تتبلور طرق تطوير إدارة الموارد البشرية في الشركات، الكبيرة منها والصغيرة، في إطار واضح يعمل على الوصول إلى أهداف الأشخاص والمؤسسات على حدٍ سواء.
لكن يجب في البداية أن نعلم أهمية هذه الإدارة التي يعتبرها البعض مستجدة على شؤون الشركات؛ حيث إنها خضعت للكثير من العوامل المؤثرة التي ساهمت في نشأتها وظهورها.
تكوين إدارة الموارد البشرية
تتمثل المرحلة الأولى لتكوين هذه الإدارة في الفترة ما قبل بداية القرن العشرين _أي أنها الأمر ليست مستحدثة أو جديدة كما يروج البعض _ علمًا بأن الأمر كان مختلفًا بالضرورة عمّا هو عليه في الوقت الحالي.
اعتادت بعض المؤسسات الاعتماد على مجموعات من الأفراد المسؤولين عن تقديم الخدمات للشركات؛ لتوفير الموارد البشرية المطلوبة، إلا أنها كانت تتسم بعدم الاتزان وعدم التنظيم.
وكان هؤلاء الأفراد يعملون على تقديم الخدمات للشركات عن طريق توفير العمالة أو الموظفين، والعمل على تعيينهم، إضافة إلى تحديد المستويات الخاصة بقدراتهم ومهاراتهم المتعددة، فضلًا عن الاهتمام بكل ما يخص الجوانب المادية والصحية.
قوانين النظام الإداري
ظهرت في تلك الفترة مجموعة من القوانين التي بإمكانها أن تحدد سير النظام الإداري المتعلق بالأفراد العاملين داخل المنظمة؛ إلا أنه بالرغم من العمل المضني على تلك الأمور، إلا أن النتائج كانت غير جيدة؛ حيث افتقدت للقواعد الصارمة التي تساعد في تطبيقها.
وتظل المرحلة الأولى لعملية تطوير إدارة الموارد البشرية في العالم بمثابة حجر الأساس للمرحلة التالية التي تعتمد على “التقدّم والإبداع”؛ والذي يعود إلى حقبة زمنية متمثلة في الـ50 عامًا الأولى بالقرن العشرين.
ويُعتبر التطوير مرحلة مهمة شهدت خلالها هذه الإدارة نموًا ملحوظًا على مستوى الأعمال، كما كانت هناك حاجة لوضع الأنظمة الإدارية التي تفيد الشركات، المصانع، والمؤسسات، ومنها ظهر،خلال هذه الفترة، مجموعة من الوظائف المتعلقة بالإدارة الخاصة بالموارد البشرية، مثل: السكرتارية الاجتماعية.
قوالب متغيرة
وبدأت مفاهيم الإدارة المتعلقة بالموارد البشرية أن تتحدد وفقًا لقوالب معينة، تعمل في نطاق عدد من الخطط، والاستراتيجيات التي تتعلق بالكثير من الجوانب الخاصة بالعاملين على الصعيدين الاجتماعي والإنساني، إضافة إلى السياسات المتعلقة باختيار الموظفين وتدريبهم.
ومن هنا؛ كانت مرحلة مواجهة التحديات والصعوبات المختلفة، والتي كانت ضرورة حتمية؛ من أجل تعزيز وجود العمالة، الأمر الذي مهّد لظهور حالة التوافق والتوازن بين الحاجة الأساسية للعاملين والحالة الاقتصادية التي تمر بها الشركات.
وكان لا بد للشركات أن تضع استراتيجية محددة، تضمن لها الاستفادة من مهارات العاملين، وتحقيق جودة متميزة وإنتاجية كبيرة، بالاعتماد على الكفاءات التي تعمل تحت شعار موحد، يساهم في التكيف مع المتغيرات الاقتصادية المختلفة.
آلية العمل
ومع بلوغ مرحلة اكتمال معالم إدارة الموارد البشرية؛ فإن هناك مجموعة من الخطط التي يتم وضعها؛ لتحقيق الأهداف الخاصة بالعمل، وتطويره على نحو أفضل، والتي تشمل الأفراد والشركات معًا.
يجب أن يتم تحقيق أهداف الشركة أو المؤسسة اعتمادًا على العمل في مناخ جيد؛ والذي يُعتبر من مهام تلك الإدارة التي يجب أن توفرها للعاملين، وتشجيعهم عن طريق تخصيص بعض الحوافز والمكافآت المادية والمعنوية؛ تمهيدًا لنبذ فكرة الفردية، والانفراد بالقرارات، والحث على دعم روح الفريق الواحد.
وأخيرًا، فإن المهمة الأولى التي تحدد نجاح كل المهام الصعبة التي تقع على عاتق هذه الإدارة، تتمثل في جذب الكوادر المتميزة، وتوظيف الكفاءات، ومن ثم، يمكن تشجيعهم بطرق محددة، وعندها فقط؛ تضمن الشركة عنصر الاستمرارية في السوق؛ وفقًا للاستراتيجيات الموضوعة مسبقًا، المعتمدة على عدم إهدار الطاقة والوقت فيما لا يفيد.
اقرأ أيضًا:
لتجنب الفشل.. 7 أسئلة مهمة عن إدارة الموارد البشرية