بعد تفشي وباء كورونا “كوفيد 19” ارتفع عدد زيارات منصات التجارة الإلكترونية في عام 2020 بنسبة 162% على أساس سنوي في أمريكا، وفقًا لإحصائيات شركة Rakuten Intelligence.
وفي ظل هذا الاتجاه الكبير نحو الإنترنت كان لزامًا على الشركات أن تستجيب لهذه التغيرات؛ من خلال تطوير نموذج علمها ودمج التحول الرقمي Digital transformation في بعض عملياتها استجابة لذلك.
أحد النماذج التي نجحت في تحقيق هذا التحول هو سلسلة “وول مارت” والتي أنشأت متجرًا إلكترونيًا لطلب توصيل المنتجات حتى باب المنزل عقب انتشار وباء كورونا.
ابتكرت سلسة السوبر ماركت خاصية “الطلب الصوتي” فأصبح بإمكان العملاء الطلب من خلال استخدام برامج صوتية مثل Google Home؛ وهو ما سهل عليهم عملية الطلب كثيرًا.
ونتيجة لذلك أصبح التطبيق التابع لتلك السلسة هو الأكثر تحميلًا في أمريكا وتفوق على تطبيق أمازون بنسبة تصل إلى 20%؛ بحسب ما ذكره موقع Tech Chrunch، ومن جهة أخرى نمت مبيعات السلسلة بنسبة 8.4% خلال الربع الثاني من عام 2020؛ لتصل إلى 152.8 مليار دولار، مقارنة بـ 141 مليار دولار في الفترة نفسها من عام 2019.
ولم يكن التحول الرقمي من نصيب الشركات العالمية فحسب؛ فلدينا أيضًا نماذج مصرية وعربية نجحت في تطبيق التحول الرقمي؛ منها على سبيل المثال شركة كارفور، والتي أنشأت متجرًا إلكترونيًا لطلب المنتجات «أونلاين»، لكي تتمكن من المنافسة في سوق التجزئة عبر الإنترنت بعد أزمة كورونا.
هذه الأمثلة وغيرها تؤكد أن التحول الرقمي أصبح بمثابة عصب الشركات في الوقت الحالي 2022؛ لأنه يعود عليها بالعديد من المنافع، ومن بينها:
- زيادة إنتاجية الموظفين وتقليل تكاليف العمالة.
- يحسّن من قدرة الشركات على جمع وتحليل البيانات، وكذلك الاحتفاظ بجميع بيانات الشركة بأمان من خلال الأمن السيبراني cyber security.
- يساعد الشركات في سهولة إدارة العمل؛ من خلال تسهيل توزيع المهام ومراقبة سير العمل من خلال الأنظمة الإلكترونية؛ وقد طبقت شركات كثيرة خلال أزمة كورونا أنظمة لتتبع أداء الموظفين في المنازل؛ من أجل الحفاظ على الإنتاجية.
- فتح مجال للإبداع والابتكار في كيفية تقديم الخدمات للعملاء، واستخدام أنظمة خدمة العملاء الحديثة كنظام Chatbot الذي سهّل على الشركات الكثير من وظائف خدمة العملاء.
- يساعد الشركات في سرعة الوصول إلى أعداد كبيرة من الجمهور على الإنترنت؛ خاصة بعد أن تخطى عدد المشترين على الإنترنت ملياري شخص في 2022 مقارنة بمليار ونصف المليار شخص فقط في عام 2019، وفقًا لإحصائيات موقع “statistics”.
والتحول الرقمي ليس حكرًا على الشركات في مجالات التجارة الإلكترونية فحسب؛ بل يشمل أيضًا مجالات عديدة، منها (الأعمال التجارية – الصحة – التعليم- التأمين – الخدمات المالية – التصنيع) وغيرها.
على سبيل المثال: تساعد تطبيقات إدارة علاقات العملاء “CRM” الشركات بمختلف القطاعات في حفظ وتسجيل بيانات العملاء وكيفية تفاعلهم مع الشركة؛ ما يساهم في تحسين الكفاءة التشغيلية وزيادة المبيعات. كما أن التقارير التفصيلية المستخرجة من برنامج الـ CRM تُمكّن الشركات من اتخاذ القرارات الصحيحة في وقت قياسي.
في النهاية مهما كان حجم الشركة أو القطاع الذي تعمل فيه فإن التحول الرقمي لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة مُلحة للمحافظة على حياة الشركات اليوم وغدًا.