هل سمعت عن أولئك الذين تركوا وظائفهم وبدأوا مشروعاتهم الخاصة برأس مال صغير وحققوا نجاحات أبهرت كل من حولهم، وهل سمعت عن هؤلاء الذين كان جيوبهم خالية من المال لسنوات طويلة ثم أصبحوا من بين أثرياء العالم، هم رواد الأعمال الذين أصبح بإمكانهم نقل العالم إلى مستوى حضاري واقتصادي أفضل، وبلا شك أن عالم ريادة الأعمال لم يقتصر أبدًا على أشخاص بأعينهم، وبإمكان أي شخص الانضمام إلى هذه الفئة، وفي ظل الانتشار السريع لمصطلح رواد الأعمال يبرز سؤال: كيف تصبح رائد أعمال ناجحًا؟
ربما لو أنصتنا إلى بعض الذين تاهوا وسط دوامة الحياة ووجدوا أنفسهم في نهاية العمر، سنلاحظ أنهم يلقون اللوم على أنفسهم ويشعرون بالندم لأنهم لم ينتبهوا لكل الفرص التي كانت تتوالى عليهم وتنازلوا عن أحلامهم، لذلك؛ كُن حريصًا على ألا تكن من بين هؤلاء وتفقد متعة التعايش مع المخاطر، وتذكر دائمًا أن القيمة الحقيقية لهذه الحياة هي العيش مع تلك المخاطر؛ لأنها حتمًا ستكشف لك مدى قدرتك وعبقريتك في التعامل مع المواقف التي تعترض حياتك.
اقرأ أيضًا: الذكاء الإبداعي وتحقيق الإنجازات
ويُكمن مصطلح رائد الأعمال في الرجل الذي يتعلم ويجتهد وينفق من وقته الكثير لاكتشاف الفرص الجديدة في مجال الأعمال، ويعمل على استغلال هذه الفرص للاستفادة منها ويخاطر ليضع أحلامه قيد التحقيق ويراها على أرض الواقع، ويحقق خططه وأفكاره، ويكتشف الإنسان العادي أنه أصبح رائد أعمال عندما يعثر على فكرة، وتُصبح حلم يقظة لا يفارقه ثم يبلورها لنموذج قابل للتنفيذ كمشروع، ثم يبحث عن كيفية تنفيذ هذا المشروع إلى أن يُصبح واقعًا ملموسًا، وأخيرًا نجاح المشروع، إذن رائد الأعمال هو شخص ليس عبقريًا ولكنه إنسان لديه القدرة على تحويل الأفكار -مهما بلغت صعوبتها- إلى حقيقة.
كيف تصبح رائد أعمال قويًا؟
في بادئ الأمر نؤكد أنه ليس كل رائد أعمال ناجحًا، فهذا الأمر يحتاج إلى بذل المزيد من الجهود في البحث والتفكير والاطلاع على آخر ما وصلت إليه الأسواق العالمية ومعرفة الاحتياجات الأساسية التي يفتقدها العملاء، بالإضافة إلى النظر في كل المشكلات التي تواجه قطاعًا كبيرًا من البشر والبحث عن حلول لها، والكثير من الأمور الأخرى المهمة التي تُميزك عن أي شخص آخر وتضمن لك أن تكون ناجحًا في هذا المجال.
اقرأ أيضًا: الفرق بين فيسبوك وتويتر.. أيهما أسهل؟
-
الفكرة وحسن اختيارها
نعلم جميعًا أنه لا مشروع بدون فكرة، فالفكرة هي العمود الفقري لأي مشروع ريادي مهما اختلف نشاطه، وينبغي أن تكون جديدة ومبتكرة وقابلة للتنفيذ ويُمكن ترجمتها على أرض الواقع حتى لا تبقى وهمًا، وبعد العثور على الفكرة وانتقائها بشكل جيد لا بد من إجراء دراسة أولية لمعرفة مدى نجاح المشروع من حيث الفكرة، والتركيز على مدى حاجة السوق لنوع الخدمة أو المنتج الذي سيقدمه المشروع، ويجب أيضًا تحديد أهداف المشروع بكل دقة حتى تستطيع تجسيدها خطوة بخطوة.
-
اختيار الاسم المناسب
عندما يتم الانتهاء من انتقاء الفكرة ودراستها والتأكد من أنها قابلة للتنفيذ ويُمكن ترجمتها على أرض الواقع، تأتي الخطوة التالية التي تُكمن في اختيار الاسم المناسب الذي يتوافق مع طبيعة ونوعية فكرة المشروع، فالاسم يلعب دورًا مهمًا في الدعاية للخدمات أو المنتجات التي يُقدمها مشروعك للعملاء والتعريف بك كرائد أعمال، ولا بد أن يكون لافتًا وجذابًا ومبهم قليلًا؛ حتى ينتاب البعض الفضول للتعرف على المشروع وصاحبه ومعرفة ما يقدمه.
اقرأ أيضًا: تطبيقات تساعدك في تتبع درجة حرارة الجسم
-
اختيار الفريق ودراسة العمل الريادي
بمجرد الانتهاء من دراسة الفكرة واختيار الاسم المناسب لمشروعك ستكون قادرًا على تحديد ما إذا كان المشروع بحاجة إلى شركاء لمساندتك أو تنفيذه بمفردك، فإذا كنت بحاجة إلى شركاء لا من اختيار فريقك بعناية شديدة جدًا وأن يكون مؤمنًا بفكرتك ويقدم كل السبل الممكنة لنجاح المشروع ووصوله للناس بأحسن طريقة، كما ينبغي أيضًا دراسة العمل الريادي، والتي تتضمن وضع خطة عمل لكيفية تنفيذ المشروع، ودراسة السوق والاستقصاء عن المنتج أو الخدمة المستهدفة و مدى توافرها في السوق، ليس هذا فحسب، بل يجب تحديد العملاء المستهدفين وحساب المشتريات والمصروفات اللازمة التي يحتاجها المشروع.
-
التمويل والتسويق
بعد الانتهاء من وضع الخطة اللازمة للمشروع ودراسته بشكل جيد، أصبح بإمكان رائد الأعمال تحديد المصروفات التي سيحتاجها المشروع، ويُمكن أن يتم توفير هذه المصروفات من ماله الخاص أو عن طريق الاقتراض من البنوك أو الجمعيات الأهلية أو عن طريق الشراكة مع مستثمرين آخرين، ولا بد من وضع خطة تسويقة فعالة للترويج للخدمات أو المنتجات التي يُقدمها المشروع، وأصبح هناك أكثر من وسيلة لذلك، لعل أبرزها مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
اقرأ أيضًا:
كيف تُحوّل مشروعك الصغير إلى براند؟