يتسائل بعض المهتمين بريادة الأعمال “ما النماذج المالية؟” إذ أن النموذج المالي تمثيل رقمي مبسط لوضع مالي معين، سواء أكان لشركة أم لمشروع أم لقرار استثماري شخصي.
كما يشبه النموذج المالي خريطة طريق تحدد المسار المتوقع للأرقام المالية في المستقبل. وذلك بناءً على مجموعة من الافتراضات والبيانات التاريخية.
وفي هذا المقال يقدم فريق رواد الأعمال، مفهوم النماذج المالية وأنواعها. وفقًا لدراسة دكتور جيف شميت، والتي بعنوان “Types of Financial Models”.
من جيف شميت؟
حصل جيف شميت على درجة البكالوريوس من جامعة تكساس، ودرجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هيوستن. وهو حاصل على شهادة المحلل المالي المعتمد. وفقًا لمعهد التمويل المؤسسي العالمي “CFI”.
وقبل انضمام “شميت” إلى CFI. درَّس التنمية المالية والتقييم لآلاف الطلاب في جميع أنحاء العالم على مدار أكثر من عقد.
كما تضمن عملاؤه بعض أكبر الشركات والمؤسسات المالية في العالم. بالإضافة إلى الكثير من الجامعات الأكثر شهرة. وقدم المشورة للعملاء حول أفضل الممارسات في التنمية المالية، وإعادة بناء النماذج، وتبسيط جداول البيانات الكبيرة.
قبل مسيرته المهنية في التعليم المالي، غطَّى جيف نحو 50 شركة بقيمة سوقية إجمالية تبلغ 500 مليار دولار، خلال مسيرته المهنية في البحوث الاستثمارية.
بينما عمل في التطوير المؤسسي؛ حيث قاد عمليات التدقيق النافي للقبول للاندماج والاستحواذ والتخطيط المالي والتحليل. بالإضافة إلى العمل في الاستثمار المصرفي وإعادة الهيكلة.
ما النماذج المالية؟
يعرف “شميت” النموذج المالي أنه أداة تحليلية تستخدم للتنبؤ بالأداء المالي المستقبلي لكيان ما. كما بُنِي عبر مجموعة من المعادلات والبيانات التاريخية، ويهدف إلى تقديم صورة واضحة عن الوضع المالي الحالي والمتوقع.
لماذا تستخدم النماذج المالية؟
ووفقًا لدراسة “شميت” تعد النماذج المالية أداة قوية تستخدم على نطاق واسع في عالم الأعمال والمال والاستثمار. وإليك أبرز الأسباب التي تدفع الشركات والمؤسسات إلى استخدامها:
- تقييم الاستثمارات: تساعد النماذج المالية المستثمرين في تقييم جدوى الاستثمارات المختلفة، وتحديد المخاطر المرتبطة بكل استثمار.
- تخطيط الأعمال: تستخدم الشركات النماذج المالية لتخطيط أعمالها المستقبلية، وتحديد الأهداف المالية، وتقييم تأثير القرارات الاستثمارية في الأداء المالي.
- تقييم الأداء: تساعد النماذج المالية في تقييم الأداء الفعلي للشركة مقارنة بالأداء المتوقع، وتحديد الأسباب الكامنة وراء أي انحرافات.
- إدارة المخاطر: يمكن استخدام النماذج المالية لتحليل المخاطر المحتملة التي تواجه الشركة أو الاستثمار، وتطوير استراتيجيات لإدارة هذه المخاطر.
مكونات النموذج المالي الأساسية
كما تتكون النماذج المالية عامة من المكونات التالية:
- بيانات تاريخية: تشمل البيانات المالية السابقة للشركة، مثل: قوائم الدخل، والميزانية العمومية، وبيان التدفقات النقدية.
- الافتراضات: مجموعة من الافتراضات حول المستقبل، مثل: معدلات النمو، والتكاليف، والإيرادات، وأسعار الفائدة، وغيرها.
- الحسابات: مجموعة من المعادلات التي تربط بين البيانات التاريخية والافتراضات لحساب الأرقام المالية المستقبلية.
- المخرجات: النتائج النهائية للنموذج، والتي تشمل عادة توقعات للأرباح، والتدفقات النقدية، والقيمة الحالية الصافية.
أفضل 10 أنواع من النماذج المالية
أوضح “شميت” خلال دراسته عن “النمذجة المالية، وما النماذج المالية وأنواعها؟”، أنه يستخدم أنواع مختلفة من تلك النماذج لتلبية احتياجات الأعمال المحددة وعمليات صنع القرار. ويقدم هذا الدليل أكثر عشرة نماذج استخدامًا في مجال التمويل المؤسسي.
1. نموذج البيانات الثلاث
يعد نموذج البيانات الثلاث أداة أساسية في النمذجة المالية. كما يتكون من ثلاثة بيانات مالية مترابطة: قائمة الدخل، والميزانية العمومية، وبيان التدفقات النقدية. علاوة على كونه يوفر هذا النموذج نظرة عامة شاملة على الأداء المالي للشركة ومركزها النقدي وتدفقاتها النقدية.
