ولد ساكيتشي تويودا، المؤسس الأول لإمبراطورية تويوتا، في 14 فبراير 1867 في قرية ياماجوتشي اليابانية. نشأ في بيئة ريفية متواضعة، حيث تعلم من والده، النجار الماهر، مبادئ الحرف اليدوية وأهمية العمل الجاد.
وتزامنت طفولته مع فترة تحولات كبرى في اليابان، مع انتقالها من عهد الساموراي إلى عصر ميجي، الذي حمل معه تحديات وفرصًا جديدة.
لم يكن تأثير بيئته مقتصرًا على مسيرته المهنية فحسب، بل كان له دور في تشكيل شخصيته الطموحة. فقد دفعته الظروف الاقتصادية الصعبة إلى البحث عن طرق تساهم في تحسين حياة مجتمعه. ومنذ صغره، أبدى شغفًا بالمعرفة، فبعد إكماله تعليمه الابتدائي، عمل مع والده في ورشة النجارة، مستغلًا أوقات فراغه في القراءة والتعلم الذاتي. ولم يتوقف عند تطوير نفسه فقط، بل أسس مجموعة دراسية مسائية لتشجيع أقرانه على التعلم.
مع بلوغه سن الثامنة عشرة، وتزامنًا مع صدور قانون براءات الاختراع الجديد في اليابان. أدرك ساكيتشي أهمية الابتكار وبدأ يبحث عن طرق لتحويل أفكاره إلى واقع. لفت انتباهه اعتماد الحضارة الغربية على الآلات البخارية، التي كانت تستهلك كميات هائلة من الفحم، ما دفعه إلى التفكير في إيجاد بدائل أكثر كفاءة للطاقة. وعلى الرغم من عدم نجاحه في هذا المجال، لم يثنه الفشل عن مواصلة البحث والتجربة، فوجه اهتمامه نحو تحسين الأدوات المنزلية، وتحديدًا المغازل اليدوية.
أول نول خشبي يدوي
داخل حظيرة بسيطة، بدأ في تطوير نماذج متعددة من الأنوال اليدوية. غير مبالٍ بنظرات الاستغراب من حوله، مدفوعًا بشغفه بالابتكار. وبعد أعوام من الجهد، نجح في عام 1890 في تصميم أول نول خشبي يدوي يحمل اسمه، وحصل على براءة اختراعه في العام التالي، وهو لم يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره.
في خريف عام 1890، سافر إلى طوكيو لحضور المعرض الوطني الثالث للآلات، حيث أذهلته التقنيات الحديثة. قضى شهرًا كاملًا في دراسة الآلات المعروضة. ما عزز طموحه في تطوير اختراعاته. وقد مثلت براءة اختراعه للنول الآلي عام 1891 نقطة تحول في مسيرة الصناعة اليابانية. حيث مهّد هذا الاختراع الطريق لتأسيس شركة تويوتا، التي أصبحت فيما بعد إحدى أكبر شركات السيارات في العالم.
أقوال وحكم ساكيشي تويودا