احتلت قضية إدماج المرأة ضمن المنظمة الكلية للاقتصاد أولوية قصوى على جميع الأصعدة، وبلغ هذا الاهتمام ذروته على مستوى القيادات السياسية والتشريعية والتنفيذية، حيث وضع جانب مشاركة المرأة السعودية في النشاط الاقتصادي على سلم أولويات الاستراتيجيات، وخطط التنمية الوطنية قصيرة وطويلة المدى، دعمت هذا الاتجاه حزمة قرارات متتالية عضدت من وجود المرأة وفعّلت مشاركتها خاصة في مجال ريادة الأعمال النسائية في المملكة وتمكينها.
والواقع إذا تحدثنا بصورة عامة أن المبادرات النسائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعتبر دون المستوى، إما بسب المعايير الثقافية السائدة في تلك المجتمعات أو نتيجة للعقبات الاجتماعية التي تعوق انطلاق المرأة. لكن ما توافر للمرأة السعودية ربما لم يتوافر لأي امرأة أخرى في العالم العربي طبقا لما هو متوافر من معطيات من دعم مالي، فرص تدريب وتعليم، مؤسسات متنوعة الأهداف؛ لتقديم الدعم المادي واللوجستي والمعرفي والمعنوي في ظل وجود اقتصاد مستقر ومؤشرات تدل على استمرار هذا الاستقرار لسنوات مقبلة على الرغم من التقلبات والتذبذبات التي أصبحت سمة الاقتصاد العالمي خلال السنوات الأخيرة.
وهنالك دراسة أجراها صندوق النقد الدولي قبل عامين أوضحت أن عدد سيدات الأعمال في المملكة وصل إلى 30 ألف سيدة يمتلكن سجلات تجارية، وقد يكون هذا العدد قد تضاعف خلال هذين العامين بعد صدور القرارات التي تدعم المرأة في مجال الدخول إلى عالم العمل الحر.
فيما أشارت دراسات أخرى إلى أن عدد المشاريع التي تمتلكها سيدات أعمال سعوديات تجاوز المائة ألف مشروع وتجاوز حجم أموال تلك المشاريع الـ300 مليار (نحو 80 مليار دولار).
وطبقا لدراسات أخرى فإن حاجة المجتمع السعودي إلى رائدات الأعمال أكبر من حاجة المرأة نفسها إلى أن تكون رائدة أعمال أي أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية للمرأة السعودية تستوجب تحفيز ريادة الأعمال النسائية ونشر ثقافة الاعتماد على الذات.
إن المرأه السعودية لم تكتف بما هو مطروح، بل طرقت مجالات جديدة الأمر الذي أسهم في إقناع الكثيرين بقدرة المرأة السعودية على الإبداع والابتكار والتميز، ويجب على المرأة السعودية الاستفادة القصوى من المناخ المرن السائد في صقل نفسها وتوجيه أفكارها والاستفادة من الفرص المتاحة بوجود المؤسسات الداعمة لريادة الأعمال، ودعمها للمرأة وهو أمر إيجابي يصب في اتجاه زيادة مساهمة المرأة في النشاط الاقتصادي وبرامج التنمية المستدامة، ويبقى فقط ضرورة إشراك المرأة في مرحلة التخطيط.
صيتة بنت عبدالله بن عبدالعزيز