فقد الموظفون الأكبر سنًا وظائفهم بشكل أسرع وعادوا إلى العمل بشكل أبطأ في العام الماضي مقارنة بالعاملين الأصغر سنًا. ووفقًا لدراسة أجراها “مركز شوارتز لتحليل السياسة الاقتصادية” تم تتبع معدل البطالة من أبريل وحتى سبتمبر من عام 2020. ووجدت الدراسة أنه لأول مرة منذ عام 1973 واجه الموظفون الذين يبلغون من العمر 55 عامًا فأكثر معدلات بطالة أعلى من الموظفين الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و54 عامًا.
ويقول المؤلف “رود روبرتسون”؛ رائد الأعمال الدولي وخبير الإدارة: “يتشبث العديد من الموظفين الأكبر سنًا بتحقيق هدف التقاعد عند بلوغهم 67 عامًا، لكن مجموعة كبيرة منهم ستكون في ورطة كبيرة إذا لم يعيدوا اكتشاف أنفسهم”.
ويوضح “روبرتسون”: “إذا لم يكن الموظفون الأكبر سنًا استباقيين في النظام العالمي الجديد فسيتم إهمالهم؛ إذ إن مهاراتهم صارت الآن عتيقة ويتم دفعها بعيدًا عن الملعب بواسطة التكنولوجيا”.
وأضاف “إذًا كيف يمكنك إطالة العمر الافتراضي في مكان العمل ولا تظل تتساءل عما إذا كنت ستتعرض للطرد طوال الوقت؟ لتحقيق ذلك يحتاج الموظفون الأكبر سنًا إلى تذكر أن لديهم مجموعة مهارات لا يمتلكها هؤلاء الشباب؛ لذا فإن التواجد في المكتب بالقرب من رئيس العمل أمر مهم للغاية، ليقدّر تلك المهارات”.
ويستطرد “روبرتسون”: “حتى مع كل مهارات الأشخاص الجيدين التي يتمتع بها الموظفون الأكبر سنًا فإذا شعرت بأنك تُستبعد من المحادثات وتكافح في مجال الاتصالات التقنية فعليك حقًا أن تكون استباقيًا، وتبحث عن دور جديد يتماشى مع مهاراتك. وهناك بالفعل دراسات تفيد بأن معظم الموظفين لا يحبون 50% من وظائفهم ولا يجيدونها؛ لذا يمكنك أن تقول لرئيسك: ما أجيده حقًا هو خدمة العملاء والتعامل مع الحسابات الرئيسية”.
يُجبر ثلث رواد الأعمال على الانخراط في ريادة الأعمال لأنهم أُجبروا على السير في العمل وليس لديهم أي مكان آخر يذهبون إليه. لكن يمكنك الذهاب إلى رؤسائك ومشاركة مخاوفك ومعرفة ما إذا كان بإمكانك أداء دور جديد.
وإذا بدا الأمر وكأنه لن ينجح في العمل فضع استراتيجية خروج طويلة المدى تسمح لك بالحفاظ على كرامتك. ثم تطلع إلى أن تصبح موظفًا مهمًا، وأنشئ ترخيصك، وافعل ما تجيده، وقم بترقية نفسك في مؤسسات مختلفة. وإذا حصلت على 70% مما كنت تجنيه من قبل وكنت سعيدًا حقًا، فلماذا لا تأخذ تخفيضات في الراتب وتحظى ببعض الوقت المرن ولا تقلق بشأن ما سيحدث؟
ويشير “روبرتسون” أيضًا إلى “الإرشاد العكسي”، الذي يمكن أن يطيل حياتك العملية ويجعلك أكثر قيمة. لدينا جميعًا خوف من أننا لا نملك الفطرة في فهم التكنولوجيا، وعلينا أن نتعلمها، بينما بالنسبة للشباب فهو جزء من حمضهم النووي.
لقد تم استقبال الإرشاد العكسي جيدًا من قِبل الكثير من الناس؛ نتيجة لذلك تمكن الكثير من الموظفين الأكبر سنًا من اكتساب مهارات جديدة، وأصبحوا موثوقين في الشركات التي يعملون بها.
المصدر: www.forbes.com
ترجمة: سارة طارق
اقرأ أيضًا:
مكافآت محفزة للموظفين.. رفع الإنتاجية والحفاظ على المواهب
الموظف الروتيني.. من الملل إلى تحديد وجهة الشركات