شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا طفرة لافتة في حركة الجولات الاستثمارية خلال الفترة من 17 إلى 23 نوفمبر 2024؛ حيث عُقدت 9 صفقات استثمارية بقيمة إجمالية بلغت 23.750.000 دولار أمريكي. ويعكس هذا النشاط المتزايد تنامي ثقة المستثمرين في الأسواق الناشئة بالمنطقة، إلى جانب الدعم الحكومي المتزايد للمبادرات الريادية. أضف إلى ذلك، الاهتمام المتزايد بالابتكار والتقنيات الحديثة؛ ما جعل المنطقة مركزًا جاذبًا للاستثمارات الجريئة على مستوى العالم.
يعكس هذا الرقم ارتفاعًا ملحوظًا في حجم الاستثمارات مقارنة بالفترات السابقة؛ ما يشير إلى ثقة المستثمرين المتزايدة في إمكانات الشركات الناشئة في المنطقة. وتنوعت هذه الصفقات لتشمل قطاعات حيوية مثل التكنولوجيا المالية، والصحة الرقمية، والخدمات اللوجستية، وغيرها. أضف إلى ذلك، الاهتمام المتزايد بالابتكار والتقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات؛ ما جعل المنطقة مركزًا جاذبًا للاستثمارات الجريئة على مستوى العالم.
الجولات الاستثمارية
وبحسب الرصد الأسبوعي الذي أجراه “رواد الأعمال” في المنطقة، فإن 60% من الجولات الاستثمارية المعلنة خلال الأسبوع تركزت على الشركات الناشئة في دول الخليج، بينما استحوذت شمال إفريقيا على 25% من إجمالي الاستثمارات. في حين سجلت القطاعات التكنولوجية النصيب الأكبر من هذه الاستثمارات، إذ حصدت الشركات العاملة في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات 40% من إجمالي التمويلات. كما يظهر أن الاهتمام المتزايد بالحلول الرقمية ساهم في إعادة تشكيل المشهد الاستثماري بالمنطقة.
من ناحية أخرى، تظهر هذه الجولات الاستثمارية تنوعًا ملحوظًا في القطاعات المستهدفة؛ حيث برزت قطاعات التكنولوجيا المالية، والرعاية الصحية، والتجارة الإلكترونية كأبرز الوجهات الاستثمارية. كذلك، ساهمت هذه الجولات في تعزيز فرص التمويل للشركات الناشئة، بما يضمن استدامة نموها في ظل التحديات الاقتصادية العالمية. وتشير هذه الصفقات أيضًا إلى تزايد التنافسية بين المستثمرين الدوليين والمحليين على دعم المشاريع ذات الإمكانيات الواعدة في الأسواق الإقليمية.
في سياق متصل، تعد هذه النتائج دليلًا على استمرار الزخم في بيئة الجولات الاستثمارية؛ حيث بات المستثمرون يركزون بشكل أكبر على المشاريع ذات الطابع المستدام. بينما تظهر البيانات أن الشركات الناشئة أصبحت أكثر قدرة على جذب استثمارات كبيرة بفضل نضوج نماذج أعمالها واستجابتها لمتطلبات السوق. من ناحية أخرى، تعكس هذه التطورات ارتفاع مستوى الثقة بين أصحاب المشاريع والمستثمرين؛ ما يدفع باتجاه عقد المزيد من الصفقات النوعية.
المملكة تتصدر المشهد الاستثماري في المنطقة
تشير البيانات الرسمية إلى أن المملكة العربية السعودية استحوذت على نسبة 47% من إجمالي الجولات الاستثمارية التي تمت خلال الفترة من 17 إلى 23 نوفمبر 2024. ويعكس هذا الرقم المتزايد الثقة المتنامية للمستثمرين في الاقتصاد السعودي. وخاصة في القطاعات الواعدة مثل: التكنولوجيا، والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى ذلك البنية التحتية.
ويعزى هذا الإقبال الكبير على الاستثمار في المملكة العربية السعودية إلى مجموعة من العوامل. أبرزها الرؤية الطموحة للمملكة 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي. أضف إلى ذلك، الإصلاحات الاقتصادية الجريئة التي نفذتها الحكومة السعودية خلال السنوات الأخيرة. والتي شملت تسهيل إجراءات الاستثمار، وتخفيض الضرائب، علاوة على ذلك تحسين بيئة الأعمال. كلها عوامل جذبت المستثمرين الأجانب والمحليين.
التكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي
تركز الجولات الاستثمارية بشكلٍ كبير على الشركات الناشئة التي تعمل في مجال التكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي. في حين أن قطاعات أخرى مثل: الصناعة والخدمات اللوجستية تحظى أيضًا باهتمام كبير من المستثمرين. كما يظهر أن هذه الجولات الاستثمارية تساهم في خلق فرص عمل جديدة للشباب السعودي. وتعزيز الابتكار والريادة في المملكة.
