تتركز في المشروعات التقنية المتقدمة. التي تساعد على بناء اقتصاد المعرفة، وتحقيق التنمية المستدامة.
كما يشهد المؤتمر توقيع العديد من الشراكات الإستراتيجية بين الشركات العالمية والمؤسسات المحلية. وذلك بهدف نقل التكنولوجيا، وتوطين الصناعات التقنية، وتطوير الكوادر الوطنية.
مستقبل الاستثمارات التقنية في المملكة
وكما يتضح من الأرقام المتزايدة في كل عام فإن مؤتمر “ليب” بات يُشكل محطة رئيسية للاستثمارات التقنية في المنطقة. ومن المتوقع أن يستمر هذا التوجه بالنسخ القادمة، مع مواصلة المملكة تعزيز بيئتها الاستثمارية، ودعم الابتكار التكنولوجي، وتنويع مصادر الدخل.
ومن الضروري الإشارة إلى أن هذه الاستثمارات الضخمة لا تقتصر على قطاع التكنولوجيا وحده، بل تمتد لتشمل قطاعات أخرى مرتبطة به. مثل: التعليم، والصحة، والطاقة المتجددة. وهو ما يسهم في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة بالمملكة.
منصة رائدة للاستثمار في قطاع التكنولوجيا
في نهاية المطاف يمكن القول إن مؤتمر ليب تحوّل خلال سنوات قليلة إلى منصة عالمية رائدة للاستثمار في قطاع التكنولوجيا. ومحركًا أساسيًا للابتكار والنمو الاقتصادي في المملكة العربية السعودية.
كما أن الأرقام القياسية التي تسجلها الاستثمارات المعلن عنها في كل نسخة من المؤتمر. تؤكد أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤيتها الطموحة في أن تصبح مركزًا عالميًا للتقنية والابتكار، وبناء اقتصاد متنوع ومستدام.
ولا شك أن هذه الاستثمارات الضخمة سوف تكون لها انعكاسات إيجابية على مختلف جوانب التنمية في المملكة. من خلال دعم المشروعات التقنية المتقدمة، وتطوير البنية التحتية الرقمية، وإتاحة فرص العمل النوعية للشباب السعودي. إضافة إلى تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة. وتنويع مصادر الدخل الوطني؛ وتحسين جودة حياة المواطنين.