النجاح دومًا أفق تداولي؛ فمثلًا نجاح أبل لا يعنيها وحدها، بمعنى أنها لا تستفيد منه بمفردها، وإنما يمكن القول إن هذا النجاح بمثابة نموذج يمكن _لا أقول الاحتذاء به ولا تقليده_ الاستفادة منه والاستنارة به.
ناهيك عن أن كل محاولة جادة لريادة الأعمال أو في العمل الحر هي بمثابة مغامرة، وسباحة في تيار من المجهول؛ ولهذا ترى رواد الأعمال أحوج ما يكون إلى إرشادهم ومد يد العون لهم.
لا يعني هذا أننا نقول إن على رواد الأعمال دراسة نجاح أبل من أجل إعادة نسخه، وإنما كل ما هنالك أن ننظر إلى هذا النجاح كنموذج.
لكن الأهم من ذلك كله أن نجاح أبل أو غيرها من الشركات ينطوي على رسالة مهمة مفادها أن النجاح ممكن؛ فطالما أن شركة (هي أبل في هذا السياق) قد تمكنت من تحقيقه فهذا معناه أنه بالإمكان النهوض به وتكراره من جديد.
وهذا أحد معاني البعد التداولي للنجاح؛ فهو تداولي من حيث كونه حافزًا؛ إذ بإمكان الجميع أن يتحفز من نجاح شركة، كما أنه تداولي من جهة كونه لا يقتصر على الشركة التي نجحت فحسب، وإنما يمكن لأي شركة الاستفادة من نموذج النجاح ذاك والاسترشاد به.
اقرأ أيضًا: أشهر سيدات الأعمال في العالم.. نماذج ملهمة للعمل الريادي
دروس من نجاح أبل
ويرصد «رواد الأعمال» طائفة من الدورس التي يمكن تعلمها من نجاح أبل، وذلك على النحو التالي..
-
التعلم من الصناعات الأخرى
أهم درس يمكن تعلمه من دروس نجاح أبل أنها لم تكن منغلقة على نفسها أبدًا، وإنما هي دومًا منفتحة على التجارب والنجاحات الأخرى، ففي إحدى المرات التي كانت الشركة على وشك إطلاق منتج ما سألت الموظفين عن أفضل تجربة خاضوها.
وكانت إجابتهم أنهم حظيوا بخدمة رائعة في أحد الفنادق، وعلى إثر ذلك قررت الشركة التعلم من هذا النموذج. إذًا نجاح أبل كان نتيجة _من بين أشياء أخرى_ تعلمها من نجاح الآخرين.
-
سبْق العملاء بخدمة
ولدى أبل استراتيجية أخرى؛ إذ تعمد أولًا إلى سماع الموظفين بشكل مستفيض؛ حيث يستمع الموظفون الذين يعملون لدى أبل إلى العملاء، ويكتشفون ما قد جاءوا من أجله، ويرشدونهم شخصيًا في الاتجاه الصحيح، ثم ثانيًا، وقد اكتشفوا ما يحتاجه العملاء بالفعل، يحاولون سبق العملاء بخطوة؛ أي أنهم يحاولون تقديم ما يريدونه حتى قبل أن يطلبوه.
اقرأ أيضًا: الاستثمار في المشاريع الصغيرة.. ما الدوافع؟
-
العميل هو الأساس
تدرك أبل أن عملاءها هم الأساس، وأنه لا نجاح من دون عملاء؛ أي من دون الحرص على العملاء الحاليين والاستحواذ على عملاء جدد.
وقد استخدمت Apple التكنولوجيا بشكل إبداعي لجعل عملائها يشعرون بأنهم في بيوتهم؛ رغبة منها في إرضائهم، وتقديم أفضل خدمة ممكنة لهم.
-
نماذج الأعمال أهم من المنتجات
المنتج الجيد، أو حتى المنتج ذاته، ليس مهمًا أو بالأحرى ليس بقدر أهمية نماذج الأعمال؛ فأحد أسرار نجاح أبل التركيز على نماذج أعمال رائعة، وطرق جديدة لإنشاء القيمة وتقديمها والاستفادة منها.
فنموذج الأعمال وحده هو الذي يضمن التميز؛ إذ هو فلسفة المنتجات، أما المنتج الجيد فلا يمكن التعويل عليه كثيرًا إذا لم يكن نابعًا من فكر ومن خطة استراتيجية عامة ومحكمة.
اقرأ أيضًا: ريادة الأعمال الثقافية.. تفكيك المفهوم وتحديد صلاته
-
الفريق المناسب
نجاح أبل ليس رهنًا بالمهارات الفنية والتقنية التي تتوفر في فرق عملها فقط، وإنما هي تحرص أيضًا على اختيار أنماط معينة من الناس يتمتعون بالعديد من المهارات الشخصية _جنبًا إلى جنب المهارات التقنية_ كيما تضمن أنهم سيكونون قادرين على تلبية خدمات العملاء على أفضل نحو.
الفكرة هنا أنها تضيف إلى المهارات التقنية والفينة، التي لا غُنية عنها بأي حال من الأحوال، ميزة إضافية أخرى وهي المهارات الشخصية التي تضمن وجود أشخاص ودودين ولديهم الرغبة في مساعدة العملاء بسعة صدر وترحاب أيضًا.
اقرأ أيضًا: نصائح جاري فاينرتشوك لرواد الأعمال.. روشتة النجاح الريادي
-
البساطة
لا تنحو أبل صوب التعقيد ولا الفوضى، وإنما تأخذ من البساطة والسهولة عنوانًا لها؛ حيث يمكنك أن ترى ذلك منعكسًا في تصميم أجهزة الكمبيوتر والأجهزة المحمولة الخاصة بهم، وواجهة منتجات البرامج الخاصة بهم، وحتى تخطيط متاجرهم.
والهدف هنا أن هذه المساحات المفتوحة والمظهر النظيف يساعدان في إبقاء الأشخاص مسترخين وسعداء وأكثر احتمالًا للاستمتاع بوقتهم في المتجر.
ومن شأن هذه التجربة أن توفر انطباعًا دائمًا يمكن أن يتحول إلى ولاء مدى الحياة. وتلك هي أهم الدرورس التي يمكن تعلمها من نجاح أبل.
اقرأ أيضًا:
- كيف تثقف نفسك في ريادة الأعمال؟.. استراتيجية التفوق الريادي
- واقع التجارة الإلكترونية بالمملكة.. ازدهار واعد
- ريادة الأعمال النسائية في السعودية.. مزيد من التمكين
- تأثير المنشآت الصغيرة والمتوسطة في التنمية الاقتصادية
- نصائح تاداشي ياناي لرواد الأعمال.. كبسولة ريادية لتحقيق النجاح