خليفة بن جاسم: سياسة الأمير قادت قطر لتحقيق الإنجازات والريادة والتميز
الغرفة حرصت على أن يكون القطاع الخاص القطري مواكبا للتطور الذي شهدته البلاد خلال السنوات الماضية
شهد العام الماضي إكمال غرفة تجارة وصناعة قطر خمسين عاما على تأسيسها وقد سجلت الغرفة رقما قياسيا في منتسبي الغرفة من رجال أعمال وشركات، وقد شهد صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى جزءا من فعاليات الاحتفال.
تخلل الاحتفالية عدد من الفعاليات من بينها اجتماع الدورة الـ115 لمجلس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية والاجتماع الـ32 للجنة القيادات التنفيذية لاتحاد غرف دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فضلا عن سلسلة اجتماعات لاتحاد الغرف العربي وعرض فيلم وثائقي عن تاريخ الغرفة وعدد من المنشورات التوثيقية.
يأتي الاحتفال بعد حقبة زمنية تاريخية أسهمت خلالها الغرفة في خدمة ودعم الاقتصاد الوطني، وخلقت قاعدة صلبة؛ لتمكين قطاع الأعمال في قطر من أداء مهامه في تنفيذ خطط وبرامج التنمية الاقتصادية الشاملة، وتعاونت بشكل بناء مع الجهات والهيئات الحكومية لتهيئة البيئة الخصبة أمام القطاع الخاص للإسهام الفاعل في مسيرة العمل الاقتصادي.
تأسست غرفة قطر في عام 1963م بهدف دعم مناخ الأعمال والتجارة وفي عام 1990م مُنحت استقلاليتها الخاصة والسلطة القانونية لتمثيل نشاطات القطاع الخاص في دولة قطر، ما مكّنها من مساعدة الشركات والمؤسسات الأعضاء بها على تقديم خدماتها ومنتجاتها، وضمان تلبية احتياجات السوق القطرية في قطاع الأعمال.
وتعتبر الغرفة أول مؤسسة اقتصادية رسمية تُنشأ في قطر أوائل الستينيات من القرن الماضي، وقد كانت حاضرة وفاعلة بالرعيل الأول من أصحاب الأعمال الذين بدأوا مع الحكومة بناء اقتصاد قطر في مرحلة البدايات من خلال الشركات المساهمة والبنوك والمؤسسات الاقتصادية التي ظهرت في بداية تلك الحقبة.
كما شهدت في أبريل من عام 1998م تطبيق تجربة ديمقراطية تمثلت في انتخاب أعضاء مجلس إدارتها وبإفساح المجال للمرأة القطرية وللشباب الواعد للمشاركة في عضوية مجلس إدارتها خدمة للقطاع الخاص وتعزيزا للاقتصاد القطري بوجه عام.
ومع بداية هذا العام كانت أول غرفة عربية وشرق أوسطية تستضيف كونجرس الغرف العالمية، ونجحت في أن تكون عضواً بمجموعة العشرين الاستشارية ومقراً لأعمال الغرفة الإسلامية، فضلا عن اتخاذها من قبل أمانة غرفة التجارة الدولية مقرا لمكتبها الإقليمي الأول لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتركز الغرفة على تحسين الخدمات لمجتمع الأعمال القطري ومتابعة السياسات الاقتصادية الوطنية منها والإقليمية، حرصا منها على تقديم بيئة استثمارية متميزة في دولة قطر، وتتمثل رؤيتها في دعم وتمثيل مجتمع الأعمال في قطر من خلال تسليط الضوء على مجموعة واسعة من الفرص التجارية في كل صناعة بدولة قطر وإتاحتها لمجتمع الأعمال الدولي.
وفي هذا السياق، عقدت غرفة قطر ونظمت مئات اللقاءات بين رجال الأعمال القطريين ونظرائهم من الوفود الزائرة من مختلف مناطق العالم لتبادل استكشاف الفرص القائمة محليا ودوليا.
