تتعدد العوائق التي تحول دون تحقيق النجاح. ويعد أحد أكبر تلك العوائق هو الخوف من الفشل. لأنه أسوأ من الفشل نفسه. فهو يحكم علينا بحياة من الإمكانيات غير المحققة. فما علامات الشخص الذكي؟ وكيف تتلخص الاستجابة الناجحة للفشل في النهج الخاص بك وحدك؟
كما ذكرت دراسة نشرت مؤخرًا في مجلة علم النفس الاجتماعي التجريبي. فقد وجد الباحثون أن النجاح في مواجهة الفشل يأتي من التركيز على النتائج أي ما تأمل في تحقيقه. بدلًا من محاولة عدم الفشل، وفي حين أنه من المغري محاولة تجنب الفشل. فإن الأشخاص الذين يفعلون ذلك يفشلون أكثر من أولئك الذين يركزون بتفاؤل على أهدافهم.
بينما أن هذا قد يبدو منطقيًا إلى حد ما، ولكن من الصعب جدًا القيام به عندما تكون عواقب الفشل وخيمة. كما وجد الباحثون أن ردود الفعل الإيجابية تزيد من فرص نجاح الأشخاص؛ لأنها تغذي التفاؤل نفسه الذي تشعر به عند التركيز فقط على أهدافك.
كيف يتعامل المبدعون مع الفشل؟
إن المبدعون الحقيقيون الذين يصنعون التاريخ يتخذون خطوة أبعد من ذلك. وينظرون إلى الفشل باعتباره حجر عثرة في طريق النجاح. ومن الأمثلة الرائعة على ذلك “توماس إديسون”. فقد استغرق الأمر منه ألف محاولة؛ لتطوير مصباح كهربائي يعمل. وعندما سأله أحدهم عن شعوره عندما فشل ألف مرة. قال: “لم أفشل ألف مرة، لقد كان المصباح الكهربائي اختراعًا يتألف من ألف خطوة”.
وهو من المواقف التي تفصل بين النجاح والفشل. ولا شك أن “إديسون” لم يكن الوحيد، على سبيل المثال، لم تقبل رواية “ج. ك. رولينج” الشهيرة “هاري بوتر” إلا بعد أن رفضتها اثنا عشر دار نشر. وحتى في ذلك الوقت لم تحصل إلا على دفعة مقدمة رمزية.
كما خسرت “أوبرا وينفري” وظيفتها كمذيعة أخبار في “بالتيمور” بسبب انخراطها عاطفيًا في قصصها. وهي السمة التي أصبحت لاحقًا تميز علامتها التجارية. وخسر أيضًا “هنري فورد” داعميه الماليين مرتين قبل أن يتمكن من إنتاج نموذج أولي قابل للتطبيق لسيارة، والقائمة تطول.
إذن، ما علامات الشخص الذكي؟ وما الذي يسمح للفشل بعرقلة مسيرة الأفراد؟ وما الذي يميز غيرهم ليجعلوا الفشل لمصلحتهم؟ يرجع جزء من هذا إلى ما تفعله، ويعود البقية إلى ما تفكر فيه.
من المؤكد أن الإجراءات التي تتخذها في مواجهة الفشل تشكل أهمية بالغة لقدرتك على التعافي منه. ولها تداعيات ضخمة على كيفية نظر الآخرين إليك وإلى أخطائك. ويوجد ثمان خطوات يجب عليك اتخاذها عند فشلك؛ لأنها ستمكنك من النجاح في المستقبل، وتسمح للآخرين برؤيتك على نحو إيجابي على الرغم من فشلك، لنتطرق إليها معًا عبر السطور القادمة.
1- أخبر نفسك بالأخبار السيئة
إذا ارتكبت خطأ ما، فلا تجلس مكتوف الأيدي على أمل ألا يلاحظ أحد ذلك. لأن هناك شخصًا ما سيلاحظ ذلك بالتأكيد. وهو أمر لا مفر منه، فحين يشير شخص آخر إلى فشلك، فإنه سيتحول إلى فشلين. وإذا التزمت الصمت، فسيتساءل الأشخاص عن سبب عدم إفصاحك عن الأمر. ومن المرجح أن يعزو ذلك إلى الجبن أو الجهل.
