تقلدت سارة السحيمي، سيدة الأعمال والاقتصادية السعودية، مكانةً مرموقةً كأول امرأة تتولى إدارة شركة السوق المالية السعودية “تداول”، ما يمثل إنجازًا تاريخيًا في القطاع المالي السعودي. علاوة على ذلك، تعد السحيمي أول امرأة سعودية تشغل منصبًا ماليًا رفيعًا ليس فقط في القطاع العام، بل أيضًا في القطاع الخاص؛ حيث شغلت مناصب مماثلة في ثلاث مؤسسات مصرفية كبرى هي “الأهلي كابيتال” و”مجموعة سامبا المالية” و”جدوى للاستثمار”.
من ناحية أخرى، لم تقتصر إنجازات السحيمي على القطاع المالي، بل امتدت لتشمل قطاعات أخرى حيوية؛ حيث أصبحت أول امرأة تنضم إلى عضوية مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية. كما أن هذه المناصب القيادية تعكس كفاءتها وخبرتها الواسعة في مجال المال والأعمال، فإنها تجسد أيضًا رؤية المملكة في تمكين المرأة وتعزيز دورها في مختلف المجالات.

الحياة المُبكرة والتعليم
وُلدت سارة السحيمي في مدينة الرياض عام 1979م، لتنطلق رحلتها التعليمية والأكاديمية من جامعة الملك سعود؛ حيث تخرجت بدرجة البكالوريوس في المحاسبة بمرتبة الشرف الأولى، مُظهرةً تفوقًا ملحوظًا في مجالها.
علاوة على ذلك، لم تكتفِ السحيمي بهذا القدر من التحصيل العلمي، بل سعت إلى تطوير مهاراتها القيادية والإدارية. فالتحقت ببرنامج الإدارة العامة في جامعة هارفارد المرموقة، وأنهت الدورة بنجاح عام 2015م، لتضيف إلى رصيدها الأكاديمي خبرات عالمية المستوى.
رحلة ريادة في عالم المال والاستثمار
من ناحية أخرى، بدأت سارة السحيمي مسيرتها المهنية في قطاع المال والاستثمار؛ حيث انضمت إلى مجموعة سامبا المالية وعملت كمدير أول محافظ استثمارية في إدارة الأصول. ومن هنا، انطلقت مسيرة حافلة بالإنجازات والنجاحات، مكنتها من تبوؤ أعلى المناصب في كبرى المؤسسات المالية في المملكة العربية السعودية.
الانتقال إلى جدوى للاستثمار
في مايو 2007م، انتقلت السحيمي إلى شركة جدوى للاستثمار؛ حيث تولت منصب مدير أول محافظ استثمارية في إدارة الأصول. وبفضل كفاءتها وخبرتها، تمت ترقيتها لتشغل منصب المدير التنفيذي ورئيس قسم الاستثمار في إدارة الأصول بالشركة. وقد ساهمت بشكلٍ كبيرٍ في تطوير استراتيجيات الاستثمار وتحقيق نتائج متميزة للشركة وعملائها.
وفي سبتمبر عام 2013م، تم اختيار السحيمي لتكون واحدة من بين 16 عضوًا في اللجنة الاستشارية لهيئة السوق المالية. وقد استمرت عضويتها لمدة عامين، قدمت خلالهما مشورتها وخبرتها في تطوير وتنظيم السوق المالية السعودية.
رئاسة مجلس إدارة تداول
في 6 فبراير 2017، أصدر مجلس الوزراء قرارًا بتعيين السحيمي عضوًا في مجلس إدارة تداول، الشركة المشغلة للسوق المالية السعودية. كما في 16 فبراير 2017م، انتخبها مجلس إدارة تداول بالإجماع لتكون رئيسة للمجلس، لتصبح بذلك أول امرأة تتبوأ هذا المنصب الرفيع. والجدير بالذكر أن والدها، جماز السحيمي، كان أول رئيس لهيئة السوق المالية (2004-2006).
مناصب قيادية أخرى
بالإضافة إلى رئاستها لمجلس إدارة تداول، تشغل سارة السحيمي العديد من المناصب القيادية الأخرى، منها:
- مديرة في شركة إن سي بي كابيتال (دي آي أف سي) في مركز دبي المالي العالمي.
- عضو مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية (منذ 30 مارس 2021).
- عضو مجلس إدارة صندوق التنمية الثقافي.
- عضو مجلس إدارة الهيئة العامة للإحصاء (لمدة ثلاث سنوات من فبراير 2024).
- عضو مجلس إدارة شركة الاتصالات السعودية.
- الرئيس التنفيذي للأهلي المالية
شغلت السحيمي منصب الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة شركة الأهلي المالية من عام 2014 إلى عام 2021. وخلال فترة توليها هذا المنصب، حققت الشركة نموًا ملحوظًا في الأصول المُدارة. وزادت حصتها في سوق الوساطة بأكثر من 10%. كما قادت العديد من عمليات الاندماج والاستحواذ الكبرى. ما عزز مكانة الشركة كإحدى أبرز المؤسسات المالية في المنطقة.
قيادة السوق المالية السعودية نحو العالمية
تقود سارة السحيمي حاليًا جهودًا حثيثة لدمج السوق المالية السعودية مع الأسواق العالمية. وذلك من خلال مواءمة عمليات المنصة واللوائح التنظيمية. وتهدف هذه الجهود إلى تعزيز جاذبية السوق السعودية للمستثمرين الأجانب. وزيادة تدفقات رؤوس الأموال إلى المملكة.

في النهاية تُشكّل قصة نجاح سارة السحيمي نموذجًا ملهمًا للمرأة السعودية، بل وللمرأة العربية، في اقتحام مجالات كانت حكرًا على الرجال. لقد استطاعت، بفضل علمها وخبرتها وكفاءتها، أن تتبوأ أعلى المناصب في كبرى المؤسسات المالية والاقتصادية في المملكة. وأن تساهم بشكلٍ فعالٍ في تطوير القطاع المالي والاقتصادي السعودي.
وتذكر أن مسيرة السحيمي الحافلة بالإنجازات والنجاحات ليست مجرد قصة شخصية، بل هي قصة وطن يسعى إلى تمكين أبنائه وبناته، وإلى الاستفادة من طاقاتهم وقدراتهم في بناء مستقبلٍ مزدهرٍ. إنها قصة رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وإلى بناء مجتمعٍ حيويٍ واقتصادٍ مزدهرٍ ووطنٍ طموح.