تمثل العادات الإيجابية استثمارًا في مستقبل أفضل وأكثر راحة؛ إذ تساعدنا تلك العادات على تحقيق أهدافنا، وتحسين صحتنا، ورفع مستوى سعادتنا.
فقد يجد بعض الأشخاص سهولة لتحقيق أهدافهم، في حين يجد البعض الآخر صعوبة في ذلك. وهذا يرجع إلى جودة العادات التي نتبناها يوميًا. إذ إنها أنماط سلوكية متكررة تؤثر على نحو كبير في حياتنا.
ما العادة الإيجابية؟
العادات الإيجابية هي أي سلوك متكرر يعود بالنفع. فقد تكون بسيطة مثل ممارسة الرياضة يوميًا، أو معقدة مثل تعلم لغة جديدة. وبغض النظر عن مدى تعقيد العادة، فإنها تتطلب التزامًا وتكرارًا حتى تصبح جزءًا من الروتين اليومي.
وتسهم العادات الجيدة في التطور الشخصي، كما تساعد على تحقيق الأهداف والعيش بأسلوب حياة صحي. بينما العادات السيئة تضر بالصحة الجسدية والعاطفية والعقلية – فهي تعيق التطور الشخصي بكل نواحيه-.
جدير بالذكر أن العادات لا تتشكل بوعي دائمًا، على سبيل المثال، قد يرغب الإنسان في أن يشرب كوبًا من العصير بعد يوم عمل شاق ومرهق. إذ إنه في البداية، تكون الأيام المرهقة فقط هي التي تتوق إلى هذا الكوب. ولكن بعد مدة تتحول الرغبة في هذا المشروب أو غيره، غير مرتبطة بالأيام المرهقة فقط. فتتشكل عادة جديدة دون إدراك ذلك.
أمثلة على الممارسات الفعالة
يمكن لممارسة الرياضة ولو لنصف ساعة فقط يوميًا، أن تحدث فرقًا كبيرًا في كفاءة الصحة الجسدية والعقلية. فالنشاط البدني المنتظم يساعد على تقوية العضلات والعظام، وتحسين الدورة الدموية، وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
كما أن تخصيص وقت للقراءة كل شهر يوسع الآفاق، ويغذي الخيال، ويعمل على تحسين المهارات اللغوية. فضلًا عن كون القراءة تساعد على تقليل التوتر والقلق.
ويأتي التأمل ضمن قائمة العادات الإيجابية. لكونه وسيلة فعالة للاسترخاء وتقليل الضغط العصبي من خلال التركيز على التنفس والوعي بالجسم. كما يمكن من تهدئة العقل وتقليل القلق والاكتئاب. إن التأمل المنتظم يمكن أن يحسن التركيز والذاكرة، ويجعلك أكثر هدوءًا وسعادة.
ومما لا شك فيه أن النوم الكافي هو أساس الصحة الجيدة. عندما تحصل على قسط كاف من النوم، فإنك تستيقظ نشيطًا ومنتعشًا وأكثر قدرة على التعامل مع التحديات اليومية. فالواقع أن النوم الجيد يعزز جهاز المناعة، ويحسن الذاكرة، ويقلل خطر الإصابة بأمراض القلب.
ولا يمكن إغفال أهمية العلاقات الاجتماعية ضمن أبرز الممارسات الإيجابية والفعالة. ولا شك أن تخصيص وقت منتظم للقاء العائلة والأصدقاء يعزز الشعور بالسعادة والانتماء. فضلًا عن أن العلاقات الاجتماعية توفر الدعم العاطفي، وتساعد على الشعور بأننا جزء من المجتمع.
أهمية بناء العادات الجيدة
عندما نجعل حياتنا مليئة بالعادات الإيجابية، فإننا بذلك نقرب خطوات متتالية من تحقيق ما نريد، والتي تمثل اللبنات الأساسية لتحقيق الأهداف طويلة الأجل.
كما تسهم التكرارات الجيدة في يومنا إلى تحسين الصحة. فما يعرف بالعادات الصحية مثل ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي والنوم الكافي لها تأثير كبير على صحتنا الجسدية والعقلية.
بالإضافة إلى ذلك، إن انتظامنا في ممارسة العادات الإيجابية والصحية دوريًا. يساعد الإنسان في تحقيق أهدافه بسهولة.
إلى جانب ذلك، يعمل بناء العادات الإيجابية على تعزيز الثقة بالنفس؛ فكلما حققنا نجاحًا في بناء عادة جديدة. شعرنا بالفخر والإنجاز؛ ما يعزز ثقتنا بأنفسنا. وأيضًا يساعدنا على الشعور بالسعادة والرضا عن الحياة.