من ناحية أخرى، تظهر هذه البيانات أن المملكة العربية السعودية تتجه نحو أن تصبح مركزًا إقليميًا لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة. كذلك، فإن هذا الإقبال على الاستثمار في السعودية يعكس الثقة المتزايدة في قدرة المملكة على تحقيق أهدافها التنموية الطموحة. كما تشير هذه النتائج أيضًا إلى أن المملكة تسير على الطريق الصحيح لتنويع مصادر دخلها، والحد من اعتمادها على النفط.
وتعد هذه النتائج دليلًا واضحًا على نجاح السياسات الاقتصادية التي تتبعها المملكة. بينما تظهر البيانات أن المملكة العربية السعودية قادرة على اجتذاب استثمارات ضخمة في مختلف القطاعات. من ناحية أخرى، تعكس هذه التطورات ارتفاع مستوى الثقة بين المستثمرين في المملكة. وهو ما يدفع باتجاه عقد المزيد من الصفقات الاستثمارية الكبرى.
9 صفقات استثمارية
كشفت الأرقام الواردة في الجدول عن تدفق استثمارات ضخمة نحو الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ ما يؤكد ثقة المستثمرين المتزايدة في قدرة هذه الشركات على تحقيق نمو هائل، وتحويل المشهد الاقتصادي في المنطقة.
الشركة | الدولة | القطاع | نوع الجولة | قيمة الجولة (بالدولار الأمريكي) |
ariika | مصر | التجارة الإلكترونية | Series A امتداد | 3.000.000 |
Shipfinex | الإمارات | التقنيات البحرية | Seed | 1.500.000 |
EdfaPay | السعودية | التقنية المالية | Pre-Series A | 5.000.000 |
LOCAD | سنغافورة | الخدمات اللوجستية | Pre-Series B | 9.000.000 |
Bubbl Widget | السعودية | التواصل الاجتماعي | Pre-Seed | 350.000 |
أمنلي | مصر | التأمين | غير معلن | 2.300.000 |
QARA | مصر | سلاسل التوريد | غير معلن | 2.600.000 |
nybl | السعودية | الذكاء الاصطناعي | غير معلن | غير معلن |
Wahed | الإمارات | التقنية المالية | غير معلن | غير معلن |
صفقات الاندماج والاستحواذ
سجلت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024 انتعاشًا ملحوظًا في نشاط عمليات الاندماج والاستحواذ؛ حيث شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في عدد وقيمة الصفقات. وتشير الأرقام إلى أن المنطقة حققت 522 صفقة بقيمة إجمالية بلغت 71 مليار دولار أمريكي. بزيادة نسبية بلغت 9% و7% على التوالي مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
السعودية والإمارات في الصدارة
واحتلت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة صدارة قائمة الدول الأكثر نشاطًا في هذه الصفقات؛ حيث استحوذتا مجتمعتين على 52% من إجمالي حجم الصفقات و81% من إجمالي قيمتها. وبلغ إجمالي قيمة الصفقات المنفذة في البلدين 24.5 مليار دولار أمريكي.
ويعزى هذا النشاط المكثف إلى السياسات التجارية المشجعة للاستثمار التي تتبناها الدولتان. بالإضافة إلى دور صناديق الثروة السيادية البارزة مثل: جهاز أبوظبي للاستثمار، ومبادلة وصندوق الاستثمارات العامة في قيادة الاستثمارات، بالإضافة إلى ذلك تعزيز النمو الاقتصادي.
الاندماج عبر الحدود يقود النمو
علاوة على ذلك، أدت عمليات الاندماج والاستحواذ عبر الحدود دورًا كبيرًا في دفع عجلة النمو؛ حيث شكلت 52% من حجم الصفقات و73% من قيمتها الإجمالية. في حين شهدت الصفقات المحلية أيضًا نموًا ملحوظًا؛ إذ ارتفعت قيمتها بنسبة 44% لتصل إلى 19.3 مليار دولار أمريكي. مدفوعة بشكل أساسي بمعاملات الشركات الحكومية في قطاعات النفط والغاز والمعادن والتعدين والكيماويات.
الولايات المتحدة تحتفظ بجاذبيتها الاستثمارية
من ناحية أخرى، حافظت الولايات المتحدة على مكانتها كوجهة مفضلة للاستثمارات القادمة من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ حيث سجلت 32 صفقة بقيمة 18.3 مليار دولار أمريكي. وساهم مجلس الأعمال الأمريكي-الإماراتي في تعزيز التعاون بين الشركات الأمريكية والكيانات الحكومية والخاصة في الإمارات.
التحول الرقمي يحفز النمو في قطاعات محددة
ومع تسارع وتيرة التحول الرقمي وتغير أنماط الاستهلاك، شهد قطاعا التكنولوجيا والمنتجات الاستهلاكية نموًا طفيفًا؛ حيث مثلا 31% من إجمالي حجم الاندماج والاستحواذ المحلي. في حين حافظ قطاعا النفط والغاز والمعادن والتعدين على هيمنتهما من حيث القيمة؛ إذ سيطرا على 46% من إجمالي قيمة الصفقات.