انتشر خبر إطلاق Deepseek الأسبوع الماضي بسرعة في الأسواق؛ ما أدى إلى تراجع القيمة السوقية لشركة نيفيديا بنسبة 16 % من قيمة Nvidia.
وعلى الرغم من ذلك، فقد صمدت العديد من الأسهم بصورة ملحوظة أمام التراجع المفاجئ لـ”Deepseek”. بما في ذلك “Apple”؛ حيث إن الشركة الأكثر قيمة في العالم تحتل موقعًا ممتازًا للاستفادة من التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأفادت التقارير بأن هناك عوامل عديدة ومتغيرة تقف وراء صمود شركة “آبل” في ظل انهيار الذكاء الاصطناعي. خلال التقرير التالي نعرض طرق الإستفادة من الذكاء الاصطناعي الجديد والمنخفض التكلفة من شركة Deepseek.
التوقيت المناسب للنجاح
خلال الربع الأول من 2025, انخفضت مبيعات أجهزة iPhone بنسبة 1% عن العام السابق وجاءت أقل من توقعات المحللين. حيث انخفضت الإيرادات في الصين بنسبة 11% على أساس سنوي. وأوضحت الإدارة أن مبيعات الهواتف كانت أقل بسبب مشاكل الإنتاج في الصين.
ولكن ذلك لم يطغى على جميع الإيجابيات في هذا الربع؛ حيث ارتفع إجمالي الإيرادات بنسبة 4% على أساس سنوي ليصل إلى 124.3 مليار دولار. كما ارتفعت ربحية السهم الواحد (EPS) بنسبة 10%؛ لتصل إلى 2.40 دولار.
وكانت التقديرات المتفق عليها هي 124.1 مليار دولار للإيرادات و2.35 دولار في ربحية السهم الواحد، وتجاوزت Apple هذه التقديرات بسهولة.
بينما حققت الشركة ارتفاعًا ملحوظًا في نتائج أعمال الخدمات، والتي تشمل عمليات الشراء من متجر التطبيقات والاشتراكات؛ حيث ارتفعت الإيرادات بنسبة 14% على أساس سنوي لتصل إلى 26.3 مليار دولار، متجاوزة بذلك التوقعات التي بلغت 26.1 مليار دولار.
أما بالنسبة للخدمات ذات هامش ربح أعلى فقد بلغت الإجمالي 46.9% في الربع الأول. ما يعني زيادة نقطة مئوية كاملة عن 45.9% في العام الماضي.
علاوة على ذلك، فإن السوق متحمس لفرص Apple في مجال الذكاء الاصطناعي.
الريادة في مجال الذكاء الإصطناعي
وتقدم الشركة مجموعة من خدمات الذكاء الاصطناعي المدمجة في نظامها البيئي؛ حيث قد سبق وطرحت “Apple Intelligence” بالفعل في بعض المناطق.
وعلى الرغم من تراجع إجمالي إيرادات “iPhone”، إلا أنها ارتفعت في تلك المناطق. بما في ذلك الولايات المتحدة؛ حيث يتوفر Apple Intelligence بالفعل على iPhone.
وقال تيم كوك؛ الرئيس التنفيذي: “إن الشركة حققت أرقامًا قياسية في إيرادات الآيفون في عشرات الأسواق والمناطق”.
وتضم الخدمات التي تقدمها “Apple Intelligence” أدوات الكتابة، والصور ومقاطع الفيديو التي يتم إرسالها بالنصوص. وتنظيف الصور.
قد لا يبدو ذلك مختلفًا عن أنظمة الذكاء الاصطناعي الأخرى، ولكنه يعزز النظام البيئي للشركة، وهو نهج تكنولوجي شامل وربما يكون السبب الأكثر إقناعًا لنجاحها؛ فالشركة تتمحور حول تجربة المستخدم، وتقنياتها المتمايزة متاحة فقط على أجهزتها. وعادة ما يلتزم المستخدمون بمنتجات “Apple”.
لذلك فإن جلب مشترين جدد يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع قيمة العمر الافتراضي لكل عميل. أما أولئك الذين لا يمتلكون أحد منتجات الشركة فقد يكون لديهم إمكانية الوصول إلى وظائف الذكاء الاصطناعي المماثلة على تطبيقات مختلفة، لكن هذا ما هي عليه: تطبيقات مختلفة. يتم دمج وظائف الذكاء الاصطناعي من “Apple” في أجهزتها؛ ما يؤدي إلى ترقية التجربة الكاملة.
تقنيات معاصرة ومستقبل مشرق
مما لا شك فيه أن هناك عدة أسباب تقف وراء صمود شركة Apple وأنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
وعلى الرغم من أنها كانت أبطأ في إطلاقها من بعض المنافسين؛ إلا أنها تنفق أقل، وهذا هو السبب في أن إطلاق “DeepSeek” لا يمثل تهديدًا. حيث تهدف الإدارة إلى اتباع نهج مماثل للإنفاق على الذكاء الاصطناعي الفعال من حيث التكلفة.
إذا أصبحت هذه التكنولوجيا أكثر انتشارًا مقابل سعر أرخص، يتوقع الخبراء أن الكثير من توليد الذكاء الاصطناعي سيحدث من خلال منتجات “Apple”.
مما لا شك فيه أن عملاء شركة “أبل” يستخدمون الذكاء الاصطناعي من خلال النظام البيئي لشركة “Apple”. ومع استثمار الشركة في ذكاء Apple على “iPhone”. سيتفاعلون مع الذكاء الاصطناعي على هواتفهم المحمولة تحديدًا.
ويتوقع عدد من الخبراء والمحللين أن هناك عددًا أقل من ترقيات “iPhone” خلال العطلات لأن الأجهزة أصبحت أفضل بكثير؛ ما ينفي الحاجة إلى الترقية بسرعة كبيرة.
وفي حين أن ذلك قد يضر بالمبيعات على المدى القصير؛ إلا أن تقديم منتج أفضل هو ما يبقي العملاء في النظام البيئي للشركة على المدى الطويل.
ومع إطلاقها لميزات جديدة في Apple Intelligence وطرحها في المزيد من المناطق؛ فإن ذلك يعزز أطروحة الاستثمار في السهم بالنسبة للمستثمرين على المدى الطويل.
المقال الأصلي: من هنـا