برزت فرانسيس هوغن؛ عالمة البيانات ومهندسة البرمجيات الأمريكية، كشخصية محورية في تسليط الضوء على ممارسات شركة فيسبوك. إذ كشفت عن آلاف الوثائق الداخلية للشركة، والتي تم تسريبها إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات وصحيفة “وول ستريت جورنال” في عام 2021.
فرانسيس هوغن
علاوة على ذلك أثارت فرانسيس هوغن مخاوف جدية بشأن تأثير خوارزميات فيسبوك في المستخدمين والمجتمع، لا سيما فيما يتعلق بنشر المعلومات المضللة وخطاب الكراهية.
من ناحية أخرى، أكدت أهمية الشفافية والمساءلة في شركات التكنولوجيا الكبرى. بينما شددت على ضرورة وجود رقابة تنظيمية لحماية المستخدمين.
وفي حين أثارت تسريبات فرانسيس جدلًا واسعًا حول دور وسائل التواصل الاجتماعي في المجتمع، فقد أدت كذلك إلى دعوات لإصلاحات تنظيمية وقانونية تهدف إلى حماية المستخدمين من الآثار السلبية المحتملة لهذه المنصات. كما سلطت الضوء على أهمية دور المبلغين في الكشف عن الممارسات الخاطئة في الشركات الكبرى.
النشأة والتعليم
وُلدت فرانسيس هوغن يوم 15 مايو 1984، ونشأت في مدينة آيوا الأمريكية؛ حيث تلقت تعليمها الثانوي في مدرسة أيوا سيتي ويست. وتربت في بيئة أكاديمية، فوالدها طبيب، ووالدتها كاهنة أسقفية بعد مسيرة مهنية أكاديمية.
كما أظهرت تفوقًا أكاديميًا مبكرًا؛ فدرست علوم الكمبيوتر والهندسة الكهربائية في كلية فرانكلين دبليو أولين للهندسة، وتخرجت في عام 2006.
فيما لم تكتفِ فرانسيس بهذا القدر بل سعت إلى توسيع آفاقها المعرفية؛ فحصلت على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية هارفارد للأعمال عام 2011.
خلفية أكاديمية قوية
في حين أن خلفيتها الأكاديمية القوية مهدت لها الطريق للعمل في شركات التكنولوجيا الكبرى. أثبتت فرانسيس هوغن أنها ليست مجرد مهندسة برمجيات موهوبة. بل أيضًا مدافعة شرسة عن الشفافية والمساءلة في هذه الشركات. كما أصبحت شخصية بارزة في النقاش الدائر حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في المجتمع.
كذلك أدت دورًا محوريًا في الكشف عن ممارسات فيسبوك؛ فسربت آلاف الوثائق الداخلية للشركة. ما أثار جدلًا واسعًا حول دور وسائل التواصل الاجتماعي في نشر المعلومات المضللة وخطاب الكراهية. وبينما تواصل الدعوة إلى إصلاحات تنظيمية وقانونية لحماية المستخدمين، فإنها تظل شخصية مؤثرة في مجال التكنولوجيا والمجتمع.
مسيرة مهنية حافلة بالإنجازات
بدأت مسيرة فرانسيس هوغن المهنية في شركة جوجل بعد تخرجها من الكلية؛ حيث عملت في عدة مشاريع رئيسية، بما في: ذلك إعلانات جوجل، ومحرك بحث جوجل للكتب، وتسوية دعوى قضائية جماعية تتعلق بنشر محتوى الكتب.
علاوة على ذلك شاركت في تطوير “جوجل بلص”، وساهمت في تأليف براءة اختراع لطريقة لتعديل ترتيب نتائج البحث.
زخلال فترة عملها في شركة جوجل أكملت فرانسيس هوغن درجة الماجستير في إدارة الأعمال، والتي مولتها الشركة. كما أشارت إلى أنها كانت أحد مؤسسي تطبيق المواعدة “سيكرت إيجنت كيوبيد”، النسخة الأصلية لتطبيق “هينج”.
