في أسبوع.. الجولات الاستثمارية بالمنطقة العربية تحقق 64.3 مليون دولار

حققت الجولات الاستثمارية في الشركات الناشئة بالمنطقة قفزة نوعية خلال الفترة من 19 إلى 25 يناير الجاري؛ حيث تم إعلان 14 صفقة تمويل جديدة، بإجمالي قيمة تجاوزت 64.3 مليون دولار.

فيما يؤكد هذا الإقبال المتزايد على الاستثمار في المشاريع الناشئة الثقة المتنامية بقدرة تلك الشركات على تحقيق نمو مستدام وتغيير المشهد الاقتصادي في المنطقة العربية.

وبحسب الرصد الأسبوعي الذي أجراه “رواد الأعمال” فإن هذه الصفقات تركزت بشكلٍ رئيسي على قطاعات التكنولوجيا المالية والتنقيات الزراعية والخدمات الرقمية. وهو ما يعكس التحول الرقمي الذي تشهده المنطقة.

علاوة على ذلك أظهرت البيانات أن الشركات الناشئة في المراحل المبكرة هي الأكثر حظًا في جذب الاستثمارات. ما يشير إلى اهتمام المستثمرين بدعم الأفكار المبتكرة وتوفير الدعم المالي اللازم لتطويرها.

الجولات الاستثمارية

وفي حين حققت بعض الدول العربية نصيب الأسد من هذه الاستثمارات. إلا أن هناك اهتمامًا متزايدًا من المستثمرين الدوليين بالمشاريع الناشئة في المنطقة.

بينما يعزى هذا التوجه إلى عدة عوامل؛ منها النمو السكاني الكبير، وارتفاع معدلات انتشار الإنترنت. وتبني الحكومات العربية لسياسات داعمة لريادة الأعمال.

كما أن التحديات التي تواجهها المنطقة العربية. مثل: نقص الوظائف وارتفاع معدلات البطالة. تدفع رواد الأعمال إلى البحث عن حلول مبتكرة. ما يجعلها بيئة خصبة للاستثمار.

من ناحية أخرى تأتي تلك الجولات الاستثمارية في ظل تحديات اقتصادية عالمية، مثل: التضخم وارتفاع أسعار الفائدة. ومع ذلك فإن استمرار تدفق الاستثمارات إلى الشركات الناشئة في المنطقة يؤكد مرونة هذه الشركات. وقدرتها على التكيف مع التغيرات الاقتصادية.

وأيضًا تساهم هذه الاستثمارات في تنويع مصادر الدخل الاقتصادي للمنطقة وتعزيز مكانتها كمركز إقليمي للابتكار.

المملكة تستحوذ على الحصة الأكبر

كما تستحوذ المملكة العربية السعودية على نسبة كبيرة من الاستثمارات الموجهة للشركات الناشئة في المنطقة. حيث أظهرت البيانات التي رصدها “رواد الأعمال” أن المملكة استحوذت على 78% من إجمالي الجولات الاستثمارية التي شهدتها المنطقة خلال الأسبوع الماضي.

كذلك وفي حين يعكس هذا الإقبال الكبير على الاستثمار في المملكة الثقة المتزايدة في بيئة الأعمال الاستثمارية بها. ويدل على الجهود المبذولة لتشجيع الابتكار وريادة الأعمال.

علاوة على أن هذا الإنجاز يأتي تتويجًا لسلسلة من الإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها المملكة في السنوات الأخيرة. والتي شملت: تسهيل إجراءات الاستثمار، وتنويع الاقتصاد، ودعم الشركات الناشئة.

فيما يعكس هذا الإقبال الكبير على الاستثمار في المملكة طموحات رؤية 2030. والتي تهدف إلى تحويل السعودية لقوة اقتصادية عالمية متنوعة.

وجهات استثمارية متعددة

وفي حين أن المملكة تستحوذ على الحصة الأكبر من الاستثمارات إلا أن دولًا أخرى في المنطقة تشهد أيضًا نموًا ملحوظًا في هذا المجال. فالإمارات العربية المتحدة، على سبيل المثال، تعد وجهة جاذبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتوفر بيئة أعمال محفزة للابتكار. كما أن مصر وقطر والبحرين تشهد أيضًا اهتمامًا متزايدًا من المستثمرين.

كما يعد التركيز على قطاع التكنولوجيا من أبرز سمات الاستثمارات في المنطقة؛ حيث تستحوذ الشركات الناشئة العاملة في مجالات التكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية على النصيب الأكبر من الاستثمارات. هذا التركيز يعكس التحول الرقمي الذي تشهده المنطقة، ويساهم في بناء اقتصادات قائمة على المعرفة والابتكار.

كذلك  تساعد الاستثمارات في الشركات الناشئة على توفير فرص عمل جديدة، وتعزيز النمو الاقتصادي، وتنويع مصادر الدخل. كما تساهم في حل التحديات التي تواجه المنطقة، مثل: البطالة ونقص المياه والطاقة.

تفاصيل الجولات الاستثمارية

كذلك نستعرض في التحليل التالي أرقامًا وحقائق مثيرة للاهتمام تكشف عن ديناميكيات المشهد الاستثماري في قطاع الشركات الناشئة.

كما يسلط الجدول المرفق الضوء على أحدث الجولات الاستثمارية. مقدمًا لنا صورة واضحة عن الاتجاهات السائدة. وأبرز القطاعات التي تجذب الاستثمارات حاليًا:

نمو الشركات الناشئة

في نهاية المطاف تُظهر هذه البيانات أن مشهد الاستثمار في الشركات الناشئة بالمنطقة العربية يشهد زخمًا متزايدًا. مدفوعًا بعوامل عدة. منها: الرؤية المستقبلية للحكومات، ونمو الاقتصاد الرقمي، وتزايد الاهتمام العالمي بالأسواق الناشئة. هذا الزخم يؤكد قدرة المنطقة على إنتاج شركات مبتكرة قادرة على المنافسة على المستوى العالمي.

كما أن الاستمرار في هذا النمو يتطلب توفير بيئة أعمال أكثر جاذبية، وتشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتوفير برامج تدريبية متخصصة لرواد الأعمال. كما يتطلب الأمر من المستثمرين المزيد من الصبر والدعم المستمر للشركات الناشئة، خاصة في مراحلها الأولى.