تفترض القيمة الزمنية للنقود (TVM) أن المال في الوقت الحاضر له قيمة أكبر من المال في الماضي أو في المستقبل، وذلك بسبب إمكانيته في كسب العوائد. بما أن المال يمكن أن ينمو عندما يتم استثماره، فإن أي تأخير في استخدامه يعد فرصة ضائعة للنمو. القيمة الزمنية للنقود هي مبدأ مالي أساسي يعتمد على مفهوم القيمة المخصومة الحالية.
يعكس هذا المبدأ حقيقة أن المال، مثل العديد من الأصول، ينمو مع مرور الوقت. ولا بد من الإشارة إلى أن أفضل المحفظات الاستثمارية هي تلك التي تُترك دون تغيير أو تدخل. فعادةً ما يكون أداء المستثمر العادي ضعيفًا مقارنةً بالمؤشرات. إذ تضمن الفوائد المركبة نمواً كبيراً للأصول شريطة أن يتم ترك المحفظة دون تدخل.
هناك العديد من العوامل التي تؤثر على القيمة الزمنية للنقود، وتحدد كيفية تغير قيمة المال مع مرور الوقت. من خلال فهم هذه العوامل، مثل أسعار الفائدة والتضخم والمخاطر، يمكن للمستثمرين اتخاذ قرارات مدروسة بشأن قيمة أموالهم في المستقبل.
علاقة الفائدة المركبة بالقيمة الوقتية للنقود
يمكن أن ينمو المبلغ المالي بمرور الوقت بمجرد استثماره. فعند إيداع الأموال في حساب توفير ذو عائد مرتفع، ستحقق الفائدة. ومع مرور الشهور والسنوات، ستُضاف هذه الفائدة إلى المبلغ الأساسي، مما يزيد من الفائدة المكتسبة. وهذا ما يُعرف بقوة الفائدة المركبة.
أما الأموال التي لا يتم استثمارها، فقد تفقد قيمتها مع مرور الوقت. على سبيل المثال، إذا تم إخفاء مبلغ 1000 دولار في مرتبة لمدة ثلاث سنوات، فإن الشخص لن يخسر فقط الفرصة في تحقيق أي دخل إضافي من الاستثمار، بل ستتراجع القوة الشرائية لهذا المبلغ بسبب تأثير التضخم الذي يقلل من قيمته الفعلية.
طريقة حساب القيمة الوقتية للنقود
معادلة القيمة الزمنية للمال الأساسية لا تعكس “القيمة الزمنية للنقود” نفسها، بل تُظهر التغير في قيمة المال بمرور الوقت. فهي تستخدم لحساب القيمة المستقبلية لمبلغ معين من المال بناءً على قيمته الحالية، ومعدل الفائدة، وعدد الفترات المركبة سنويًا، وعدد السنوات.
من المؤكد أن المستثمرين يمكنهم تحديد الفرق بين القيمة المستقبلية والقيمة الحالية. وقد تتغير صيغة القيمة الزمنية للنقود قليلاً حسب الحالة.
على سبيل المثال، في حالة المدفوعات السنوية أو المدفوعات المستمرة، ستتضمن الصيغة عوامل إضافية أو أقل.
باختصار، القيمة المستقبلية للنقود هي حساب القيمة المستقبلية لمبلغ المال الحالي. وعادةً ما تكون هذه القيمة أكبر من المبلغ الحالي، إلا إذا كانت غير مستمرة.
تأثير الفترات المركبة على القيمة العادلة
يؤثر عدد فترات التركيب بشكل كبير على حسابات القيمة العادلة. على سبيل المثال، إذا أخذنا مبلغ 10,000 دولار، فزيادة عدد فترات التركيب مثل التحويل إلى ربع سنوي أو شهري أو حتى يومي سيؤدي إلى تغييرات في القيمة المستقبلة.
أما بالنسبة لاختلاف القيمة الزمنية للنقود عن تكلفة الفرصة البديلة، فإن تكلفة الفرصة البديلة تشكل جوهر مفهوم القيمة الزمنية للنقود. فلا يمكن أن ينمو المال إلا إذا تم استثماره على مر الزمن وحقق عوائد إيجابية.
بينما الأموال التي لا يتم استثمارها تفقد قيمتها مع مرور الوقت نتيجة للتضخم. وبالتالي، فإن المبلغ المتوقع دفعه في المستقبل، مهما كانت الثقة في تحقيقه، يفقد قيمته بمرور الوقت. ما يعكس تكلفة الفرصة البديلة المرتبطة بتأجيل الدفع إلى المستقبل بدلًا من القيام به في الوقت الحاضر.
ما هي أهمية القيمة الزمنية للنقود؟
يمكن لمفهوم القيمة الزمنية للمال أن يلعب دورًا مهمًا في توجيه قرارات الاستثمار. على سبيل المثال، قد تواجه شركة خيارًا بين مشروعين: المشروع (أ) والمشروع (ب). الفرق بين المشروعين يكمن في توقيت المدفوعات فقط، حيث يعد المشروع (أ) بدفع مليون دولار في السنة الأولى، بينما يقدم المشروع (ب) دفعًا قدره مليون دولار في السنة الخامسة. وبما أن المدفوعات غير متساوية، فإن المبلغ الذي يُستلم بعد سنة واحدة يحمل قيمة حالية أكبر من المبلغ الذي يُستلم بعد خمس سنوات.
كما تعد القيمة الزمنية للنقود من المبادئ الأساسية في تحليل التدفق النقدي المخصوم (DCF)، وهي إحدى أكثر الأساليب شيوعًا وفعالية في تقييم الفرص الاستثمارية. كما تعتبر جزءًا أساسيًا في أنشطة التخطيط المالي وإدارة المخاطر. يعتمد مديرو صناديق التقاعد على مفهوم القيمة الزمنية للنقود لضمان أن يحصل أصحاب الحسابات على المبالغ الكافية عند التقاعد.
القيمة المستقبلية للأموال تختلف عن قيمتها الحالية، كما تختلف عن قيمتها في الماضي. وتُعرف هذه الظاهرة باسم القيمة الزمنية للمال (TVM). يمكن لكل من الشركات والأفراد الاستفادة من هذا المفهوم لاتخاذ قرارات استثمارية مدروسة وذكية.
المقال الأصلي: من هنـا