التنقل بين شركات التكنولوجيا الكبرى
في عام 2015 انتقلت فرانسيس إلى شركة “يلب” كمديرة لمنتج البيانات؛ حيث عملت على تحسين البحث باستخدام برامج التعرف على الصور. وبعد عام واحد انضمت إلى شبكة بنترست، وفي عام 2018 استقطبتها فيسبوك للعمل على قضايا المعلومات المضللة.
في حين أعربت فرانسيس هوغن عن اهتمامها العميق بدورها في مكافحة المعلومات المضللة على منصة فيسبوك. وعام 2019 أصبحت مديرة منتج في قسم النزاهة المدنية.
الكشف عن مخالفات فيسبوك
وبينما كانت فرانسيس تعمل في “فيسبوك” اكتشفت مخالفات خطيرة، وقررت أن الإبلاغ عنها أصبح ضرورة ملحة، خاصة مع عدم استجابة إدارة فيسبوك للمخالفات. وتركت منصبها في مايو 2021، وخلال ربيع نفس العام تواصلت مع جون تاي؛ مؤسس شركة المحاماة غير الربحية “وسلبولر إيد”، للحصول على المساعدة القانونية، ووافق “تاي” على تمثيلها وحماية هويتها.
وفي أواخر صيف 2021 بدأت فرانسيس هوغن في الاجتماع مع أعضاء الكونغرس الأمريكي. بمن فيهم: السناتور ريتشارد بلومنتال والسيناتور مارشا بلاكبيرن.
ملفات فيسبوك
في سبتمبر 2021 نشرت صحيفة وول ستريت جورنال سلسلة مقالات تحت عنوان “ملفات فيسبوك”. استنادًا إلى وثائق داخلية مسربة؛ منها تقارير بحثية ومناقشات الموظفين.
وتضمنت السلسلة تسعة تقارير، كشفت عن إعفاء المستخدمين البارزين من قوانين النشر، وتأثير تطبيقات فيسبوك في الشباب. وتأثير تغييرات خوارزمية 2018 في نشر محتوى الكراهية والعنف، وضعف الاستجابة لحسابات الاتجار بالبشر والمخدرات؛ والمعلومات المضللة عن اللقاحات. كما جمعت فرانسيس الوثائق التي تدعم هذه التقارير الاستقصائية.
شهادة هوغن وتأثيرها
كشفت فرانسيس هوغن عن هويتها كمبلغة عن المخالفات في برنامج “60 دقيقة” يوم 3 أكتوبر 2021. وناقشت برنامج فيسبوك “النزاهة المدنية”، الذي تم إلغاؤه بعد انتخابات 2020. ووصفت ذلك بأنه “خيانة للديمقراطية”.
كما اعتقدت أن إلغاء البرنامج ساهم في هجوم الكابيتول عام 2021. وصرحت بأن هناك “تضاربًا في المصالح بين ما هو جيد للجمهور وما هو جيد لفيسبوك”. وأن فيسبوك غالبًا ما يختار مصالحه الخاصة”.
دعوات للإصلاح والمساءلة
أثارت شهادة فرانسيس هوغن موجة من الدعوات لإصلاح وتنظيم شركات التكنولوجيا الكبرى. وبينما يرى البعض أن شهادتها كانت ضرورية لكشف الممارسات الخاطئة، يرى آخرون أن هناك حاجة إلى موازنة بين حماية المستخدمين وتعزيز الابتكار. كما أدت شهادتها إلى فتح نقاش واسع حول دور المبلغين في حماية المصلحة العامة.
تأثير مستمر
تستمر فرانسيس هوغن في الدعوة إلى الشفافية والمساءلة في شركات التكنولوجيا الكبرى. وتسعى إلى تعزيز الحوار العام حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في المجتمع.
وفي حين تظل شهادتها نقطة تحول في النقاش حول مستقبل التكنولوجيا والمجتمع، فإن تأثيرها في السياسات والقوانين لا يزال قيد التطور.

مستقبل التكنولوجيا والمجتمع
في نهاية المطاف تظل فرانسيس هوغن شخصية بارزة في النقاش الدائر حول مستقبل التكنولوجيا والمجتمع.