واجه رجل الأعمال الأمريكي سام بانكمان فرايد، المؤسس والرئيس التنفيذي السابق لشركة FTX وهي شركة بورصة العملات المشفرة في الولايات المتحدة، حكمًا بالسجن لمدة 25 عامًا بتهمة الاحتيال في مئات الآلاف من العملات، لكن ما علاقة هذه القضية بتطبيقات ريادة الأعمال الفاشلة؟
ريادة الأعمال الفاشلة
يعد الفشل في عالم ريادة الأعمال وسام شرف؛ لأنه يُظهر مدى الاستعداد لتحمل المخاطر، وتجاوز الحدود، ويبرز كثيرًا من صفات النجاح للأشخاص الذين فشلوا سابقًا.
ومع انهيار شركة FTX، التي كانت ذات يوم واحدة من أكثر المنصات شعبية في العالم لتبادل العملات الرقمية، ظهرت أخطاء بانكمان فرايد، الذي كان ينوي قبل أربعة أشهر إحداث ثورة في سوق العملات المشفرة الناشئة بأفكاره المبتكرة، لكن النتائج جاءت مخالفة للتوقعات في واحدة من أبرز قصص ريادة الأعمال الفاشلة.
وقال ممثلو الادعاء إن عشرات الآلاف من الأشخاص والشركات في جميع أنحاء العالم خسروا مليارات الدولارات منذ عام 2017 بعد أن نهب “فرايد” حسابات عملاء FTX -التي وعد بأنها آمنة- لخوض استثمارات محفوفة بالمخاطر.
نصائح لتجنب الوقوع في خطر ريادة الأعمال الفاشلة
يكمن مفتاح نجاح ريادة الأعمال في قدرتنا على استيعاب الفشل كخطوة ضرورية نحو التقدم؛ إذ يسهم في تطويرنا الشخصي ويشكل عاملًا أساسيًا في تحقيق أهدافنا الريادية. وهناك مجموعة من الأسباب التي تجعل اعتماد الفشل أمرًا ضروريًا، وذلك من خلال النظر إلى الأمثلة الواقعية والنصائح العملية والدروس المستفادة من دراسات الحالة.
وأحد الفوائد الرئيسية لتجربة الفشل هي إمكانية التعلم من الأخطاء التي ارتكبناها وتكرار الأفكار بشكل أفضل. على سبيل المثال: يقول توماس أديسون، مخترع المصباح الكهربائي: “أنا لم أفشل لقد وجدت للتو 10000 طريقة لن تنجح”؛ إذًا بالتحليل المستفيض للأخطاء يمكننا الحصول على دروس قيّمة وإجراء التعديلات اللازمة التي تقودنا في النهاية إلى النجاح.
وبالقاء نظرة على قصة نجاح شركة Slack -كمثال على استيعاب الفشل وتحويله إلى نجاح- نجد أن فريق Slack يعمل على منصة ألعاب تسمى Glitch، التي فشلت في الجذب، وبدلًا من الاستسلام قرروا استكشاف أسباب الفشل، فتبين لهم أن أداة الاتصال الداخلي التي أنشأوها كانت أكثر قيمة بكثير. هكذا نشأت فكرة Slack، والتي أصبحت اليوم منصة اتصالات رائدة تغيّر طريقة تعاون الفرق.
لتجاوز التحديات بنجاح من الضروري تطوير عقلية النمو التي تعتبر الفشل فرصة للتعلم والتطور، ويُنصح ببناء شبكة دعم تقدم التوجيه والدعم خلال الأوقات الصعبة، بالإضافة إلى تجاوز المخاطر بشجاعة وتقديم الأفكار الجديدة بثقة.
في النهاية يسهم اعتماد الفشل كعنصر أساسي بريادة الأعمال في تطوير الأفكار؛ ما يمهد الطريق نحو تحقيق الأهداف المرسومة في هذا المجال المثير والمليء بالتحديات والفرص.
فائدة الفشل في بداية الطريق
يتحول الفشل من عدوٍّ لرائد الأعمال إلى حليفٍ قويٍّ يُسهم في النجاح، كذلك يُقدم فرصةً لإعادة تقييم استراتيجيات الأعمال وإجراء التغييرات اللازمة، ويُحفز الابتكار ويُساعد في التكيف مع الظروف المتغيرة؛ ما يُبقي الأعمال في صدارة المنافسة.
ويُساعد التعلم من الفشل في تجنب تكرار الأخطاء نفسها، مع تحديده الأنماط والعوامل التي أدت إلى الفشل؛ ما يُمكّن رواد الأعمال من اتخاذ قرارات أفضل وتخفيف المخاطر في المستقبل.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
أفكار مشاريع مستدامة.. استثمارات مستقبلية بعوائد مجزية
5 كتب ينبغي على كل رائد أعمال قراءتها.. معرفة مُلهمة
استراتيجيات الخروج من الفرنشايز.. متى تمضي قدمًا؟