هذا وكانت غرفة تجارة وصناعة قطر رسميا أطلقت سلسلة من احتفالية اليوبيل الذهبي (مرور خمسين عاما على تأسيسها) بحضور سعادة الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني وزير الاقتصاد والتجارة، وسعادة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس مجلس إدارة الغرفة ورؤساء وأعضاء ووفود الغرف الخليجية والعربية وحشد كبير من أصحاب الأعمال.
في لقاء خاص بهذه المناسبة:
قال سعادة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة قطر: إن الغرفة حرصت خلال مسيرتها منذ ولادتها قبل نصف قرن على التواصل والتعاون مع جميع الجهات الحكومية وغير الحكومية والإقليمية والدولية، ونجحت في أن تضع لها موطئ قدم بين زحام وزخم العالمية شأنها شأن دولة قطر التي استطاعت أن تلفت إليها أنظار دول العالم.
وقال سعادة الشيخ خليفة آل ثاني: “إن الغرفة دائما ما تقوم بحلقة الوصل بين أصحاب الأعمال والمسؤولين الحكوميين في توصيل وجهة نظرها ورؤيتها حول القوانين المزمع سنها أو التي صدرت بالفعل؛ وذلك حتى تضع في الاعتبار مصلحة أصحاب الأعمال والاقتصاد القطري بوجه عام”.
وأكد أن غرفة تجارة وصناعة قطر وهي تحتفل بعيدها الذهبي، مناسبة تستحق كل التقدير والاهتمام؛ لأنها “تعود بذاكرتنا إلى الماضي حيث كانت البدايات الأولى لبناء الاقتصاد القطري، كما أنها لحظة نستلهم منها الكثير من العبر والدروس”.
وأضاف أن رجال الأعمال القطريين استطاعوا على مدار 50 عاماً من مسيرة الاقتصاد القطري، أن يكونوا الوقود الحقيقي للانطلاقة الأولى، كما استطاعوا في لحظات كثيرة من هذه المسيرة أن يكونوا يدا بيد مع الحكومة في إنجاز أهدافها التنموية والاستراتيجية.
وقال: إن المسيرة التي خاضها الاقتصاد القطري ورجال الأعمال القطريون كانت بلا شك حافلة بالكثير من اللحظات الصعبة والحرجة، وإن الاقتصاد القطري استطاع أن يجتاز تلك الصعاب وأن يصل إلى ما وصل إليه اليوم من مكانة مرموقة بين الاقتصاديات العالمية بفضل إيمان مجتمع الأعمال القطري بأن مصلحة الوطن تأتي على قائمة الأولويات.
وشدد على أن فكر قيادة دولة قطر الرشيدة هو النبراس الذي تحقق به ما وصلت إليه اليوم قطر في مسيرتها الاقتصادية.
وأضاف “اليوم، وبعد نصف قرن، أستطيع أن أقول: إن العلاقة المتميزة بين القطاع الخاص والحكومة هي أساس بناء اقتصاد قوي ومتوازن ومتنام يحقق الخطط التنموية للبلاد، وفي الوقت نفسه يلبي طموحات ورؤى وأهداف قطاع عريض من المواطنين”.
وأعرب عن أمله في أن تشهد الفترة المقبلة من عمر الغرفة ومن مسيرة الاقتصاد القطري آليات عمل جديدة ترتقي إلى ما وصلت إليه دولة قطر من مكانة عالمية وتكون بمثابة خارطة طريق لاقتصاد المرحلة القادمة، وصولا إلى تحقيق رؤية قطر 2030م.
واعتبر احتفال الغرفة بمرور 50 عاماً على إنشائها بمثابة دفعة جديدة لها نحو المزيد والمزيد من الإنجاز والنجاح، معربا عن ترحيبه بالمشاركين وسعادته بالحشد الضخم الذي اجتمع ليشارك غرفة تجارة وصناعة قطر احتفالها بيوبيلها الذهبي وسط حضور مميز.
