تطوير المشاريع ضرورة، وارتباطه بنموها محتم، فالمشروع الذي يتوقف عند تحويل فكرته إلى واقع/ منتج ثم يكف عن التطوير الدائم والممنهج لهذا المنتج لا شك أنه سيخرج من السوق قريبًا أو بعد حين.
وذلك لأن الطابع الديناميكي الحركي هو أخص خصائص السوق لا سيما في القرن الحادي والعشرين، علاوة على أن حاجات الناس (الجمهور المستهدف) لهذا المشروع في تطور دائم هي الأخرى، ومن ثم فإن ثبات المشروع عند مرحلة معينة لا يعني سوى محض جمود، وعدم قدرة على مواكبة التغيرات والظروف الطارئة، وهو ما يعني نفور العملاء منه أيضًا.
والهدف الأساسي من تطوير المشاريع هو تحقيق النمو، لكن عبر طرق واستراتيجيات شتى، إلا أن هذه الطرق لا بد أن تشتمل على أحد أمرين: الاستحواذ على العملاء أو اقتناص الفرص. كذلك.
اقرأ أيضًا: مخاطر الخطة البديلة
ماهية تطوير المشاريع
أول ما يطرأ على الأذهان عند الحديث عن تطوير المشاريع هو غموض هذا المصطلح بالذات، صحيح أننا نعرف أنه لا مشاحة في الاصطلاح لكن كيف إذا اختلف الناس في ماهية المصطلح ذاته؟!
فبعض الناس، ونظرًا للغموض الكثيف المحتف بهذا المصطلح، يرى أن تطوير المشاريع هو المبيعات، والبعض الآخر يرى أنه عبارة عن الشراكة، ليس هذا خاطئًا لكنه ليس صحيحًا أيضًا؛ أي أنه هذه التعاريف لا تقدم تصورًا شاملًا جامعًا عن تطوير المشاريع.
ولكن سيحاول «رواد الأعمال» رسم صورة أولية عامة عن تطوير المشاريع؛ وذلك من خلال جملة التعريفات التالية..
يمكن تعريف تطوير المشاريع بأنه صنع قيمة لمؤسسة أو عمل تجاري، وهذا يشمل تبادل الأفكار والمبادرات والأنشطة الجديدة؛ لزيادة الربحية، بيد أن الهدف من تطوير المشاريع ليس فقط زيادة الأرباح، بل اتخاذ قرارات عمل ذكية توفر قيمة للمنظمات والعملاء على حد سواء.
ولعل أبلغ تعريف لتطوير المشاريع هو ذاك الذي يعرفه بأنه عملية صنع قيمة طويلة الأجل للمؤسسة من العملاء والأسواق والعلاقات. وهدف كهذا يلزمه بناء شراكات استراتيجية، واتخاذ قرارات تجارية استراتيجية ومتبصرة.
اقرأ أيضًا: ماذا يمكن أن تتعلم من إدارة مارك زوكربيرج؟.. استراتيجية ناجحة
صنع قيمة طويلة الأمد
لعله قد بان مما فات أن كلمة السر في تطوير المشاريع هي صنع قيمة طويلة الأمد، وتلك المسألة تحوي في طياتها أمورًا شتى مثل: التسويق، التخطيط الاستراتيجي، ومحاولة استشراف المستقبل؛ أملًا في اقتناص الفرص التي قد ينطوي عليها.
لكن فكرة صنع قيمة طويلة الأمد في تطوير المشاريع ليست بالعملية السهلة؛ فهي تتطلب تفكيرًا وتخطيطًا استراتيجيًا على قدر عالٍ من الدقة والحنكة والكفاءة؛ فنحن هنا نعمل فيما وراء منطق “أنا أربح أنت تخسر”، ناهيك عن أن الحصول على الربح العاجل/ قصير الأمد ليس هو موضع الاهتمام إطلاقًا.
وتحاول المؤسسة _عبر صنع قيمة طويلة الأمد_ أن تضمن استدامة الربح وتدفقه من جهة، واستمرار حصول العملاء على ما يبتغونه من احتياجات بشكل فاعل، والحصول على حلول ناجعة للمشكلات التي تؤرقهم من جهة أخرى.
اقرأ أيضًا: التخطيط المالي طويل الأجل.. استشراف المستقبل وتحدياته
الشراكة والتشبيك
لكن كيف يمكن أن يتم الوصول إلى صنع هذه القيمة طويلة الأمد؟ كيف يمكن العمل على زيادة الأرباح وتعزيز سمعة المشروع في السوق؟
الحق أن كل ذلك محال من دون تدشين علاقات قوية وراسخة مع العملاء والشركاء على حد سواء، وعلى هذا فإن أي جهد ناجح لتطوير المشاريع يعتمد على بناء علاقات شراكة قوية وطويلة الأمد، ومن ثم فإن بناء وإدارة والاستفادة من العلاقات القائمة على الثقة والاحترام والتقدير المتبادل لقيمة الآخر أمر أساسي لتمكين تدفق القيمة على المدى الطويل.
اقرأ أيضًا: الإدارة الحديثة لمواجهة الأزمات
احيتاجات العملاء
تطوير المشاريع وضمان الربح والاستمرار في السوق مُحال من دون تلبية احيتاجات العملاء، وهذه الأخيرة مستحيلة بدون دراسة وافية ومستفيضة لاحيتاجات ورغبات هؤلاء العملاء أولًا، ثم محاولة الوصول إلى أفضل وأنجع الطرق لتلبية تلك الرغبات.
فالعملاء هم وقود المشاريع وقناة الحصول على الأموال، ورضا هؤلاء العملاء هو الضامن الوحيد والحقيقي لنجاح مشروعك.
لكن ليكن منك على بال أن احتياجات العملاء متبدلة دائمًا؛ لذا لزامًا عليك أن تعيرهم التفاتًا على الدوام، وأن تكون وثيق الصلة بهم، على دراية باحتياجاتهم المتجددة؛ كيما تتمكن من تلبيتها على أفضل نحو ممكن.
اقرأ أيضًا:
موجهو الشركات الناشئة.. من هم؟ ولماذا تحتاج إليهم؟
وصايا جيف بيزوس الإدارية قبل الرحيل عن “أمازون”.. ما هي؟