حوار: مجدي صادق
مايقرب من 96 % من حجم الاستثمارات اليابانية تتركز في الصناعة داخل السعودية، في ظل الاستراتيجية الوطنية لتوطين الصناعة ورؤية 2030، هكذا بدأ الدكتور نور النحاس؛ المدير التنفيذي لشركة «إي دي جيه» باليابان حواره مع«رواد الأعمال»، مؤكدًا حرص اليابان على الاستثمار بالمملكة ، وحرص شركته على دخول السوق السعودي بمشروعات متنوعة؛ مثل المدن الذكية..
كيف ترى حجم الاستثمارات اليابانية بالمملكة؟
أصبحت السوق السعوديت اليوم جاذبة للاستثمارات اليابانية في كثير من المجالات، خاصةً الصناعية والتقنية؛ وذلك في ظل التسهيلات التي تقدمها المملكة أمام الاستثمارات الأجنبية، وحرصها على تمكين المستثمرين من الوصول إلى الفرص الاستثمارية الواعدة؛ ما يجعلنا ندرس إمكانية دخول السوق السعودية بمشروعاتنا.
وفيمَ تتركز الاستثمارات اليابانية في السعودية؟
مايقرب من 96 % من الاستثمارات اليابانية في المملكة، تتركز بشكل مباشر وغير مباشر في الصناعة؛ وذلك في ظل الاستراتيجية الوطنية السعودية لتوطين الصناعة بالمملكة وفق رؤية 2030؛ إذ أصبحت المملكة سوقًا واعدة وجاذبة للاستثمارات اليابانية؛ كون المملكة تهتم بالاستثمارات اليابانية؛ فعلى سبيل المثال يُعد صندوق الاستثمارات العامة السعودي أكبر مساهم في شركة «نينتندو» اليابانية، مع اهتمام المملكة بقطاع الألعاب الإلكترونية؛ بتخصيص 142 مليار ريال (38 مليار دولار) لقطاع الألعاب الإلكترونية حتى عام 2030م، بدعم من صاحب السمو الملكي؛ الأمير محمد بن سلمان.
أهم مجالات الاستثمار
ما أهمَّ المجالات التي تسعى اليابان للاستثمار فيها؟
تسعى اليابان للاستثمار في العديد من المشاريع في المملكة، من بينها:
- البنية التحتية: في الطرق، والسكك الحديدية، والموانئ البحرية، والمطارات، والمدن الذكية.
- النفط والغاز: تستثمر اليابان في قطاع النفط والغاز بالمملكة ، كما تُعدُّ الشركات اليابانية من أهم الموردين للمملكة.
- الصناعات الثقيلة: السيارات، والإلكترونيات، والطيران، والبناء، وغيرها.
- الطاقة المتجددة: مثل مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وأعتقد أن شركة ماروبيني اليابانية قد اتفقت مع صندوق الاستثمارات العامة، على دراسة إنتاج الهيدروجين النظيف في المملكة، في الوقت الذي تستكشف فيه الرياض الطاقة النظيفة لخفض اعتمادها على النفط.
استراتيجية جديدة للمدن الذكية
ما الجديد في بناء المدن الذكية من خلال ما تودُّ الاستثمار فيه بالمملكة؟
نال بناء المدن الذكية في السعودية اهتمامًا كبيرًا؛ حتى إن الأبنية السكنية أخذت طابعًا مختلفًا في البناء، في ظل التغيرات المناخية والطابع الجغرافي والأيكولوجي للمملكة.
وكانت السعودية قد اعتمدت استراتيجية جديدة للمدن الذكية، لتحويل خدمات القطاع البلدي والسكني إلى «ذكية»؛ وذلك من خلال استخدام التقنيات الرقمية وإنترنت الأشياء؛ لتوفير الخدمات المعزّزة للازدهار الاقتصادي والاستدامة البيئية، والإشراف الحكومي الفاعل.
ومن هنا جاء الاهتمام بأحد منتجات شركة «نيبو»؛ إحدى أضخم الشركات المتعلقة بالنفط في اليابان، والتي تقوم أساسًا على تأسيس الطرق، وهكما أنها من أكبر الشركات المساهمة في مجال إنتاج الدهانات العاكسة للحرارة؛ لاستخدامها تقنية الميراكول، بينما تم تطوير الجاينا في طلاء عازل للحرارة بواسطة وكالة الفضاء اليابانية «جيه إيه إكس إيه»، خاصةً أن هناك فروقًا كبيرة بين الطلاء العاكس للحرارة ونظيره العازل لها.
معالجة المياه الملوثة
وماذا عن نظام «سيإفإس» ضمن أحد أهم المشروعات التي تسعون لإدخالها للمملكة؟
هو نظام لمعالجة جميع أنواع المياه الملوثة غير الصالحة للشرب، ويستخدم في الزراعات المائية بإعادة تدوير مياه الصرف الزراعي بنسبة 100%، وتخفيض الفاقد الزراعي؛ حيث يمكن إنتاج أكثر من 6000 خصاية يوميًا بعد أول 45 يومًا، وإنتاج المحصول 9 مرات سنوياً بدلًا من مرتين فقط في الأراضي الزراعية العادية، مع نسبة إنتاجية 95% بدلاً من 50% في الأراضي الزراعية العادية، التي تتعرض للآفآت الزراعية والأمطار والرياح، وبدون استخدام مبيدات أو كيماويات، علاوة على نسبة غذائية أعلى بكثير، خاصة أن مساحة الزراعات العضوية بالمملكة – وفق إحصائية من وزارة البيئة والزراعة والمياه – بلغت 270 ألف دونم، بينما بلغ حجم الإنتاج الزراعي المحلي خلال العام 98 مليون كيلو، وبلغ سوق الأغذية المحلية أكثر من 752 مليون ريال؛ لذا تحرص المملكة مع أزمة الغذاء في العالم-على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية- إلى الاكتفاء الذاتي، وفق خطة تطوير الزراعات العضوية ورؤية 2030.
اقرأ أيضًا المزيد على موقع الجوهرة: