“تكنولوجيا القرى” لتحسين مستوى الحياة في الريف والعشوائيات
في عام 2009م أنشئت وحدة نقل التكنولوجيا بأسيوط بدعم من أكاديمية البحث العلمي وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، بهدف ربط البحث العلمي بالمجتمع وتحويل الأبحاث والابتكارات إلى منتجات وتطبيقات عملية؛ لحل مشكلات المجتمع في مجالات الصناعة والزراعة وغيرها، كما حصلت الوحدة على جائزة أفضل مركز نقل تكنولوجيا على مستوى الجمهورية عام 2014م، بينما حصدت جائزتين بمعرض “القاهرة تبتكر”، الأولى جائزة أفضل مشروع يشجع على الابتكار “توك توك فاب لاب”، والأخرىمشروع لتطوير خط إنتاج لتصنيع الأجهزة الرياضية.
أفضل مشروع في “القاهرة تبتكر”
عن الوحدة يحدثنا الدكتور وائل محمود خير الدين، مدير “ITTU”: في قسمي البحث والتطوير فعلنا خط إنتاج الثلاجات في مصانع بهجت من خلال تطبيق برنامج جديد لاختبار جودة الثلاجات من خلال نظام مبتكر ومتطور يختصر الوقت والجهد مقارنة بالنظام التقليدي الذي كان معمولا به سابقا، حيث يتم اختبار مدى جودة أجزاء الثلاجة وفق المقاييس العالمية لعدد 600 ثلاجة معا في وقت قصير.
كما تم تطوير خط إنتاج أعلاف بـ“المنزلة” تابع للهيئة العامة للثروة السمكية، حيث عمدنا إلى إحلال نظام تحكم إلكتروني بالكامل ليكون بديلا لنظام التحكم اليدوي القديم، الأمر الذي أسهم في رفع معدلات الإنتاج بالمصنع وتقليل الفاقد وتوفير الوقت المهدر في الصيانة المتكررة.
في الوقت نفسه أنتجنا ثلاثة معامل تصنيع متحركة “توك توك فاب لاب”، وهي عبارة عن معامل تصنيع متنقلة أحدهما للصناعات الهندسية، والثاني للصناعة الغذائية، والثالث للصناعة الكيميائية، وهي تستخدم للنقل بين المدن والقرى في المحافظات، ويتم من خلالها تنمية مهارات الشباب البحثية، وكذا تدريبهم على البحث والابتكار، ومساعدتهم في عمل النماذج الأولية للأفكار وإخراجها في شكل تطبيقات، وبالتالي نسهم في توجيه الشباب نحو ريادة الأعمال وتحفيزهم لعمل مشاريع صغيرة وخلق فرص عمل لأنفسهم ولأصحابهم، كما حصد هذا المشروع على جائزة مالية قدرها 50 ألف جنيه، كأفضل مشروع يشجع على الابتكار، في معرض “القاهرة تبتكر”.
وعن تكلفة تشغيل الوحدة وتحويل الابتكار لمنتج، يضيف خير الدين قائلا: “الوحدة تحقق عائدا كبيرا يقدر بأكثر من 13 مليون جنيه سنويا، وبمعدل نمو 30 ـ40%؛ وتصرف على تطوير الوحدة وشراء المعدات والآلات ولوازم التدريب، ولدينا في الجامعة ورشة مجهزة بها خط إنتاج لتصنيع المعدات والمنتجات، حيث ننتج المعدات والأجهزة؛ وعلى سبيل المثال طورنا إنتاج عدد من الأجهزة الرياضية بتكلفة تقل 50% عن سعرها في السوق وبجودة عالية، كما فاز المشروع بجائزة أكاديمية البحث العلمي كأفضل مشروع في معرض “القاهرة تبتكر”، وبعنا خمسة أجهزة حتى الآن، ولدينا عروض كثيرة لشراء أجهزة جديدة؛ ما يشجع على توسيع خط الإنتاج لتلبية احتياجات السوق.
شراكات محلية ودولية لتسويق الأبحاث
من ناحية أخرى نحرص في الوحدة على تسويق الابتكارات وطرحها على المستثمرين، حيث نجحنا في تسويق أبحاثنا وتطبيقاتنا والتعاقد مع عدد من الشركات، وتم بالفعل تنفيذ عدد من الابتكارات التي قدمت حلولا وطورت خطوط إنتاج، مثل مصانع بهجت ومصانع سيمكس للأسمنت بأسيوط، ومصانع العربية للمبات الموفرة للطاقة، ومطاحن مصر العليا بأسيوط وسوهاج والهيئة العامة للثروة السمكية، وكذا لدينا مجموعة من الشراكات مع أكاديمية البحث العلمي وجامعة الأزهر ومؤسسة مصر الخير والجامعة الألمانية، إضافة إلى مركز التدريب الصناعي ومركز تحديث الصناعة والغرفة التجارية الأمريكية”.
