ربما يبدو الحديث عن “الزراعة الذكية” أو استخدام الأدوات التكنولوجية في الزراعة ضربًا من الخيال، ولكن التطور التكنولوجي قد يجعل الأمر في خانة الواقع الحقيقي والملموس، خاصة في ظل انتشار تكنولوجيا إنترنت الأشياء “IoT” التي تُعتبر من أبرز التقنيات الحديثة المستخدمة في الزراعة الذكيّة؛ حيث تعتمد بشكل أساسي على التكنولوجيا المتقدمة والتقنيات الحديثة في زراعة الأغذية بطرق مستدامة ونظيفة، وترشيد استخدام الموارد الطبيعية، ولعل أبرز تلك الموارد المياه، ومن أبرز سمات هذا النوع من الزراعة هي الأتمتة في جميع العمليات الزراعيّة كالري ومراقبة التربة ومراقبة المحاصيل ومكافحة الآفات؛ إذن كيف تستعين بالتكنولوجيا في الزراعة بنجاح؟
قبل الحديث عن الأدوات التكنولوجية والتقنيات الحديثة التي يُمكن استخدامها في الزراعة، نتطرق في موقع “رواد الأعمال” أولًا إلى أهمية الزراعة الذكية في ظل الكثافة السكانية التي يشهدها العالم خلال الفترة الحالية؛ حيث تزداد المخاوف العالمية تجاه توفير وتحقيق الأمن الغذائي بشكل يتناسب مع هذه الكثافة، وفي هذا الصدد تُشير بعض الإحصائيات إلى أن عدد سكان العالم سيصل إلى 8 مليارات نسمة بحلول عام 2025، ومن المتوقع أن يصل عددهم إلى 9.6 مليار نسمة في عام 2050؛ لذا يتوجب على المزارعين مواكبة الكثافة السكانية والعمل على زيادة إنتاج الغذاء مع الحفاظ على البيئة، واستخدام الموارد الطبيعية بشكل رشيد، ولكن الأساليب الزراعية التقليدية لا تمكنهم من فعل ذلك.
اقرأ أيضًا: تقنيات مهمة لرواد الأعمال.. اقتنص الفرصة
كيف تستعين بالتكنولوجيا في الزراعة حاليًا؟
بلا شك هناك العديد من الأدوات التكنولوجية التي لعبت دورًا كبيرًا في تلبية الاحتياجات الغذائية اللازمة لسكان العالم؛ وذلك باستخدام تقنيات الثورة الصناعية الرابعة مثل: الذكاء الاصطناعي والروبوت وإنترنت الأشياء، التي جعلت الزراعة أكثر إنتاجية وربحية، وأقل استهلاكًا للموارد الطبيعية التي تتمتع بها الأرض، بالإضافة إلى استخدام أنظمة إدارة وتحليل البيانات، وتقنيات التحكم عن بُعد.
ولعلنا سمعنا مؤخرًا عما يُسمى “الزراعة الدقيقة”، والتي تُعتبر من أبرز تطبيقات إنترنت الأشياء في الزراعة الذكيّة؛ حيث يتم استخدام هذه التقنية في إدارة المزارع والتحكم في المحاصيل عن طريق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وأجهزة الاستشعار وأنظمة التحكم عن بُعد، والآلات ذاتية التشغيل؛ للوصول إلى البيانات الدقيقة وتوظيفها جيدًا في توجيه الزراعة توجيهًا صحيحًا ودقيقًا نحو إنتاج أكبر بتكلفة أقل.
أبرز استخدامات التكنولوجيا في الزراعة
قد يعتقد البعض بأن التكنولوجيا الزراعية يقتصر دورها على النباتات والمحاصيل ومراقبة الإنتاجية فسحب، ولكنها تلعب دورًا آخر وهو رعاية وتربية الماشية؛ حيث يتم استخدام أجهزة مراقبة غير باضعة، مثل الكاميرات أو الميكروفونات أو الأطواق القابلة للنزع والتركيب أو أطواق الساق، التي تكتشف التغيرات في سلوك الحيوانات في الحقل، كما تتولى هذه الأجهزة أيضًا تفسير الانحرافات عن السلوك الطبيعي للحيوان، وتقييم ما إذا كان هذا السلوك قد يشير إلى وجود مشكلة صحية، ويتم تنبيه المزارعين عن طريق الهاتف الذكي بشكل تلقائي.
-
حساسات المياه والتربة
أصبح من الممكن أن يستخدم المزارعون حساسات المياه والتربة لتحديد نسبة الرطوبة ومستويات النتروجين في التربة؛ حيث تُساعد كل هذه المعلومات في تحديد أوقات السقاية وأوقات التسميد المناسبة؛ ويُمكن لأي مزارع شراء هذه الحساسات فهي غير مكلفة.
اقرأ أيضًا: مميزات موقع لينكد إن.. تعرف عليها
-
تقنيات تتبع الطقس
إن أكثر ما يعاني منه المزارع التقلبات الجوية والتغيرات المناخية المفاجئة والتي تؤثر بشكل كبير في النباتات بالحقول الزراعية، لذلك؛ يُمكن للمزارع استخدام التطبيقات المنتشرة على الهواتف الذكية، فهذه التطبيقات توفر المعلومات الكافية عن الحرارة والأمطار واحتمالات الصقيع، ومن ثم يتخذ المزارع الإجراءات والتدابير اللازمة لتخفيف الأضرار أو الخسائر الممكنة.
-
الآلات الزراعية الحديثة
بعد أن كان المزارعون يعتمدون على الطرق التقليدية في زراعة الحبوب والنباتات، أصبح بإمكانهم استخدام الآلات الحديثة والمتطورة لتوزيع الحبوب الزراعية بشكل متساوٍ ومنتظم في جميع أنحاء الأرض، وتقسم الآلات الزراعية إلى عدة أنواع؛ فمنها آلات نثر البذور وآلات التسطير وآلات الزراعة في صفوف؛ وآلات الزراعة الدقيقة وآلات غرس الشتلات.
-
آلات الوقاية والمكافحة
يُمكن لجميع المزارعين الاعتماد على الآلات الحديثة المستخدمة في الوقاية والمكافحة للإصابات الحشرية والفطرية التي تصيب المحصول والأعشاب، ولعل أبرز تلك الآلات “آلات الرش اليدوية أو الظهرية أو الآلية التي يتم تشغيلها بواسطة الجرار الزراعي، أو حتى الذاتية العمل التي تعمل بواسطة محرك خاص”.
اقرأ أيضًا:
أسس تقييم المشاريع.. كيف يكون النجاح؟