تُعد مجموعة العشرين واحدة من أهم المجموعات الاقتصادية في العالم، وتشهد هذه المجموعة تطورًا ملحوظًا في ريادة الأعمال خلال السنوات الأخيرة؛ ما أدى إلى إنشاء العديد من الشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وزيادة الاهتمام بالابتكار والتكنولوجيا.
في هذه المجموعة تتوفر العديد من الفرص الاستثمارية والتعاون في مجال ريادة الأعمال، ويُمكن للشركات الناشئة الاستفادة من هذه الفرص والتعاون مع الشركات الأخرى في مجموعة العشرين والمؤسسات الدولية لتطوير نماذج أعمال ناجحة، وهو ما يُسهم في الارتقاء بمستوى الاقتصاد العالمي.
ويتقلد صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن منصور بن ناصر بن عبد العزيز منصب رئيس اتحاد رواد الأعمال الشباب لقمة العشرين، والتي تعقد بالتزامن مع قمة المجموعة سنويًا، وسوف يتم تنظيمها في الهند نهاية العام الحالي.
وسيتم عقد قمة اتحاد رواد الأعمال الشباب لدول المجموعة في يوليو بالعاصمة الهندية نيودلهي لمدة ثلاثة أيام؛ إذ يتوقع أن تشهد القمة حضورًا كبيرًا يضم ما يزيد على 5 آلاف من رواد الأعمال وقادة الأعمال على مستوى العالم.
وكرائد أعمال ومستثمر سعودي يتمتع الأمير فهد بن منصور بسجل من الإنجازات في إطلاق وتسريع الشركات الناشئة من خلال محفظة أعمال تمتد من التقنيات الرقمية إلى الخدمات اللوجستية؛ لتلبي الاحتياجات الحالية للأسواق العالمية والمحلية بما يمهد الطريق لأفكار وفرص جديدة، كما أسس رؤية الريادة Entrepreneurship Vission كمؤسسة غير حكومية تهتم بالتعاون مع رواد الأعمال، وتوفر الدعم لتطوير بيئة ريادة الأعمال، بالإضافة إلى أن “رؤية الريادة” عضو في اتحاد رواد الأعمال الشباب، وتستضيف وتنظم القمة الحالية.
وتعد “رؤية الريادة” حاضنة ومضيفة لرواد الأعمال الشباب بمجموعة قمة العشرين في المملكة العربية السعودية، وتسعى إلى تعزيز ريادة الأعمال كمحرك قوي للتجديد الاقتصادي، وتوليد فرص العمل والابتكار وإحداث التغيير الاجتماعي، وبهذا الخصوص يتعاون اتحاد رواد الأعمال مع دول المجموعة من أجل تعزيز ريادة الأعمال بين الشباب، وتبادل المعلومات بين الدول، وإحداث تغيير إيجابي في السياسات وبناء شبكة عالمية من داعمي رواد الأعمال الشباب، بالتزامن مع بناء بيئة ريادية عالمية.
ويتم عقد قمة اتحاد رواد الأعمال على مستوى العالم بمشاركة المئات من كبار رواد الأعمال، والذين سيصدرون بيانًا موجهًا لقادة مجموعة العشرين؛ إذ تنعقد قمة اتحاد رواد الأعمال الشباب كل عام في دولٍ مختلفة بالتناوب بين الدول الأعضاء في مجموعة العشرين وتزامنًا مع عقد القمة.
من جانبه أكد صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن منصور بن ناصر بن عبد العزيز تشرفه برئاسة اتحاد رواد الأعمال الشباب لقمة العشرين، موضحًا حرصه على التعاون بشكل وثيق مع قادة ووفود اتحاد رواد الأعمال الشباب على مستوى العالم في الهند، لتشكل حدثًا يشارك به المئات من مختلف أنحاء العالم.
وسوف تستعرض قمة اتحاد رواد الأعمال الشباب ملفات ريادة الأعمال باعتبارها مصدرًا للابتكار والصمود، وحث الحكومات على تطبيق حوافز اقتصادية؛ من أجل دعم النمو الاقتصادي الشامل، والذي سيقوده رواد الأعمال الشباب في مجتمعاتهم بكل أنحاء العالم.
يذكر أن اتحاد رواد الأعمال الشباب لدول مجموعة العشرين (G20 YEA) تأسس في عام 2010 كأكبر شبكة عالمية لرواد الأعمال الشباب مع المنشآت التي تدعمهم، وتعمل أمانة الاتحاد على توفير الدعم لشبكة عالمية متنامية تضم الآلاف من رواد الأعمال الناشئين في أهم 20 دولة بالعالم، والتي تمثل 90% من إجمالي الناتج العالمي، وكذلك 80% من حجم التجارة العالمية، وثلثي سكان العالم، ونصف مساحة الأرض.
ويهدف الاتحاد لفهم ومشاركة الظروف التي تساعد الشركات التي أسسها الشباب في النمو والنجاح والمنافسة على مستوى العالم، وهو يتكون من منظمات ريادة الأعمال الرائدة عبر دول مجموعة العشرين، ويتولى كبار رواد الأعمال الشباب تحليل الصعاب واقتراح حلول في شكل توصيات بشأن تحسين السياسات والتغييرات؛ ليتم رفعها لرؤساء دول مجموعة العشرين؛ حيث يجتمع اعضاء اتحاد رواد الأعمال الشباب في كل عام قبل انعقاد قمة مجموعة العشرين في البلد المضيف لتقديم الدعم من خلال توضيح أهمية رواد الأعمال الشباب للدول الأعضاء في مجموعة العشرين على مدار العام.
