ترك العمل في القطاع الحكومي من أجل العمل الحر، فلجأ لعالم الفرنشايز لدعم أعماله التجارية، فما الذي جناه، وكيف كانت النتائج؟، هذا ما يجيب عنه د.علي بن حسن المالكي في هذا الحوار:
الدكتور علي المالكي في سطور..
حصلت على الدكتوراة في الاقتصاد من جامعة ولاية فلوريدا بمدينة تالاهاسي الأمريكية. وحصلت على البعثة الدراسية من مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) من خلال برنامج “الاقتصاديون السعوديون”. وبعد الدراسة عملت مستشارًا اقتصاديًا في ساما، ومن خلالها عملت عضوًا في فريق المفاوضات الخليجي لمفاوضات التجارة الحرة ومنظمة التجارة العالمية لمدة عام.
ماركات إيطالية وفرنسية
وماذا عن أبرز مشروعاتك التجارية الحاصلة على فرنشايز؟
بعد ترك العمل الحكومي عملت مديرًا تنفيذيًا وشريكًا ومؤسسًا لمجموعة شركات تعمل في مجال التجزئة من أوروبا. كانت البداية مع ماركة الأطفال الإيطالية Original Marines، ثم ماركة المجوهرات المعروفة Pandora ، ثم ماركة الأطفال الإيطالية Brums ، وماركة الأزياء النسائية الإيطالية Manila Grace، ثم الماركتين الفرنسيتين Berenice و Loft design by ، وماركة المكياج وإكسسوارات الأظافر الإيطالية mi-ny. وهناك حاليًا مفاوضات مع عدة ماركات عالمية في مجالات مختلفة.
كيف كانت بدايتك مع فكرة امتلاك علامات تجارية لأعمالك؟
كانت البداية مع التفكير في الخروج من بوتقة العمل الحكومي بحكم خبرتي في مجال الامتياز التجاري (الفرنشايز) وممارسة العمل في القطاع الخاص. وبدأت في تقديم استشارات للراغبين في امتلاك علامات تجارية تعمل بنظام الفرنشايز، ثم تطورت الفكرة لتأسيس وامتلاك شركات تمارس نشاط الحصول على حقوق الفرنشايز في المملكة لماركات عالمية.
صعوبات وتحديات
ما العقبات التى واجهتك في بداية حصولك على الفرنشايز؟
قد يظن البعض أن الحصول على حقوق الامتياز لشركات عالمية أمرًا سهلًا، بينما هي في الحقيقة صعبة ومعقدة، خصوصًا في حالة الشركات و المؤسسات الصغيرة أو الناشئة والتي تفتقد عوامل كثيرة؛ أهمها القدرة المالية والخبرة في السوق والموارد البشرية المؤهلة والمدربة. لذلك تبتعد كثير من الشركات العالمية عن المغامرة، وتتجه إلى شركات كبيرة ومعروفة لمنحها الفرنشايز؛ لتبتعد عن احتمالية فشل تلك المؤسسات الصغيرة وعدم قدرتها على التوسع والمنافسة. ويُعد عامل القدرة المالية هو المحرك الرئيس لقبول الشركات العالمية منح حقوق علاماتها التجارية لشركات محلية؛ إذ تتطلب الخطط التوسعية لتلك الشركات في الغالب استثمارات ضخمة، قد لا تتوفر للمؤسسات الصغيرة؛ مايضعف من احتمالية نجاحها في الحصول على حقوق الفرنشايز لمثل تلك الشركات المعروفة.
مخاطرة كبيرة
ما الفرق تجاريًا بين شخص يملك علامة تجارية وآخر لا يملك؟
من يملك علامة تجارية غالبًا ما يكون لديه قدرة مالية وإدارية، فإن كان ناجحًا ، فإنه يحظى بالقبول لدى الشركات العالمية، كما يحظى بتسهيلات من ملاك العقارات، وتسهيلات بنكية أكبر، مقارنة بالمبتدئين. وهذه العقبات أمام المستثمر الصغير أو المبتدىء لا تترك له إلا أحد خيارين: إما الدخول مع شركات غير معروفة عالميًا؛ وبالتالي يكون نجاحه مرهونًا بنجاح تلك الشركات وتوسعها، أو بدء العمل بأسلوب ريادة الأعمال، بما فيه من مخاطرة كبيرة جدًا.
فوائد الفرنشايز
ما الفوائد التي وجدتها بحصولك على الفرنشايز؟
أنا شخصيًا أحب العمل بنظام الفرنشايز، وأعتبره منهجي الأول، وأشجع على العمل به، خصوصًا لمن لا يملكون القدرة على استثمار مبالغ كبيرة وليس لديهم القدرة المستمرة على تطوير منتجاتهم وخدماتهم. وقد يسأل البعض: هل الحصول على فرنشايز يحتاج إلى استثمارات أقل من العمل بنظام ريادة الأعمال؟ والإجابة: نعم، في حالات كثيرة؛ الأمر الذي يعطيك ميزات إضافية تتمثل في أن وراءك شركات كبيرة توفر لك التدريب على كيفية تشغيل مؤسستك، والتسويق لمنتجاتك أو خدماتك، وكذلك -وهو الأهم- أنها تحمل عنك عبء البحث والتطوير المستمر لمواكبة احتياجات وتطورات السوق.
هل تعتقد أن المجتمع السعودي يعرف قيمة الحصول على علامات تجارية؟
نعم, بدليل وجود شركات كثيرة تعمل بنظام الفرنشايز، وحاصلة على امتيازات شركات عالمية ومعروفة، إلا أن ما يعيب عليها هو انحصار تركيز تلك العلامات التجارية في قطاعي الأغذية والملابس، علمًا بأن مجالات العمل بنظام الفرنشايز تزيد عن 70 مجالًا.
ما رسالتك لمجتمع الأعمال فيما يخص الفرنشايز؟
الرسالة الحقيقية تكون بالأفعال، وليس بالأقوال؛ لذا أسسنا -كمجموعة من الرواد في مجال الفرنشايز- جمعية الامتياز التجاري السعودية؛ حيث نعول عليها كثيرًا في تغيير نظرة المجتمع لهذا المجال والتعريف به وبأهميته للاقتصاد الوطني، ومدى مساهمته في تطوير الفرد والوطن اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، وكذلك لتواكب هذه الجمعية، المملكة في تحقيق رؤية 2030.
حوار: سميح جمال