قرأت في الآونة الأخيرة عن المهارات الناعمة ( الشخصية) والتي أصبحت- في عصر المعلومات الذي نعيشه في أيامنا هذه- من المهارات الصعبة (التقنية). إنها ليست شيئًا نفعله بمعزل عن المهارات التقنية؛ إذ ما يزال هناك وجود للحرف، والمصانع، والتعدين، والتي تحتاج بدورها إلى المهارات التقنية والفنية. يمكننا التحدث عن اثنتين من أهم المهارات الشخصية ، وهما: القدرة على التكيف، والقدرة على المرونة.
يعتقد البعض أن القدرة على التغيير وفقًا لاحتياجات الوضع، أو الاستعداد للتسوية، تكشف عن أخطاء، أو افتقار في وسائل الإقناع، بينما يؤكد الواقع أن القدرة على التسوية، والتكيف مع أحداث التغيير والاستمرار في الازدهار، هي من مفاتيح النجاح في أماكن العمل متسارع الوتيرة. وبالرغم من أن التغيير يكون مخيفًا، لكنَّ تعلم التكيّف والمرونة يعد استثمارًا مستحقًا.
وفي هذا يقول مارك بنيوف: “يجب أن تكون قادرًا دائمًا على التنبؤ بالقادم، وأن تتمتع بالقدرة على المرونة لاستخدامها”..
بالنسبة لي، فإن القدرة على التكيّف والمرونة يعنيان الإبداع؛ بمعنى أن تكون منفتحًا على بدائل أخرى في أي وضع.
ومن الذكاء أن تجد الشخص الذي تشعر معه بالارتياح ، والشخص الذي تستطيع العيش معه. ولا يعني قيامنا بنفس الشيء بالطريقة نفسها لسنوات، أنها طريقة صالحة للعمل في يومنا هذا.
إن التفكير أحيانًا بطريقة إبداعية، وكما يقولون ” التفكير خارج الصندوق”، يؤدي في كثير من الأحيان إلى حلول فعّالة تمنح الطاقة للمشروعات وتساعدها على النجاح.
إننا جميعًا نشهد تلك اللحظات التي نواجه فيها التغيير؛ مثل التغييرات التي تحصل في مكان العمل (ترقية، أو تخفيض رتبة )، أو على مستوى الحياة الأسرية ( ولادة طفل، أو وفاة أحد الوالدين)، أو الانتقال إلى مدينة أخرى، أو إلى بلد آخر. بغض النظر عن كل ذلك، يجب أن تكون قادرًا على التكيف لإحداث التغيير المأمول، وأن تكون مرنًا بأن تقبل الواقع كما هو، وتتلاءم معه.
يقول جون ف. كينيدي: “التغيير هو قانون الحياة، وأولئك الذين ينظرون إلى الماضي فقط أو الحاضر، هم بالتأكيد من سيقودوننا إلى المستقبل”.
كيف يمكنك إظهار قدرتك على التكيّف ؟
تظهر الدراسات أنّ من هم على درجة عالية من التكيّف، قد يكون لهم قيمة عالية أكثر ممن لديهم مهارات أعلى، لكن باستعداد أقل للتكيف والمرونة والتغيير.
وفيما يلي عدة طرق لإثبات القدرة على التكيّف مع الوظيفة:
- كن منفتحًا للحلول البديلة عندما لا يلقى اقتراحك الأول القبول.
- كن على استعداد لتولي أدور جديدة حتى لو كانت امتدادًا لمهاراتك.
- كن على استعداد لمساعدة الآخرين على توليد حلول أو خطط بديلة.
- كن على استعداد لقبول غير المتوقع.
- حافظ على هدوئك عندما تتحرك الأشياء بسرعة أو كانت تتسم بالضغط.
- أظهر الثقة في قدرتك على إنجاز العمل حتى عندما يكو لديك القدرة على التكيف أو المرونة.
خذ قدرًا من الوقت لتطوير مهاراتك الشخصية كالقدرة على التكيف والمرونة ؛ الأمر الذي يوفر لك فرصًا إضافية في أي مسعى.
التغيير لإدارة العملية
تتجسد الأوضاع الأكثر شيوعًا لإحداث التغيير والتكيف عند تغيير العمليات في مكان العمل، فلكي ننتقل إلى عملية جديدة ، يجب ليس فقط تغيير ما نقوم به ، بل وأيضًا كيفية الاقتراب منه. إن التكنولوجيا الحديثة، وعولمة الشركات، وتطوير الاحتياجات، تقود جميعها إلى التغيير في عمليات العمل.فإن ظللنا متشبثين بالطريقة القديمة لفعل هذه الأشياء ، فإننا بذلك نخاطر بخفض مستوى الإنتاجية؛ وبالتالي الإيرادات، فضلًا عن زيادة التحديات.
عندما نتكيف مع تغيير جديد، فهذا لا يعني تعلم طريقة جديدة للقيام بمهمة محددة فحسب، بل أيضًا إظهار قدرتنا على التكيّف مع مختلف الظروف ، وتعلم مهارات جديدة.
يقول باراك أوباما: ” التغيير لن يأيتنا إذا انتظرنا أشخاصًا أو أوقاتًا أخرى للقيام به، فنحن من ينتظره، ونحن من يبحث عنه” .
تغيير إدارة الناس
ليست إدارة الناس نمطًا واحدًا مناسبًا للجميع، فالأنماط الاجتماعية تكشف عن حاجتنا إلى أشياء مختلفة من القائد؛ فيحتاج البعض إلى مزيد من ردود الفعل والتوجيه، ويفضّل البعض الآخر العمل باستقلالية، والحصول على ردود فعل، فقط عند وجود فواصل زمنية مجدولة بانتظام، ويحتاج البعض الثالث إلى قدر كبير من التدريب العملي مع التكنولوجيا أو المعدات، فيما يأتي البعض الرابع إلى مؤسسستك كخبراء.
عندما تكيّف نمط قيادتك لتلبية احتياجات من يعملون تحت مظلتك، فهذا يعني أنّ قلقك عليهم حقيقي، وأنك تود استثمار طاقاتهم وتساعدهم لينموا.
عليك أن تأخذ الوقت الكافي لتسأل من تقودهم عن احتياجاتهم منك، وأهدافهم، وكيف تكون أفضل قائد وزميل لهم؛ ومن ثم اتخاذ خطوات لإحداث التغيير الذي يشعرك بأنه الأكثر فائدة لك.