تحظى سيدة الأعمال الأمريكية المليارديرة شيلا كرومب جونسون بمسيرة مهنية استثنائية تشبه نسيجًا متقنًا من الإنجازات المتنوعة، بدءًا من عالم الإعلام إلى قطاعي العقارات والرياضة.
وتعدّ شيلا جونسون المؤسسة المشاركة لشركة Black Entertainment Network (BET)، وهي قناة تلفزيونية أحدثت ثورة في المشهد الإعلامي الأمريكي، وهي حاليًا الرئيسة التنفيذية لشركة Salamander Hotels and Resorts؛ ما يؤكد قدرتها على النجاح في مختلف القطاعات.
وتعد شيلا جونسون أيضًا نائبة رئيس وشريكة في شركة Monumental Sports & Entertainment. وهي شركة قابضة رياضية محترفة تدير فرقًا رياضية مرموقة. مثل: واشنطن كابيتالز وواشنطن ويزاردز وواشنطن ميستيكس.
وتظهر هذه المشاركات المتعددة شغفها بالرياضة والمجتمع، وقدرتها على تحقيق التميز في كل مجال تخوضه. كما أنها الرئيسة التنفيذية لشركة Salamander Hospitality التي أسستها عام 2005، وتضم محفظة من الفنادق والمنتجعات الفاخرة حول العالم؛ ما يبرز دورها كقوة دافعة في قطاع الضيافة.

الحياة المبكرة والتعليم
ولدت شيلا جونسون في الخامس والعشرين من يناير عام 1949م في ماكيسبورت، بنسلفانيا، في أسرة كانت تقدر التعليم والمهنية. وكان والدها جراح أعصاب عمل في إدارة شؤون المحاربين القدامى.
في حين كانت والدتها تعمل محاسبة؛ ما وفر لها بيئة نشأت فيها على قيم العمل الجاد والانضباط.
التحقت شيلا بمدرسة بروفيسو إيست الثانوية في مايود، إلينوي، وتخرجت لاحقًا في جامعة إلينوي، أوربانا-شامبين، وهي مؤسسة تعليمية مرموقة. وعلى الرغم من أن السجلات المتاحة لا تحدد تخصصها الأكاديمي، إلا أن مسيرتها المهنية اللاحقة تظهر بوضوح أن تعليمها زودها بالمهارات اللازمة للعمل في مجالات مختلفة. بدءًا من الإعلام وصولًا إلى عالم الأعمال والضيافة.
المسيرة المهنية
في عام 1979م بدأت شيلا جونسون أولى خطواتها المهنية الكبرى بمشاركتها مع زوجها الأول، روبرت جونسون، في تأسيس قناة الكابل التلفزيونية Black Entertainment Network (BET).
وكانت BET بمثابة منصة إعلامية غير مسبوقة تخدم الجمهور الأمريكي من أصل إفريقي. ما جعلها رائدة في هذا المجال، وفي عام 1999م أحدثت عملية استحواذ ضخمة تحولًا في تاريخ الشركة؛ حيث اشترتها شركة Viacom مقابل 3 مليارات دولار.
بعد هذا النجاح الهائل اتخذت شيلا جونسون قرارًا إستراتيجيًا في عام 2002 ببيع أسهمها في BET. واستخدمت العائدات لتمويل استثمارات جديدة في قطاعات مختلفة، منها: الفنادق والعقارات والخيول، في خطوة تظهر رؤيتها الاستثمارية المتعددة.
كما أسست شركة Salamander Hotels and Resorts في عام 2005، لتصبح رئيسها التنفيذي. وتقودها نحو بناء محفظة فندقية فاخرة تعرف اليوم بجودتها العالية وخدماتها المتميزة.
من ناحية أخرى تعد شيلا مساهمة رئيسية في شركة Monumental Sports & Entertainment، وهي شركة قابضة رياضية تدير فرقًا محترفة في رياضات مختلفة.
هذا الاستثمار يؤكد شغفها بالرياضة ودعمها للفرق الرياضية في واشنطن. ما يمنحها نفوذًا كبيرًا في عالم الأعمال الرياضية.
الأعمال الخيرية والإنجازات
علاوة على ذلك تعرف شيلا جونسون بجهودها الخيرية واسعة النطاق. وتعدّ سفيرة عالمية لمنظمة CARE، وهي منظمة إنسانية تكرس جهودها لمكافحة الفقر العالمي.
وفي إطار ذلك أسست مبادرتها المسماة “تحدي شيلا أنا قوية” لدعم تمكين المرأة في مكافحة الفقر. وجمعت المبادرة أكثر من 8 ملايين دولار في عام 2007. ما يدل على تأثيرها في العمل الخيري.
كذلك تشغل شيلا جونسون منصب رئيس مجلس محافظي بارسونز ذا نيو سكول للتصميم في نيويورك. ومولت افتتاح مركز شيلا سي جونسون للتصميم، الذي يجمع بين الفصول الدراسية والمساحات العامة والمعارض. في مساهمة مباشرة منها في دعم التعليم والفنون.
وهي أيضًا عضو في مجالس إدارة العديد من المؤسسات، بما في ذلك: مؤسسة Save the Music التابعة لقناة VH1، وAmericans for the Arts، ومؤسسة كلية التربية والتنمية البشرية في جامعة فيرجينيا.
مركز شيلا للخدمات السريرية
وفيما يتعلق بالعمل الإنساني أسست شيلا جونسون مركز “شيلا سي جونسون للخدمات السريرية” في جامعة فيرجينيا، وهو ما يعكس اهتمامها بقطاع الرعاية الصحية.
كما أنها سفيرة لمعهد الموقع الصحي، وعضوة بمجلس العلاقات الخارجية، وعضوة في أخوية سيجما ألفا يوتا الموسيقية. ما يبرز التزامها بالعمل المجتمعي والثقافي.
وفي عالم السينما أنتجت شيلا فيلمها الأول “Kicking It”، الذي عرض لأول مرة في مهرجان صندانس السينمائي عام 2008. كما كانت واحدة من 237 منتجًا تنفيذيًا لفيلمها الثاني “A Powerful Noise”، الذي عرض لأول مرة في مهرجان تريبيكا السينمائي عام 2008. ما يؤكد تنوع مواهبها واهتماماتها.
الجوائز والتكريمات
حظيت شيلا جونسون بالعديد من الجوائز والتكريمات المرموقة تقديرًا لمسيرتها المهنية ومساهماتها الاجتماعية. وفي عام 2007 تم تكريمها كواحدة من “نساء فرجينيا في التاريخ” من قبل مكتبة فرجينيا.
وفي عام 2012 حصلت على ميدالية إليانور روزفلت فال كيل، التي تمنح للشخصيات التي كان تأثيرها بعيد المدى سببًا في جعل العالم مكانًا أفضل.
في عام 2018 حصلت على ميدالية لينكولن من جمعية مسرح فورد. والتي تمنح لأولئك الذين يجسدون الإرث الدائم والشجاعة التي يجسدها أبراهام لينكولن.
وفي عام 2019 منحتها أكاديمية لينكولن في إلينوي وسام لينكولن، وهو أعلى وسام تمنحه الولاية. وفي نفس العام كرمت مؤسسة الرياضة النسائية شيلا جونسون بجائزة بيلي جين كينج للقيادة؛ ما يبرز دورها كقائدة في مجال الرياضة أيضًا.