2. نموذج التدفق النقدي المخصوم (DCF)
ومن جانبه، يستعمل نموذج التكلفة المخصومة لتحديد القيمة الجوهرية لأصل، عادة ما يكون شركة أو مشروعًا. يحسب القيمة الحالية للتدفقات النقدية المستقبلية، والمخصومة بسعر فائدة مناسب.
كما يستخدم هذا النموذج ضمن قائمة النماذج المالية على نطاق واسع في التقييم وتحليل الاستثمار وصفق الاندماج والاستحواذ (M&A).
3. نموذج الاندماج والاستحواذ (M&A)
وضمن القائمة، يستعمل نموذج الاندماج والاستحواذ لتحليل التأثيرات المالية لعمليات الاندماج والاستحواذ المقترحة.
كما أنه يستخدم في تقييم هذه النماذج التآلفات المحتملة والتكاليف والفوائد المترتبة على دمج شركتين؛ ما يساعد صانعي القرار في تقييم المزايا الاستراتيجية لمثل هذه المعاملات.
4. نموذج الطرح العام الأولي (IPO)
وتستعمل نماذج الاكتتاب العام الأولي للتنبؤ بالأداء المالي لشركة قبل إدراجها في البورصة. فهي توفر رؤى حول تقييم الشركة ونمو الإيرادات والربحية وغيرها من المقاييس الرئيسة التي تعد ضرورية لجذب المستثمرين.
5. نموذج الشراء بالاستدانة (LBO)
كما يستخدم نموذج الشراء بالاستدانة لتقييم الجدوى المالية لعملية شراء بالاستدانة. يحلل هذا النموذج هيكل رأس المال وجدول سداد الديون والعوائد المحتملة للشركة المشترية.
6. نموذج مجموع الأجزاء
كما يقييم نموذج مجموع الأجزاء الشركة عن طريق تقييم القيمة الفردية لقطاعات أعمالها أو أقسامها. يعد هذا النهج مفيدًا خاصةً للشركات المتنوعة التي تمتلك وحدات أعمال مميزة.
7. نموذج الإدماج
وتستخدم نماذج الإدماج لدمج البيانات المالية لشركات متعددة في بيان مجمع واحد. كما أنه غالبًا ما يكون هذا ضروريًا للشركات الأم التي لديها شركات تابعة أو للشركات المشاركة في عمليات الاندماج والاستحواذ.
8. نموذج الميزانية
بينما تستعمل نماذج الميزانية للتنبؤ بالإيرادات والمصروفات والتدفقات النقدية المستقبلية للشركة. وكذلك تساعد هذه النماذج في التخطيط والميزانية لأنشطة تجارية مختلفة.
9. نموذج التنبؤ
كما تستخدم نماذج التنبؤ الأساليب الإحصائية للتنبؤ بالاتجاهات والنتائج المستقبلية. ويمكن استخدامها للتنبؤ بالمبيعات والطلب على السوق والمؤشرات الاقتصادية وعوامل أخرى ذات صلة.
10. نموذج تسعير الخيارات
وتستعمل نماذج تسعير الخيارات، مثل: نموذج بلاك شولز، لحساب القيمة النظرية للخيارات، وهي أدوات مالية مشتقة. ولكن ليس الالتزام بشراء أو بيع أصل أساسي بسعر محدد خلال مدة زمنية معينة.
الجدير بالذكر أن هذه مجرد أمثلة قليلة على الكثير من أنواع النماذج المستخدمة في التمويل المؤسسي. كما أنه يعتمد اختيار النموذج على سياق الأعمال المحدد والمعلومات المطلوبة لاتخاذ القرار.
أهمية النماذج المالية في القرارات الاستثمارية
تعد هذا النماذج أداة أساسية لاتخاذ القرارات الاستثمارية، وذلك للأسباب التالية: توفير رؤية واضحة للمستقبل؛ حيث تساعد النماذج المالية في تكوين صورة واضحة عن الأداء المالي المتوقع للشركة أو المشروع. ما يساعد المستثمرين في اتخاذ قرارات مستنيرة.
بالإضافة إلى تقييم المخاطر المرتبطة بالاستثمار؛ ما يساعد المستثمرين في تحديد مستوى المخاطرة الذي يمكنهم تحمله.
كما أنه يمكن استخدام هذه النماذج لمقارنة الاستثمارات المختلفة، وتحديد الاستثمارات التي تقدم أعلى عائد مقابل المخاطرة. إلى جانب كونها تساعد في تحسين عملية صنع القرار من خلال توفير معلومات دقيقة وكاملة.
تحديات استخدام النماذج المالية
- الافتراضات: تعتمد دقة النموذج المالي على دقة الافتراضات المستخدمة، وقد تكون هذه الافتراضات صعبة التحديد بدقة.
- التعقيد: يمكن أن تكون النماذج معقدة للغاية؛ ما يتطلب مهارات تحليلية قوية لفهمها وتفسيرها.
- التكلفة: قد تتطلب تطوير النموذج المالي وقتًا وجهدًا كبيرين؛ ما يجعلها مكلفة.
وفي النهاية، يجب أن تستخدم النماذج المالية كأداة مساعدة، وليس كأداة اتخاذ قرار نهائي. يجب على المستثمرين والمديرين الاستعانة بخبرتهم ومهاراتهم الشخصية في تقييم المعلومات التي توفرها النماذج المالية واتخاذ القرارات المناسبة.
