من السهل تناول أهمية قائمة المهام من ناحية تنظيم الوقت، فتلك هي الجادة المطروقة، لكن إيجاد العلاقة بينها وبين جودة العمل ليس بالأمر الهين، كما أن الذين يضعون لأنفسهم قوائم مهام يُمنون بخيبة أمل فيما بعد؛ لعدم قدرتهم على الوفاء بكل ما جاء فيها.
ليس هذا عيبًا في قائمة المهام ولا طعنًا في فلسفتها، وإنما مكمن العلة في عدم معرفة المرء ما يستطيع فعله وما يقوي على إنجازه. وكونك أفرطت فيما تتوقعه من نفسك فتلك علة في التخطيط وصنع الأهداف وليس في قائمة المهام ذاتها.
ثم تخيل شخصًا يخبط في حياته خبط عشواء بلا هدف أو غاية _أعلم أن كثيرين لديهم أهداف وغايات كبيرات_ لكن وجود الغاية ليس هو المهم وإنما القدرة على الوصول إليها هو ذاك المهم.
اقرأ أيضًا: التركيز على الأهداف وسبل الخلاص من المشتتات
قائمة المهام وجودة العمل
لكن هل ثمة حقًا علاقة بين قائمة المهام وجودة العمل؟ إننا ندعي أن هناك علاقة جد وطيدة بينهما، وسنحاول في «رواد الأعمال» بسط حدود تلك العلاقة على النحو التالي..
-
تخفيف التوتر
ما السبب الذي يدفع الكثيرين إلى الفشل؟ لماذا لا يتمكن كثير من الناس، رغم اجتهادهم، من تحقيق أهدافهم؟ إنه التوتر والقلق الزائد من عدم القدرة على الإنجاز، وعلى أداء المهام في موعدها المحدد تمامًا.
لكن هل من سبيل لتخفيف حدة هذا التوتر؟ للعمل بأريحية دون ضغوط؟ الجواب: نعم، ذلك ممكن؛ عبر وضع قائمة المهام المحكمة؛ إذ يقولون إنه عبر كتابة الأفكار التي تعج بها الرأس، على الورق، فإنك تحصل على مساحة كافية في عقلك؛ لتفكر على نحو أكثر سلاسة، ومن ثم تعمل دون ضغط.
وطالما أنك تعمل بلا ضغوط أو قلق من عدم قدرتك على أداء المهام في وقتها المطلوب فسوف ينعكس هذا طبعًا على جودة ما تنتج. الذين يعملون بتوتر أو وهم قلقون سيمنى عملهم بالكثير من الأخطاء. أرح عقلك أولًا، وسترى النتيجة في جودة ما تنتج.
اقرأ أيضًا: صنع وقت الفراغ.. الطريق لتحقيق الأمنيات
-
الشعور بالرضا
عبر قائمة المهام يمكنك الحصول على نوع من الرضا عن نفسك، فطالما أنك تنجز المهام التي كتبتها في قائمتك لهذا اليوم فكل مهمة من هذه المهام سوف تتحول إلى محفز ذاتي من تلقاء نفسه.
لذلك؛ قد تستغرب من أن الأكثر إنتاجًا هم القادرون على تحفيز أنفسهم بأنفسهم، كما أن العمل الشاق محفز بحد ذاته، وتطرقنا لهذه المسألة بشكل مستفيض أثناء قراءتنا لكتاب Finish لمؤلفه Jon Acuff التي قدمناها هنا في «رواد الأعمال».
غاية ما نبغي قوله في هذه النقطة: إن إنجازك المهام واحدة تلو الأخرى سيمنحك نوعًا من الرضا عن ذاتك، وبالتالي ستكون أكثر استعدادًا لبذل مزيد من الجهد، وتحسين جودة منتجك، والتفكير في طرق أخرى لتطوير أدائك ورفع معدلات كفاءة ما تعمل.
اقرأ أيضًا: وقت الفراغ في العمل.. طريقك للإنجاز والتغلب على الملل
-
التركيز والبعد عن المشتتات
واحدة من فضائل قائمة المهام أنها تبقيك على المسار الصحيح؛ فطالما أنك تعرف ماذا يتوجب عليك إنجازه في هذا اليوم فسوف تظل مركزًا عليه، وستظل بعيدًا عن كل المشتتات وعوامل الإلهاء الكثيرة التي يعج بها عالمنا المعاصر.
تعينك قائمة المهام، إذًا، على الرفض، على تعلم قول «لا» لكل ما لا يتوافق معك، ومع خططك وأهدافك، ومن ثم ستكون أكثر تركيزًا على ما هو نافع وذو جدوى.
وستلاحظ أنك كنت تهدر الكثير من الوقت في كثير من الأمور التي لا يُرتجى منها أي نفع، وإذا وعيت ذلك فسوف تصرف جُل انتباهك إلى الأمور المهمة، إلى أولوياتك وأهدافك، وبالتالي فإن هذا الوقت الذي كنت تهدره سوف يتم استخدامه في إنجاز المهام المحورية، ما يعينك على إنجازها بشكل أكثر جودة وكفاءة.
اقرأ أيضًا: تنظيم جدول الأعمال.. كيف تعمل بذكاء؟
-
القدرة على الإنجاز
تفصح قائمة المهام عن قدرات الإنسان، وتطلق طاقاته الخلاقة من أسارها؛ فحين يُطلب أمر جلل أو هدف كبير من شخص عادي أو متوسط المهارات فمن الشائع أن يرعوي ويتراجع، أما أولئك المسلحون بقوائم مهام فعالة فهم يتقدمون حين يتأخر الجميع، يفعلون ما لا يقوى غيرهم على فعله.
إنهم ليسوا كائنات فضائية، صحيح أن بعضها يتمتع بمواهب وقدرات فائقة، لكن مهاراتهم الأكثر أهمية تلك التي تظهر في إدارة وقتهم على نحو قويم، ما يعينهم على إنجاز الكثير من المهام وتحقيق الأهداف والطموحات الكبرى، وتلك فضيلة قائمة المهام.
اقرأ أيضًا:
مشكلات تنظيم الوقت.. العائق أمام تحقيق النجاح
مشتتات الانتباه.. فيمَ تهدر وقتك؟
تنظيم الوقت.. الطريق إلى تحقيق النجاح