وأكد أن غرفة قطر تعمل على ترجمة ما تضمنه خطاب سمو الأمير من دعم للقطاع الخاص على أرض الواقع، حيث إن القطاع الخاص بات الشريك الرئيسي في التنمية.
وأضاف أن غرفة قطر حققت عديدا من الإنجازات خلال العام المنصرم والسنوات الأخيرة في إطار تمثيلها القطاع الخاص القطري، لافتاً إلى أن أهم هذه الإنجازات كان انعقاد اللقاء التشاوري في دورته السادسة بين معالي رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ورجال الأعمال، الذي أصبح تقليداً سنوياً تتم فيه مناقشة آمال وتطلعات القطاع الخاص والشراكة بين القطاعين العام والخاص بكل شفافية وموضوعية.
وقال: إن الغرفة حرصت على أن يكون القطاع الخاص القطري مواكبا للتطور الذي شهدته البلاد خلال السنوات الماضية، بفضل السياسات الحكيمة والرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ومن منطلق هذا الالتزام سعت الغرفة لتعزيز مكانة مجتمع الأعمال القطري عالميا، وتمكين القطاع الخاص من الإسهام إيجابياً في المشاريع التنموية التي تشهدها البلاد.
ونوّه إلى أن الغرفة حظيت خلال عام 2013م باستضافة كونجرس غرف التجارة العالمية؛ لتكون دولة قطر أول دولة عربية وشرق أوسطية تحظى بهذا الشرف، والقيمة الحقيقية لهذا الحدث تمثلت في اجتذاب أصحاب القرار من كبار قيادات القطاع الخاص من مختلف دول العالم؛ ما هيأ فرصة طيبة لمجتمع الأعمال القطري للاحتكاك والتحاور والتباحث في كل الهموم والآمال والطموحات التي تدفع نحو المزيد من التقدم والأخذ بأسباب التقدم والارتقاء. وأشار الشيخ خليفة بن جاسم إلى أنه في الإطار ذاته فازت غرفة قطر ممثلة في رئيسها بعضوية مجلس إدارة غرفة التجارة الدولية لأول مرة في تاريخها، كما فازت بعضوية مجموعة العشرين الاستشارية (20G)، وهذه المكانة أسهمت بشكل كبير في جعل غرفة قطر التي تعبر عن القطاع الخاص القطري مشاركة في صنع القرار عالميا، مضيفا أنه في خضم هذا التحرك العالمي لم يغفل مجلس إدارة الغرفة أهمية التحرك من خلال منظومة العالم الإسلامي الذي يضم نحو 59 دولة، وتمكنا من استضافة مقر أعمال الغرفة الإسلامية إلى الدوحة.
يذكر أن احتفالية الغرفة استمرت على مدى يومين اختتمت بحفل شهد عددا من الفعاليات من بينها كلمة لسعادة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني، ثم عرض فيلم وثائقي عن تاريخها وعدد من المنشورات التوثيقية، فضلا عن سلسلة اجتماعات لاتحادي الغرف العربي والخليجي.
تأسست غرفة قطر في عام 1963م بهدف دعم التجارة المزدهرة ومناخ الأعمال في دولة قطر، وتتمثل رؤيتها في دعم وتمثيل مجتمع الأعمال في قطر من خلال تسليط الضوء على مجموعة واسعة من الفرص التجارية في كل صناعة بدولة قطر وإتاحتها لمجتمع الأعمال الدولي.
كما تركز الغرفة على تحسين الخدمات لمجتمع الأعمال القطري ومتابعة السياسات الاقتصادية الوطنية منها والإقليمية؛ حرصا منها على تقديم بيئة استثمارية متميزة في دولة قطر، وقد أكملت اليوم 50 عاما منذ تأسيسها عام 1963م.