2- قدم تفسيرًا، ولا تقدم أعذارًا
إن الاعتراف بأخطائك يمكن أن يعزز صورتك بالفعل. فهو يُظهر ثقتك بنفسك ومساءلتك ونزاهتك، فقط تأكد من الالتزام بالحقائق. على سبيل المثال، “لم أستطع تحديث الحساب البنكي؛ لأنني فاتني الموعد النهائي” هو سبب. ” لم أستطع تحديث الحساب البنكي؛ لأن أخي كان مريضًا طوال عطلة نهاية الأسبوع، وهذا جعلني أفوت الموعد النهائي” هو عذر.
3- ضع خطة لإصلاح الأمور
إن الاعتراف بالخطأ أمر جيد، ولكن لا يمكنك إنهاء الأمر عند هذا الحد. إن ما ستفعله لاحقًا أمر بالغ الأهمية. وبدلاً من الوقوف وانتظار شخص آخر ليقوم بتنظيف الفوضى التي أحدثتها، قدم حلولك الخاصة. ومن الأفضل أن تخبر رئيسك بالخطوات المحددة التي اتخذتها بالفعل لإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح.
4- ارسم خطة للوقاية
بالإضافة إلى ضرورة وجود خطة لإصلاح الأمور. يجب أن يكون لديك أيضًا خطة توضح كيفية تجنب ارتكاب نفس الخطأ في المستقبل. وهذه أفضل طريقة لطمأنت الأشخاص بأن الأمور الجيدة ستولد من رحم فشلك.
5- عد إلى العمل
من المهم ألا تدع الفشل يجعلك خجولًا، فهذه العقلية تجذبك نحو الأسفل، وتعيق تقدمك في كل مرة تخطئ فيها. لذا؛ خذ وقتًا كافيًا لاستيعاب الدرس. وبمجرد أن تفعل ذلك، عد إلى العمل وحاول مجددًا. فالوقوف في المكان نفسه لا يؤدي إلا لإطالة المشاعر السلبية، ويزيد من فرصة فقدانك لأعصابك.
لذا؛ يعد موقفك عند مواجهة الفشل أمرًا مهمًا بقدر أهمية الإجراءات التي تتخذها. ولا شك أن استخدام الفشل لصالحك يتطلب المرونة والقوة العقلية. وكلاهما من السمات المميزة للذكاء العاطفي.
6- غير منظورك
وهو أكثر العوامل أهمية للتعامل مع الفشل. فالأشخاص الذين يتمتعون بمهارة التعافي بعد الفشل أكثر عرضة لإلقاء اللوم على شيء فعلوه كمسار العمل الخاطئ. حيث يميل الأشخاص الذين لا يجيدون التعامل مع الفشل إلى إلقاء اللوم على كسلهم أو افتقارهم إلى الذكاء. أو بعض الصفات الشخصية الأخرى؛ ما يعني أنهم لم يكن لديهم سيطرة على الموقف، فيجعلهم أكثر حرصًا على تجنب المخاطرة في المستقبل.
7- كن متفائلًا
هذه سمة أخرى من سمات الأشخاص الذين يستعيدون عافيتهم بعد الفشل. وقد أظهرت نتائج دراسة بريطانية أجريت على بعض رواد الأعمال أنهم كانوا أكثر ميلًا إلى توقع النجاح. من رواد الأعمال الذين استسلموا بعد فشلهم الأول. إن الشعور بالتفاؤل هو ما يمنع الأشخاص من الشعور بأن الفشل حالة دائمة. وبدلًا من ذلك، يميلون إلى رؤية كل فشل باعتباره حجر أساس لنجاحهم النهائي؛ بسبب التعلم الذي يوفره.
8- المثابرة
التفاؤل في العمل هو شعور بالإيجابية؛ والمثابرة هي ما تفعله به. والأشخاص المثابرون يتخلصون من الإخفاقات، ويواصلون العمل في الوقت الذي يقول فيه الجميع “كفى” ويقررون الاستسلام والعودة إلى منازلهم. والمثابرون أشخاص مميزون؛ لأن تفاؤلهم لا يموت أبدًا، وهذا يجعلهم رائعين في النهوض من الفشل.
خلاصة القول
إن الاستجابة للفشل تؤدي للذهاب نحوه، وذلك نتاج لمنظورك. وما يعتبره شخص هزيمة نكراء. يراه آخر وعكة بسيطة. والرائع في الأمر أنك تستطيع تغيير نظرتك للفشل حتى تتمكن من استخدامه لتحسين نفسك.
بقلم / ترافيس برادبيري