الحفاظ على الود بين الزملاء مهمة شاقة كي نكون صادقين منذ البداية، وليس هذا الهدف من الاجتماع البشري، لكن واقع هذا الاجتماع البشري يؤكد هذه الحقيقة.
وعلى الرغم من صعوبة الحفاظ على الود بين الزملاء في العمل فإن لهذه العلاقات الجيدة في بيئة العمل الكثير من المزايا، التي لا يمكن إغفالها أو التغاضي عنها، ومن ضمن هذه المزايا: النجاح الوظيفي، زيادة الإنتاجية، الدعم المعنوي، تنمية المنظمة.
أضف إلى ذلك أن الحفاظ على الود بين الزملاء مسؤولية مشتركة، فهو مسؤولية هؤلاء الزملاء أنفسهم، من جهة، كما أنه مسؤولية المدراء والقائمين على العمل من جهة أخرى؛ إذ يتوجب عليهم وضع الأطر والسياسات التي تعمل على توطيد العلاقات بين الزملاء في العمل.
ومن ناحية ثالثة يشمل الحفاظ على الود بين الزملاء صنع نوع من العلاقات الجيدة بين المدراء وموظفيهم؛ فالأصل أن الجميع في مركب واحدة، وكلما كانت العلاقات بينهم جيدة ووطيدة صب ذلك في مصلحة المؤسسة.
اقرأ أيضًا:
طرق الحفاظ على الود بين الزملاء
ويرصد «رواد الأعمال» بعض الطرق التي تساعد في الحفاظ على الود بين الزملاء في العمل، وذلك على النحو التالي..
-
بناء الثقة
أقصر طريق إلى الحفاظ على الود بين الزملاء هو العمل على بناء الثقة فيما بينهم، فعندما يثق الزملاء ببعضهم تتحسن علاقاتهم وتقوى؛ فالثقة هي الأساس الذي تقوم عليه أي علاقة إنسانية.
والحق أن الثقة ليست مهمة فقط في الحفاظ على الود بين الزملاء في العمل فحسب، ولكن أيضًا في تحسين وتوطيد العلاقة بين الموظفين ومدرائهم. ومن الواجب على المدراء أن يبذلوا قصارى جهدهم من أجل دفع الموظفين إلى الثقة بهم وبقراراتهم وإلا فستكون العواقب وخيمة على المؤسسة ككل. فالمؤسسة التي تغيب عنها الثقة لا يمكن أن نتوقع منها أي نجاح يُذكر.
اقرأ أيضًا: جمع بيانات الموظفين.. من الأخلاقية إلى الاستفادة المهنية
-
سياسة التواصل
لسنا بحاجة إلى القول إن الحفاظ على الود بين الزملاء يتطلب، في المقام الأول، تواصلًا مكثفًا بينهم، ومع كل الأطراف الفاعلة في المؤسسة؛ إذ يمنح التواصل المفتوح والصادق لكل موظف فرصة لفهم مشاعر الآخرين، والتعاطف معهم، وفهم مواقفهم وآرائهم وتصوراتهم حتى لو كانت مختلفة عما يطرحه هذا الموظف أو ذاك.
فالمؤسسة التي تحافظ على الود بين الزملاء وتعزز سياسة التواصل يجب أن تضمن، وبالقدر ذاته، نوعًا من الشفافية، واحترام وجهات نظر الآخرين، والتبادل الحر للآراء والتصورات، كما لا يجب أن يقتصر مكان العمل على التواصل عبر البريد الإلكتروني فقط، أو التواصل الرسمي بشكل عام، فمن شأن التواصل غير الرسمي أن يساعد في تعزيز ولاء الموظف للمؤسسة، وتوطيد العلاقات بين الزملاء وبعضهم.
اقرأ أيضًا: جذب المواهب.. معركة لا بد من خوضها
-
عادة الاستماع
ليس منطقيًا أن نتصور إمكانية الحفاظ على الود بين الزملاء من دون تطوير عادة الاستماع، وإلا فكيف سيتواصل الناس مع بعضهم أو يحبون بعضهم البعض من دون أن تتيح لكل واحد منهم التعبير عن رأيه.
إن عادة الاستماع هي المفتاح لبناء علاقة مع الأفراد، فهو ضروري للتواصل الفعال، ومن المهم أن تستخدم مهارات الاستماع لديك بشكل جيد؛ إذ يدل هذا على أنك مهتم بالتعرف عليهم وطرح الأسئلة المتعلقة بدورهم وخلفيتهم في العمل واهتماماتهم.
كما أن الزملاء هم أكثر عرضة لدعم بعضهم البعض في مكان العمل عندما يشعرون أنه يتم الاستماع إليهم واحترامهم.
اقرأ أيضًا: استطلاع: 51% من موظفي السعودية أكدوا زيادة المهام منذ التحوّل إلى العمل عن بُعد
-
التقدير والتعاطف
لا يمكننا تصور إمكانية الحفاظ على الود بين الزملاء من دون تقدير بعضهم البعض، بل تعاطفهم مع بعض، فكيف يشعر موظف ما بود تجاه زميل له لم يتعاطف معه في موقف صعب؟
إن الحفاظ على الود بين الزملاء هو المعادل الآخر للتعاطف والتقدير، فبيئات العمل التي يبدو فيها كل موظف وكأنه خصم لزميله لا يمكن أن تتطور أو ينجم عنها أي شيء مفيد أو ذي بال.
ولنا أن نعترف بأن الحفاظ على الود بين الزملاء أو العمل على توفير بيئة عمل صحية مهمة شاقة، والأصعب أنها ليست مسؤولية طرف بعينه، لكن هذا لا يجعلنا في حل من تحقيق هذه الغاية.
اقرأ أيضًا:
رهاب العمل الجديد.. أسبابه وطرق التخلص منه
أهم 10 نصائح في عملية توظيف المناصب العليا
التسامح في العمل.. استراتيجية الاستقرار وتحسين الإنتاجية
الإبداع في إدارة الموارد البشرية.. أنماطه وطرق تعزيزه
6 نصائح لتمكين الناس من اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً في مجال الأعمال