سرد الكاتبان ديفيد ب. ومايكل كوسومانو يوفي، في كتاب Strategy Rules: Five Timeless Lessons from Bill Gates, Andy Grove, and Steve Jobs، ملخص 30 عامًا في دراسة ثلاثة من أعظم العقول الاستراتيجية بوادي السيليكون: بيل غيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت، آندي غروف (إنتل)، وستيف جوبز (آبل). حول قواعد الاستراتيجية الناجحة.
قواعد رواد التكنولوجيا لاستراتيجية القيادة الناجحة
ورغم اختلاف شخصية عمالقة التكنولوجيا الثلاثة، إلا أنهم تشاركوا نهجًا استراتيجيًا مماثلًا في قيادة شركاتهم وتحقيق نمو استثنائي.
أيضًا، يقدم الكتاب هذه الاستراتيجية من خلال خمس قواعد تسهم في رسم خريطة طريق النجاح للقادة ورواد الأعمال.
استدلال الحاضر من المستقبل
في كثير من الأحيان، يتخذ المديرون قراراتهم استنادًا إلى تجارب الماضي، بمعنى النظر للخلف والتفكير للأمام. بينما فعل جيتس وجوبز وغروف كانوا العكس تمامًا. حيث ينظرون إلى المستقبل، ويتساءلون: أين نرى أنفسنا خلال 3 أو 5 سنوات؟ وما الخطوات التي يجب اتخاذها اليوم لتحقيق الخطط المستهدفة؟
كذلك، مكنتهم الإجابة من تصدر ركب المنافسين وتحديد مسار التغيير بأنفسهم. ذلك من خلال:
-
وضع رؤية مستقبلية ثم تحديد الأولويات والحدود.
-
تحديد احتياجات العملاء، ومدى مواءماتها مع أهداف الشركة.
-
تحليل سلوك المنافسين، مع مراعاة الحدود والحواجز
-
دراسة أسباب وعوامل التحول في الصناعة. بجانب الاستعداد للتغيير.
بالتالي يظل القائد الناجح في مقدمة الحاضر وعينًا على المستقبل. ما يمكنه من تحويل الاستراتيجية إلى أفعال ملموسة.
الخوض في رهانات دون التعرض للخطر
كذلك يتطلب من القادة العظام شجاعة اتخاذ قرارت في وقت حرج. مع توخي الحذر بحيث لا يعرضون شركتهم للانهيار في حالة الفشل.
أمثلة من الكتاب:
بيل جيتس:
في 1990، طور نظام تشغيل مستقل عن IBM. ما أحدث ثورة غيرت الصناعة كلها.
ستيف جوبز:
أما في 2005 قرر جوبز استخدام شرائح Intel، ما نتج عنه نجاح أجهزة MacBook.
آندي غروف:
أطلقت أول معالج أحادي المصدر (80386) في 1985، لتحقيق السيطرة الكاملة على السوق.
تطوير تطبيقات وأنظمة بيئية
ركز الكتاب على كيفية تطوير صناعاتهم من خلال إنشاء منصات منفصلة عن المنتجات ذاتها.
فعلى سبيل المثال، أسست آبل “متجر التطبيقات” كمنصة مفتوحة للمطورين. حيث يحصلون فيها على 70% من الإيرادات. في حين تحتفظ آبل بـ30%. وبالتالي، زادت قيمة الآيفون نظرًا لما أضافته التطبيقات من فائدة أكبر. كما تمكن المطورون من بناء قاعدة عريضة من الجمهور.
كذلك، قال الكتاب “بدلًا من زيارة مئات المواقع للبحث عن تطبيق، يمكنك ببساطة الذهاب إلى App Store كتجربة موحدة، آمنة وسهلة”.
استغلال نقاط القوة والمرونة
تعمق جيتس، غروف، وجوبز في اتخاذ القرارت اليومية بقدر تركيزهم على الرؤية طويلة الأمد. حيث إن وضع استراتيجية أمر في غاية السهول، لكن التخطيط اليومي هو ما يميز القائد الناجح.
تكتيك الجودو:
علاوة على ذلك، يشير هذا التكتيك إلى استخدام السرعة والمرونة في وقت واحد لتجنب الأخطاء. بجانب تحديد نقاط قوة المنافسين.
فعلى سبيل المثال، أطلق ستيف جوبز خدمة iTunes وآبل لا تملك سوى 2% من سوق الحواسيب. بجانب استغلال ضعفها كميزة أمام شركات الموسيقى. قائلًا: “ما الضرر من ترخيص الموسيقى لنا على الماك؟”
قاعدة السومو
تتبنى هذه القاعدة استخدام القوة في حالة الضرورة. ذلك من خلال الاستحواذ، أو تقليل الأسعار، أو السيطرة على سلاسل التوريد. حيث يكمن الذكاء الاستراتيجي في معرفة متى تستخدم الجودو، ومتى تلعب السومو.
اعتماد نقاط القوة الذاتية
من ناحية أخرى، استخدم كل من القادة الثلاثة قوته الشخصية كأساس لبناء مؤسسته:
بل جيتس:
تميز في فهم البرمجيات.
غروف:
أدخل الاطار الهندسي إلى الإدارة والعمليات.
جوبز
يتمتع برؤية تصميمية استثنائية جعلت آبل مرادفًا للإبداع.
وعلى الرغم من تميزهم، كانوا على وعي بنقاط ضعفهم، بل قاموا بتعويضها من خلال بتعيين قادة مكملين لهم وبناء ثقافات تدعم هذه التوازنات.
أساسات هذه القاعده:
-
حدد عيوبك ومميزاتك.
-
التركيز على التفاصيل المهمة فقط.
-
الحصول على رؤية شاملة.
-
توفير سطة أكبر لمن يملك معرفة أكثر.
باختصار لا تعد هذه القواعد سردًا لسير ثلاثة عمالقة في وادي السيليكون، بل دليل شامل وعملي للقيادة الناجحة في عصر التحول الرقمي.
من خلال القواعد الخمس، سيتوفر منهجًا متكاملًا يمزدج بين الرؤية، والمخاطرة المحسوبة، وبناء الأنظمة البيئية، والمرونة التكتيكية، والقيادة القائمة على الذات.
وفي عالم سريع وتيرة التغير، تعتبر هذه القواعد بوصلة استراتيجية لأي قائد يسعى للنمو دون أن يفقد البوصلة.
المقال الأصلي: من هنـا


