بعد إعلان وزارة الثقافة والإعلام، موافقتها والسماح بإصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي بالمملكة؛ بدأ السينمائيون في تجهيز الافلام، والمستثمرون في تجهيز الصالات السينمائية، ومن المقرر البدء بمنح التراخيص بعد الانتهاء من إعداد اللوائح الخاصة بتنظيم العروض المرئية والمسموعة في الأماكن العامة. وقال المخرج السعودي، توفيق الزيد؛ إن السينما ليست عملًا فنيًا فقط، وإنما هي صناعة ومشروع استثماري يٌدر اَرباحًا ويوفر فرص عمل، حيث أن أي عمل فني يتطلب وجود 70 إلى 100 موظف فني بخلاف الممثلين، وموظفي الديكورات، وموظفي شباك التذاكر، ومحلات الحلوى، والوشار، و تصميم الدعاية والإعلانات، مضيفًا أن السينما ستساهم في الترويج للسياحة والثقافة في السعودية.
وأوضح الزيد أن أحد مزايا الاستثمار في مجال السينما، هو عودة المشاهدين، ما يعد محرك اقتصادي و سوق ترويجي لصناعة السينما في المملكة، متوقعًا تحقق مبيعات للأفلام المعروضة بصالات العرض، ضعفين ما يتحقق في باقي دول الخليج، حيث أن 70% من سكان المملكة من فئة الشباب، وهم الشريحة المستهدفة،ا كما أنه سوف ترفع من معدل إنتاج الأعمال السينمائية في دول الخليج و العالم العربي.
وذكر الممثل الكوميدي و كاتب السيناريو، فهد البتيري؛ إن الدعم الحكومي العالي لا يخلق تنافس بين صناع السينما؛ إذ بلغ الدعم الحكومي من قبل الحكومة الفرنسية 30 % من تكلفة صناعة الفيلم، في حين لم يتجاوز 3% في دولة كوريا الجنوبية، ما نتج عنه فوز السينما الكورية في العديد من الجوائز العالمية، في حين نادرًا ما تصل الأفلام الفرنسية إلى جوائز لجان التحكيم
وأضاف البتيري، أن تجربة الولايات المتحدة الامريكية في مجال السينما رأسمالية بحتة، ومنفصلة تمامًا عن الحكومة، ونشأة “هوليوود” كانت ضد هيمنة هذه الشركات، ما يجعلنا نتعلم من هذه التجارب، ونتلاشى الأخطاء التي مروا بها من أجل بناء مجال سينمائي مميز، والسير نحو الخطوات الإيجابية، باستحداث معاهد وأكاديميات، إلى جانب التوعية بالثقافة المحلية، لما لدينا من ثقافة ثرية في جميع مناطق المملكة، تؤهلنا لأن نكون سفراء للثقافة والسينما في جميع دول العالم.
وأوضح البتيري، أن البنية التحتية لصناعة أي ثقافة، هي النظرة تجاه الصناعة نفسها، فعالميًا ينظر إلى السينما كمنظومة تجارية، وساحة إبداعية لكثير من الصناع، ومجال مهني معترف به في عدد من الدول التي يوجد لديها نقابات للعاملين في مجال السينما، وكذلك التوعية بدور السينما ثقافيًا، وخلق بيئة محفزة لصناعة السينما في المملكة.
أحمد سلامة