وعن الجديد يقول الدكتور خير الدين: بدأنا العمل في حاضنة الأعمال “همة”، وهي أول حاضنة في التكنولوجيا الصناعية والابتكار المجتمعي داخل الجامعات الحكومية، حيث تهتم بالمشاريع التي تساعد على حل مشكلات المجتمع المصري في الطاقة والمياه والصحة والزراعة والصناعة، وتحتضن 15 مشروعا لفترة أربع سنوات، يتم خلالها تقديم الدعم الفني والدعم اللوجيستي للمشاريع المحتضنة، وسيتم تسويق المشاريع من خلال شبكة المستثمرين ورجال الأعمال المصريين والعرب، وهذه الحاضنة ممولة بشراكة مع الاتحاد الأوروبي.
منصات إلكترونية لدعم الريادة الاجتماعية
على جانب مغاير بدأنا اختيار الشركات المحتضنة وهي شركة “نقاء” للتخلص الآمن من النفايات الطبية، وشركة خاصة بالوساطة بين كليات الصيدلة وشركات الأدوية تساعد في تطبيق أبحاث الدواء، فضلا عن تجهيز الأدوية قبل خروجها إلى السوق، وشركة “غراس” للإرشاد الزراعي.
كما تم عمل شراكة لمشروع دعم الريادة الاجتماعية، وذلك لتطبيق الابتكارات والاختراعات ذات المردود الاجتماعي، وفي “تكنولوجيا القرى” تتم بشراكة مع الجامعة الألمانية ومؤسسة مصر الخير، وهدفها دعم الشركات الناشئة التي لديها الابتكارات؛ لتحسين مستوى حياة الفقراء في الريف والعشوائيات، إضافة إلى منصة إلكترونية أخرى اسمها “دلني”، وهدفها مساعدة رواد الأعمال الشباب وتقديم التوجيه والمشورة عن طريق موجهين محترفين، وكذا تتيح الدعم الفني لجميع المبتكرين ورواد الأعمال على مستوى مصر”.
في الإطار ذاته أوضح المهندس خالد حسن، مدير مكتب “ITTU” في القاهرة، أن الأخير يهتم بالتدريب من خلال مركز يعتمد على تنمية مهارات ريادة الأعمال، لافتا إلى أن المركز يعد الأكبر من نوعه في الصعيد، وبواسطته ندرب طلاب جامعة أسيوط والشباب من خارج الجامعة؛ لأنه مفتوح لجميع أبناء المحافظات؛ وكذا يعقد دورات تدريبية لوظائف عدة أبرزها فني لحام، وفني مساحة، فني صيانة المعدات الثقيلة، فني تحاليل طبية.
وأضاف أن الوحدة يتبعها جامعة إلكترونية افتراضية تسمى “جامعتك”على شبكة الإنترنت، وتضم 22 ألف طالب، يدرسون مواد المرحلة الجامعية والدراسات العليا بنظام التعليم المفتوح وبأجر رمزي 120 جنيها في العام الدراسي الواحد.
وعن خدمات الصيانة التي تقدمها الوحدة يقول: “لدينا وحدة صيانة متنقلة بها أحدث الأجهزة في العالم، مثل أجهزة الاهتزاز، والضبط المحورية، والكاميرات الحرارية، وماكينات كشف عيوب اللحام، إضافة إلى جميع الماكينات اللازمة لأعمال الصيانة، وتقدم الوحدة خدمات الصيانة العلاجية لماكينات المصانع وخطوط الإنتاج والصيانة التنبؤية والشاملة لأجهزة التحكم الإلكتروني، وتصميم الماكينات وقطع الغيار والمنتجات، حيث يشرف على هذه الوحدة فريق عمل محترف ومدرب ومؤهل لإجراء أعمال الصيانة؛ لأنها تقدم خدماتها لكل المصانع والورش، وكذا نتعاون مع وزارة الصناعة ولدينا سابقة خبرة مع الشركات والمصانع الكبرى.
زيادة معدلات خصوبة التربة
مدير مكتب “ITTU” في القاهرة، تابع قائلا: “نعمل الآن في مشروع مهم جدا ممول من أكاديمية البحث العلمي خاص بتصنيع وحدات حقن التربة بالأمونيا؛ لتوفير العملة الصعبة وملايين الدولارات التي تلزم لاستيراد هذه الوحدات، حيث يتم تصنيع هذه الوحدات بتكلفة لا تتعدى 300 ألف جنيه للوحدة الواحدة؛ ما يسهم في زيادة معدلات خصوبة التربة، وبالتالي تزيد من إنتاجية الفدان من المحاصيل الزراعية.