في خطوة مهمة لتعزيز ريادة المملكة في مجال الذكاء الاصطناعي، انطلقت، اليوم الثلاثاء، فعاليات النسخة الثالثة من أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود؛ ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”.
وتستضيف القمة، التي تعقد في مقر مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات خلال الفترة من 10 إلى 12 سبتمبر. أكثر من 450 متحدثًا ونخبة من الشخصيات المحلية والدولية وصنّاع السياسات الاقتصادية والمختصين في الذكاء الاصطناعي من 100 دولة. بهدف مناقشة آخر التطورات في المجال عبر 150 جلسة وورشة عمل على مدار ثلاثة أيام. كما شهد الحفل حضورًا مميزًا من كبار المسؤولين ورؤساء شركات التقنية والذكاء الاصطناعي من مختلف أنحاء العالم.
القمة العالمية للذكاء الاصطناعي
وفي هذا الجانب، ألقى الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي؛ رئيس هيئة “سدايا”، كلمة افتتاحية أعرب فيها عن شكره لسمو ولي العهد على دعمه المتواصل للقمة. مؤكدًا أن المملكة تعتمد في رحلتها نحو الذكاء الاصطناعي على رؤية 2030 التي وضعت المملكة في طليعة الدول الرائدة في الابتكار الرقمي. علاوة على ذلك، شدد الدكتور الغامدي على أهمية التعاون الدولي للتعامل مع التحديات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمثل تحولًا كبيرًا في مجال الابتكار والتعاون.
كما أضاف الدكتور الغامدي أن التقدم السريع في مجال الذكاء الاصطناعي يفرض تحديات أخلاقية يجب التصدي لها، خاصة في ظل انتشار تقنيات التزييف العميق وتوليد المعلومات الاصطناعية. وأكد أن التنافس على المواهب في هذا المجال يشكل تحديًا عالميًا. وأشار إلى أن اجتذاب المواهب يوسع الفجوة بين الشمال والجنوب العالمي. ما يهدد التنمية الرقمية. بينما، استعرض معاليه جهود سدايا في تنظيم النسخة الأولى من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي والمشاركة الدولية. التي أسهمت في تأسيس هيئة استشارية للأمم المتحدة في هذا المجال.
الابتكارات والتطوير التقني
وتناول معاليه الابتكارات التي عملت عليها سدايا، ومنها نموذج “علام”، وهو نموذج لغوي عربي تم تطويره محليًا. بالإضافة إلى أداة “صوتك” التي تم استخدامها لتحويل الكلام إلى نص باللغة العربية بدقة عالية. والتي تستخدم حاليًا في تدوين جلسات المحاكم الافتراضية. كذلك، تطرّق إلى مبادرة “عيناي” التي أسهمت في التشخيص المبكر لمرضى اعتلال الشبكية السكري باستخدام الذكاء الاصطناعي، ما يعد ثورة في القطاع الصحي.
من ناحية أخرى، أوضح الدكتور الغامدي أن سدايا تواصل بناء القدرات الوطنية في الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على تحقيق المساواة بين الجنسين بنسبة 50% في القوى العاملة داخل الهيئة. كما أشار إلى مبادرة “Elevate” التي تم إطلاقها لتعزيز مهارات النساء في 28 دولة. مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يعمل جنبًا إلى جنب مع القدرات البشرية، لا ليحل محلها.
بينما اختتم معاليه كلمته بدعوة المشاركين في القمة إلى التركيز على الذكاء الاصطناعي الذي يخدم الإنسانية. كما شدد على ضرورة تعزيز التعاون بين البشر والآلات لحل التحديات المعاصرة وتحسين جودة الحياة.
الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي
من ناحيته، سلط المهندس عبدالله بن عامر السواحة؛ وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، الضوء خلال الجلسة الافتتاحية للقمة على أهمية الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي. مؤكدًا أن المملكة تسعى جاهدة لتحقيق قفزات نوعية في هذا المجال من خلال استقطاب المبتكرين المحليين والإقليميين والعالميين. وأوضح معاليه أن المملكة تمتلك الطموح والإمكانات اللازمة لتحويل هذا الاستثمار إلى واقع ملموس يساهم في تحقيق الازدهار والرخاء للمواطنين.
كما استعرض المهندس السواحة تجربة الحوسبة السحابية كمثال حي على كيفية تحول صناعة ناشئة إلى سوق ضخم في فترة زمنية وجيزة. وأشار إلى أن المملكة تسعى لتكرار هذه التجربة في مجال الذكاء الاصطناعي. علاوة على ذلك، أكد معاليه أن المملكة تواجه بعض التحديات في هذا المجال، من أبرزها تحديات تتعلق بالأجهزة وكفاءة الطاقة. وتحديات أخرى تتعلق بالتخزين والذاكرة. وتحديات ثالثة تتعلق بضمان دقة ونزاهة البيانات المستخدمة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.
في حين أشار المهندس السواحة إلى أن هذه التحديات ليست فريدة من نوعها، إلا أنها تتطلب جهودًا مضاعفة للتعامل معها. من ناحية أخرى، أكد معاليه أن المملكة تعمل على تذليل هذه العقبات من خلال الاستثمار في البحث والتطوير. وتعزيز الشراكات مع المؤسسات الأكاديمية والشركات التقنية العالمية.
عروض مرئية مبهرة
كذلك تضمنت الجلسة الافتتاحية عروضًا مرئية مبهرة سلطت الضوء على التطبيقات المتعددة للذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات. وأبرزت الدور المحوري الذي يلعبه هذا التقنية في تشكيل مستقبل البشرية. بينما بدأت بعد ذلك جلسات القمة العالمية للذكاء الاصطناعي التي تستمر على مدار ثلاثة أيام؛ حيث سيتم مناقشة أحدث التطورات في هذا المجال. وتبادل الخبرات والمعرفة بين الخبراء والمختصين من مختلف أنحاء العالم.
في النهاية، أكدت الجلسة الافتتاحية للقمة العالمية للذكاء الاصطناعي على أهمية هذا التقنية في دفع عجلة التنمية الشاملة في المملكة. كما أشارت إلى الجهود المبذولة لتحقيق الريادة في هذا المجال. في حين أبرزت الجلسة كذلك التحديات التي تواجه هذا القطاع، والحلول المقترحة للتعامل معها.