إذا كانت ريادة الأعمال النسائية في السعودية تشهد بزوغًا وازدهارًا فالحق أن هذا الأمر لا يقتصر على المملكة؛ إذ إن ذلك المجال، على الرغم من التحديات الجمة التي تكتنفه، آخذ في النمو والازدهار.
وقد وجدت المرأة طريقها إلى ريادة الأعمال؛ حيث تشارك أكثر من 250 مليون امرأة من جميع أنحاء العالم فيما يمسى «ريادة الأعمال النسائية»، وفقًا للبيانات الصادرة من شركة (Visa) عام 2020، كما تدير رائدات الأعمال 30% من إجمالي الشركات الصغيرة، وتسهم مشاريع المرأة في توظيف 7.9 مليون شخص، وقُدر إجمالي مبيعات هذه المشاريع، خلال عام 2015، بحوالي 1.4 تريليون دولار.
اقرأ أيضًا: الدحيلان: العمل المهني في مجالات التزيين يحظى اهتمام الجهات الداعمة
تحديات جمة
ولو كنا قد صدّرنا القول بأن مجال ريادة الأعمال النسائية ينتشر ويزدهر خاصة في الفترة الأخيرة إلا أن الموضوعية تقتضي منا القول أيضًا إن النساء يواجهن تحديات جمة في هذا الصدد، وإن كانت السعودية قد فطنت إلى هذه التحديات وراحت تذللها تباعًا، وتعبّد الطريق أمام المرأة السعودية لتسطر أمجادها وتكتب نجاحاتها في مجال ريادة الأعمال النسائية ذاك.
وقد وجدت البحوث التي أجرتها (Visa) أن 79% من رائدات الأعمال في الولايات المتحدة يشعرن بمزيد من التمكين الآن، مقارنة بما كان عليه الحال قبل 5 أعوام، إلا أن 66% منهن وجدن صعوبة في الحصول على التمويلات التي يحتجنها.
وأظهرت كذلك دراسة أجرتها كلية كولومبيا للأعمال عام 2019 أن المشاريع التي تقودها النساء تقل احتمالية حصولها على تمويل رأس مال مخاطر بنسبة 63%، رغم احتمال تحقيقها تخارجات بنتائج جيدة؛ من خلال الاكتتابات العامة أو عمليات الاستحواذ، كالمشاريع التي يقودها الرجال إذا ما تلقت الدعم.
اقرأ أيضًا: سارة السحيمي.. رائدة النجاح الاقتصادي
ريادة الأعمال النسائية في السعودية
وفقًا لدراسة أجراها المرصد العالمي لريادة الأعمال (GEM) في عام 2019 حول ريادة الأعمال النسائية تبين أن مستوى ريادة الأعمال في المملكة العربية السعودية شهد ارتفاعًا ملحوظًا خلال العام الماضي، من 14.7% في عام 2019 إلى 17.7 % في عام 2020.
وهذا التقدم في معدلات ريادة الأعمال النسائية جاء نتيجة توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين في هذا الصدد، خاصة أن رؤية 2030 تهدف إلى رفع نسبة مُشاركة المرأة في سوق العمل من 22% إلى 30%.
وقد تقدمت المملكة العربية السعودية، للعام الثاني على التوالي، في تقرير “المرأة.. أنشطة الأعمال والقانون 2021” الصادر عن مجموعة البنك الدولي، الذي يهدف إلى مُقارنة مستوى التمييز في الأنظمة بين الجنسين بمجال التنمية الاقتصادية وريادة الأعمال بين (190) دولة.
وسجّلت المملكة 80 درجة من أصل 100، مُتقدّمة عن الدرجة التي حقّقتها في نتائج تقرير العام الماضي البالغة 70.6 درجة، لترتقي بترتيبها ضمن الدول المتصدرة على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
اقرأ أيضًا: المرأة السعودية.. دور ريادي وتقدم واضح
القوة الاقتصادية
وإذا كنا نتحدث عن ريادة الأعمال النسائية في المملكة العربية السعودية فأحرى بنا القول إن المرأة السعودية تعد أحد الأعمدة الاقتصادية المهمة في هذا البلد؛ حيث تُمثل النساء السعوديات، حسب تقرير «جي وورلد»، 49% من إجمالي السكان السعوديين، ويبلغ متوسط أعمارهن 28 سنة، كما تُمثل نسبة الإناث في الفئة العمرية ما بين 15 و64 سنة حوالي 67.3% من إجمالي السكان؛ ما يعني أن النسبة العظمى من الإناث من فئة الشباب.
وتُشارك امرأة واحدة، من أصل كل 4 سيدات سعوديات، في سوق العمل؛ حيث انخفض معدل البطالة بين السعوديات من 33.7% في الربع الثاني من عام 2016 إلى 31.1% في الربع الثاني من عام 2019، بما يُمثل أكثر من خمسة أضعاف معدل البطالة بين الذكور السعوديين.
وتصل نسبة مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل إلى 31.4% خلال الربع الثاني من عام 2020.
وكانت معدلات المشاركة الاقتصادية للإناث السعوديات “15 سنة فأكثر”، حسب التقرير المشار إليه آنفًا، أعلى بين الحاصلات على الدكتوراه بمعدل 100%، يليهن الحاصلات على دبلوم دون الجامعة بمعدل 67.8%، ومن ثم الحاصلات على دبلوم عالٍ/ ماجستير بمعدل 67.4%.
وتبلغ نسبة النساء السعوديات العاملات في المنشآت المبتكرة نحو 59% من الإناث و41% من الذكور، وتمثل نسبة مشاركة المرأة السعودية _حسب قطاع العمل_ 41% في القطاع الحكومي و31.70% بالقطاع الخاص.
يُشار إلى أنه في مطلع الربع الأول من عام 2018 صدر قرار بالسماح للمرأة السعودية ببدء عملها التجاري دون الحاجة إلى موافقة ولي الأمر، وفي الربع الثالث من عام 2019 سمحت حكومة المملكة للمرأة باستخراج جواز سفر ومغادرة المملكة دون الحاجة إلى موافقة ولي الأمر، وهو ما أسهم في رفع معدلات ريادة الأعمال النسائية في المملكة، وجعلها واحدة من الدول الرائدة في هذا المجال.
اقرأ أيضًا:
برامج دعم المرأة بالمملكة.. تمكين للقيادات
وزير الصناعة: المرأة السعودية شريك فاعل ومهم في مسيرة التنمية
خادم الحرمين: المملكة تولي اهتمامًا خاصًا بالسياسات المتعلقة بالمرأة