كيف نبني عادة إيجابية؟
بناء العادات الإيجابية هو استثمار في النفس والمستقبل. فقد يبدو الأمر صعبًا في البداية، لكن مع الصبر والالتزام، يمكنك تحويل هذه الممارسات إلى جزء من الحياة اليومية. وفي سياق متصل يستعرض فريق رواد الأعمال بعض النصائح العملية التي تساعد على تحقيق ذلك.
حدد العادة المرجوة
عندما تختار عادة جديدة ترغب في تبنيها، فإن تحديد هدف واضح ومحدد هو بمثابة خريطة طريق توجهك نحو النجاح. هذا الهدف يعمل كمحفز قوي ويساعدك في البقاء على المسار الصحيح.
كما يجب أن يكون هدفك واضحًا ومحددًا. بدلًا من القول “أريد أن أكون أكثر صحة”، حدد هدفًا محددًا مثل “سأمارس الرياضة لمدة 30 دقيقة يوميًا”.
ابدأ بالتدريج
لا تحاول تغيير كل شيء دفعة واحدة. ابدأ بتغيير بسيط وواقعي، ثم زد الصعوبة شيء فشيء. إذ إننا عندما نحاول تغيير عاداتنا دفعة واحدة، فإننا غالبًا ما نشعر بالإرهاق ونستسلم بسرعة.
لذلك البداية التدريجية، من ناحية أخرى، تجعل التغيير أكثر استدامة. تخيل أنك تريد بناء منزل، فهل ستبدأ ببناء الطابق العلوي مباشرة؟ بالطبع لا، ستبدأ بالأساس ثم تبني عليه الطوابق الأخرى.
كن منتظمًا
الانتظام هو العامل الأهم في تحويل أي سلوك جديد إلى عادة راسخة. عندما تقوم بشيء ما في نفس الوقت والمكان يوميًا، فإنك ترسل إشارة قوية إلى دماغك بأن هذا السلوك هو جزء من روتينك اليومي.
كما يجب اختيار وقت ومكان محددين لممارسة عادتك الجديدة. على سبيل المثال، إذا كنت تريد ممارسة التأمل، يمكنك تحديد قيامك بذلك كل صباح، بعد الاستيقاظ مباشرة في غرفة هادئة. اجعلها جزءًا من روتينك وحاول ربط عادتك الجديدة بعادة موجودة فعلًا.
ولكي يكون الأمر أكثر تنظيمًا يجب استخدام تذكيرات على هاتفك أو وضع ملاحظة في مكان بارز لتذكير نفسك بممارسة العادة الجديدة. كما أنه لا يجب مقاطعة الروتين.
احتفظ بسجل
سجل تقدمك يوميًا، إذ إن تسجيل تقدمك اليومي، يعد خريطة تظهر لك المسافة التي قطعتها. ويساعدك على رؤية الصورة الكبيرة وتقدير الجهود التي تبذلها. فعندما ترى التغييرات الإيجابية التي تحدث، فإن ذلك يعزز من دافعك للاستمرار.
فتسجيل تقدمك هو أداة قوية لبناء عادات جديدة والحفاظ عليها. عندما ترى النتائج التي حققتها، ستكون أكثر حماسًا لمواصلة رحلتك نحو تحقيق أهدافك.
كافئ نفسك
مكافأة النفس هي طريقة فعالة لتعزيز السلوك الإيجابي وتشجيعك على الاستمرار في طريقك نحو تحقيق أهدافك.
فعندما تكافئ نفسك، فإنك ترسل رسالة إلى دماغك مفادها أن هذا السلوك مرغوب فيه ويستحق الثناء. هذا بدوره يعزز الدافع ويشجعك على تكرار السلوك نفسه في المستقبل.
الاستمرار وعدم الاستسلام
إن بناء عادات جديدة هو رحلة، وليس سباقًا. حيث ستواجه بالتأكيد انتكاسات وتجد نفسك تعود إلى عاداتك القديمة أحيانًا. هذا أمر طبيعي ولا يعني أنك فشلت. المهم هو أن تستمر في المحاولة وتتعلم من أخطائك.
لأن الاستمرار هو أهم سلاح في ترسانتك عندما تحاول بناء عادات جديدة. لذا تذكر أن التقدم ليس خطًا مستقيمًا، بل رحلة مليئة بالمنعطفات والتحديات. فكن صبورًا ومثابرًا وستحقق أهدافك في النهاية.