شهدت أسهم مجموعة “سوفت بنك” اليابانية هبوطًا حادًا بنسبة 10% في تعاملات الأربعاء. وسط موجة بيع واسعة طالت شركات الذكاء الاصطناعي. مع قلق المستثمرين من تضخم التقييمات في أكثر القطاعات ازدحامًا في الأسواق العالمية.
كما خسرت المجموعة، التي تمتلك محفظة واسعة من الاستثمارات في شركات الذكاء الاصطناعي تغطي مجالات البنية التحتية والرقائق والتطبيقات. نحو 23 مليار دولار من قيمتها السوقية. مسجلة أسوأ أداء يومي منذ أبريل الماضي، حين هبط السهم أكثر من 12% بحسب بيانات «LSEG».
محفظة شركات «سوفت بنك»
كذلك تمتلك «سوفت بنك» حصة مسيطرة في شركة آرم هولدينجز البريطانية المصممة لرقائق الهواتف والمعالجات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. كما استحوذت هذا العام على Ampere Computing لتعزيز قدراتها في مراكز البيانات.
وتراجعت أسهم «آرم» المدرجة في ناسداك بنسبة 4.71% خلال جلسة أمس الثلاثاء.
كذلك تدعم المجموعة أيضًا مطوري النماذج الذكية الرائدين مثل OpenAI. بالإضافة إلى شركات تطبيقية مثل OpusClip لتحرير الفيديو عبر الذكاء الاصطناعي. وTempus AI التي تستخدم التعلم الآلي في الطب الدقيق.
تراجع جماعي لأسهم التكنولوجيا الآسيوية
كما شملت موجة الهبوط شركات التكنولوجيا اليابانية الأخرى؛ إذ تراجعت شركة Advantest المتخصصة في معدات اختبار أشباه الموصلات بأكثر من 5%. فيما فقدت Renesas Electronics 4.27% وTokyo Electron 4.08%.
وفي كوريا الجنوبية، خسرت شركتا سامسونج إلكترونيكس وإس كاي هاينكس نحو 4.1% و1.19% على التوالي. رغم أن ارتفاعهما هذا العام كان قد دفع مؤشر كوسبي إلى مستويات قياسية.
أما TSMC التايوانية، أكبر شركة لتصنيع الرقائق بالطلب في العالم، فقد هبط سهمها 2.99%. وتراجعت أسهم علي بابا بأكثر من 3%، فيما قلصت تينسنت خسائرها لتغلق مستقرة تقريبًا.
تصحيح محتمل في فقاعة الذكاء الاصطناعي
كما جاء التراجع عقب انخفاض سهم شركة البرمجيات الأمريكية بالانتير نحو 8% رغم تجاوز نتائجها توقعات الربع الثالث. في ظل تزايد المخاوف من المبالغة في تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي.
ووفقًا لبيانات FactSet، ارتفع مضاعف السعر إلى الأرباح المستقبلية لمؤشر S&P 500 فوق 23 مرة، وهو أعلى مستوى منذ عام 2000.
الخبير لويس نافلييه كتب في مذكرة:
«هناك خوف من تصحيح في الذكاء الاصطناعي. وإذا حدث، فسيجرف بقية السوق معه بسبب الوزن الثقيل للأسهم القيادية».
فقاعة شبيهة بعصر الإنترنت
كما يشبّه بعض المحللين وضع القطاع الحالي بفترة فقاعة الإنترنت في أواخر التسعينات. حيث تتسابق الأسعار بعيدًا عن توقعات الأرباح الواقعية.
كذلك أشار جاريد برنشتاين؛ الرئيس السابق لمجلس المستشارين الاقتصاديين في إدارة جو بايدن. إلى أن حجم الاستثمار في الذكاء الاصطناعي يفوق ما كان عليه خلال فقاعة الإنترنت بنحو الثلث، مضيفًا أن الفجوة بين العوائد الفعلية والإنفاق «تبدو فقاعية بالفعل».
كما أثار الخبير المالي مايكل بوري، الشهير بتنبؤه بالأزمة المالية في 2008. الجدل مجددًا برهانه ضد أسهم «بالانتير» و«إنفيديا». وفق إفصاح لشركة Scion Asset Management التي يديرها. والتي أظهرت مراكز بيع كبيرة ضد الشركتين اللتين تقودان سباق الذكاء الاصطناعي.
وبالإضافة إلى «بالانتير»، تراجعت أيضًا أسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى. إذ خسر سهم أوراكل 4%، وانخفضت AMD بنحو 4%، فيما هبطت إنفيديا وأمازون كذلك.
في نهاية المطاف يرى دان آيفز؛ المدير التنفيذي للأبحاث في شركة Wedbush، أن هذا الهبوط «مؤقت»، مضيفًا: «لا أعتقد أنه بداية موجة بيع هيكلية، بل مجرد حالة توتر ومخاوف من المخاطر بعد ارتفاعات حادة».
المصدر: CNBC