ومن المتوقع أن يستمر دعم مجموعة العشرين لريادة الأعمال والشركات الناشئة في المستقبل؛ حيث ستتبنى المجموعة مبادرات وبرامج تهدف إلى تعزيز الابتكار والتكنولوجيا وتحسين بيئة الأعمال في جميع أنحاء العالم، وتشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
ريادة الأعمال في مجموعة العشرين
واحدة من المبادرات الرئيسية التي تدعم ريادة الأعمال في مجموعة العشرين هي مبادرة “ريادة الأعمال والابتكار”، والتي تهدف إلى تحسين بيئة الأعمال وتعزيز ريادة الأعمال؛ من خلال توفير الدعم والتمويل والتدريب والتوجيه للشركات الناشئة، وترتكز الأهداف الرئيسية للمبادرة على تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات والمعرفة وتطوير السياسات والإطارات القانونية لتحسين بيئة الأعمال.
وتشمل المبادرة العديد من المشاريع والبرامج الفرعية التي تستهدف الشركات الناشئة في مختلف المجالات، بما في ذلك: تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطاقة والبيئة والصحة والتعليم والزراعة والصناعات الإبداعية، كما تشمل هذه المشاريع والبرامج توفير الدعم المالي والتقني والتدريب والتوجيه للشركات الناشئة، وتوفير الفرص لتبادل الخبرات والمعرفة والتعاون الدولي.
وبجانب مبادرة “ريادة الأعمال والابتكار” تقدم مجموعة العشرين أيضًا برامج ومشاريع أخرى تدعم ريادة الأعمال وتعزز بيئة الأعمال في جميع أنحاء العالم، ومن بينها: برنامج “تحسين بيئة الأعمال” الذي يهدف إلى تحسين القوانين واللوائح والإجراءات المتعلقة بالأعمال، وتسهيل إنشاء المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
اقرأ أيضًا: أنواع ريادة الأعمال.. كيف يكون الاختيار؟
برامج لدعم رواد الأعمال في مجموعة العشرين
هناك العديد من البرامج والمسابقات التي تم إطلاقها في مجموعة العشرين على مدى السنوات الخمس الماضية لدعم رواد الأعمال وتشجيعهم على تطوير أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع ناجحة على أرض الواقع، ومن بين هذه البرامج والمسابقات:
-
برنامج تمكين الشباب الريادي
يهدف برنامج تمكين الشباب الريادي إلى توفير الدعم اللازم لرواد الأعمال وتمكينهم من تطوير مهاراتهم الريادية وتحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة على الأرض.
-
مسابقة مشروع العشرين
تحرص المجموعة؛ من خلال مسابقة مشروع العشرين، على توفير الدعم المطلوب للشركات الناشئة وتشجيعها على تطوير مشاريعها وتحويلها إلى مشاريع ناجحة.
-
برنامج رواد الأعمال الاجتماعي
مؤخرًا أطلقت المجموعة برنامج رواد الأعمال الاجتماعي، الذي يهدف في الأساس إلى دعم رواد الأعمال الاجتماعيين وتحفيزهم على تطوير أفكارهم والوصول بها إلى القمة.
كيف تخطط مجموعة العشرين لتعزيز المجال الريادي؟
تسعى مجموعة العشرين إلى دعم ريادة الأعمال وتشجيع رواد الأعمال على تحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة؛ من خلال خطط واستراتيجيات تهدف إلى توفير الدعم المالي والتشريعي والتقني والتدريبي والإعلامي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة ورواد الأعمال.
ولعل إحدى الخطط التي تم اتخاذها من قبل مجموعة العشرين هي تعزيز القدرات الريادية؛ وذلك عن طريق توفير الدعم التدريبي والتقني والإعلامي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة ورواد الأعمال؛ لتطوير مهاراتهم وتحسين أدائهم الريادي.
وتعمل مجموعة العشرين أيضًا على توفير الدعم المالي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة؛ من خلال إنشاء صناديق لدعم ريادة الأعمال وتوفير القروض الصغيرة والمتوسطة، وذلك لتحفيز الشركات والمشاريع الصغيرة والمتوسطة على التوسع والنمو.
وتشجع مجموعة العشرين كذلك الابتكار والتكنولوجيا؛ بواسطة تطوير برامج دعم الابتكار والتكنولوجيا وتشجيع الشركات الناشئة على الاستثمار في هذا المجال، ويتم ذلك عن طريق توفير الدعم التقني والمالي اللازم لهذه الشركات.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
الدروس المستفادة من نجاح برنارد أرنو.. قصة مُلهمة
ما لا تعرفه عن العمل الحر.. تريث قبل المغامرة
نصائح مؤسس زووم لرواد الأعمال.. إرشادات مُهمة للمبتدئين
مصطلحات ريادية يجب أن تعرفها.. خطوة مهمة للبدء
أسرار نجاح الشركات العائلية.. أعمال تجارية متعددة الثقافات