يبدأ يوم العمل المزدحم بالاستيقاظ على صوت المنبه، ثم تناول مشروب القهوة المزدوج ومحاولة الوصول إلى حالة ”البريد الوارد صفر“؛ لذلك يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تبدأ مرحلة “التحفيز المفرط”.
ولحسن الحظ، يندفع زميلك في العمل (أو حيوانك الأليف في العائلة) إلى مكتبك مطالبًا باهتمامك الكامل. وفي نفس الوقت، تسمع ضحكات مدوية قادمة من الباب المجاور.
وأخيرًا، تتمكن من استعادة تركيزك عندما يقوم مديرك فجأة بمراسلتك على تطبيق Slack لمعرفة حالة عرضك التقديمي. إنه سيناريو شائع. وسواء كنت تعمل بشكل شخصي أو مختلط أو “عن بُعد”، فقد يكون من الصعب التعامل مع التحفيز الزائد في العمل.
وأثبتت الدراسات أن 82% من الأمريكيين قد عانوا من الإرهاق المفرط مرة واحدة على الأقل. فعلى سبيل المثال تظهر الأبحاث أن 80% من العاملين في مجال المعرفة على مستوى العالم يصفون شعورهم بالإرهاق الزائد وقربهم من الإرهاق.
يشير التحفيز المفرط إلى حالة يتلقى فيها الدماغ معلومات أكثر مما يمكنه التعامل معها. لذا يصبح من الصعب العمل بفاعلية. سواء كان ذلك بسبب المحفزات الخارجية أو الأفكار المقلقة. كما يمكن أن يؤثر التحفيز الزائد في العمل على أي شخص.
حيث إن الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية معينة أكثر عرضة للإصابة بالتحفيز المفرط الزائد. بما في ذلك الأشخاص الذين يعانون من التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وفرط النشاط واضطراب ما بعد الصدمة والقلق والاكتئاب.
وبينما تختلف الأعراض، إلا أن بعض الأعراض الشائعة تشمل التوتر والتهيج والقلق والأرق وعدم القدرة على التركيز. تكون مشاعر الإرهاق فريدة من نوعها لكل فرد.
فعلى سبيل المثال، قد يكون شخص ما أكثر حساسية للصوت. في حين قد يشعر شخص آخر بعدم الراحة عند التعرض للأضواء الساطعة.
تحديد عوامل التحفيز المفرط
قبل أن تتمكن من مكافحة التحفيز الزائد في العمل، عليك الانتباه إلى إشارات التوتر. يمكن أن تشمل هذه الأعراض الجسدية مثل الصداع وسرعة التنفس أو الأعراض العاطفية مثل الغضب والقلق.
وبمجرد زيادة الوعي الذاتي، لا بد من البحث عن الأسباب التي تسبب هذه الأعراض.
إذا لزم الأمر، قم بإنشاء ”دفتر يوميات للتوتر“ حيث تقوم بتوثيق المحفزات اليومية. على سبيل المثال، ربما يقاطعك زميلك باستمرار طوال اليوم، أو أن مديرك يستخف بك في الاجتماعات. عند هذه النقطة، يمكنك وضع استراتيجية للتعامل مع الضغوطات وتقليل تأثيرها إلى أدنى حد ممكن.
ترتيب الأولويات
إذا كنت تتولى الكثير من المشاريع، فقد حان الوقت لترتيب أولوياتك. الخطوة الأولى هي التفكير في قيمك وأولوياتك. على سبيل المثال، إذا كانت أولويتك الأولى هي العائلة. فضع حدودًا للتحقق من البريد الإلكتروني فقط خلال ساعات العمل أو في أوقات محددة.
وضع جدول عمل ثابت وإبلاغ زملائك به. اطلب أيضًا مساعدة مديرك لمساعدتك في تحديد أولويات المهام وتفويض المشاريع.
وأخيرًا، لا تنس أن تأخذ الإجازة التي تستحقها. وجد تقرير الحرمان من الإجازة السنوي الرابع والعشرين لإكسبيديا أن نصف الأمريكيين فقط استخدموا كل وقت إجازتهم.
بالإضافة إلى ذلك، بلغت نسبة الحرمان من الإجازة (الشعور بعدم الحصول على وقت كافٍ للإجازة) أعلى مستوى لها منذ 11 عاماً بنسبة 65%. من خلال جدولة وقت للراحة والاسترخاء، ستعود إلى المكتب منتعشًا ومستعدًا لتقديم أفضل ما لديك.
العزوف عن المشتتات
إن الطوفان المستمر من الاجتماعات ورسائل البريد الإلكتروني وزملاء العمل الثرثارين هم أكثر من مجرد ملهيات. فهي مجتمعةً تسهم في التحفيز الزائد في العمل.
فقد أثبتت الدراسات أن الاجتماعات غير الضرورية يمكن أن تكلف المؤسسات ما يصل إلى 100 مليون دولار سنويًا. إذا كانت الاجتماعات تستهلك الكثير من وقتك. ففكر في إضافة مجموعات خالية من الاجتماعات إلى تقويمك.
بهذه الطريقة، تأكد من حصولك على وقت غير متقطع طوال اليوم للتركيز على العمل العميق. إذا كنت حساسًا للضوضاء، استثمر في زوج من سماعات الرأس المانعة للضوضاء.
وأخيرًا، أوقف تشغيل جميع الإشعارات، سواء كانت بريدًا إلكترونيًا أو رسائل نصية أو تطبيق Slack. وبدلًا من ذلك، تحقق من رسائلك استباقيًا في نقاط محددة على مدار اليوم. هذا النهج لإدارة الوقت سيعزز الإنتاجية ويقلل من الانقطاعات.
ممارسة أفعال اليقظة والاسترخاء
إن التحكم في التحفيز المفرط يتطلب الاستفادة من أنشطة اليقظة الذهنية التي تريح جسمك وعقلك. كما تتمثل إحدى الطرق في ممارسة تقنية التنفس 4- 7- 8 عن طريق الشهيق لمدة أربع ثوانٍ وحبس النفس لمدة سبع ثوان والزفير لمدة ثماني ثوان.
وقد ثبت أن تمرين التنفس الإيقاعي هذا يقلل من القلق ويساعد الأفراد على النوم سريعًا. إضافة إلى أخذ مدد راحة مجدولة خلال اليوم.
على الرغم من أن الأمر يبدو غير بديهي، لكن الابتعاد عن جهاز الكمبيوتر الخاص بك يسمح لك بتحسين مزاجك واستعادة الحافز وزيادة قدرتك على التركيز. إذا لم تتمكن من الابتعاد لسبب ما، مارس التخيل الموجه.
ابدأ بإغلاق عينيك والتفكير في مكان معين (مثل الشاطئ أو الغابة). ثم استخدم جميع حواسك لتغمر نفسك في التفاصيل. كلما تدربت أكثر، زادت قدرتك على التحكم في أفكارك ومشاعرك.
باختصار, يمكن أن يحدث التحفيز الزائد في العمل لأي شخص في أي وقت. أهم شيء هو الاعتراف بالموقف واتخاذ خطوات لإنشاء آليات للتأقلم.
إذا بدأ التوتر والإرهاق بالتأثير على صحتك العقلية أو البدنية. فلا تتردد في طلب الدعم الخارجي من مدرب أو معالج نفسي. في نهاية المطاف، لا يوجد استثمار أهم من ذلك في رفاهيتك.
المقال الأصلي: من هنـا