يتفق الجميع على أن القطاع الخاص يلعب دورًا محوريًا في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية للدول؛ من خلال زيادة معدل النشاط الاقتصادي, وتوفير فرص العمل، وتعزيز القدرات التنافسية، ورفع كفاءة الخدمات العامة. وحتى يستمر هذا القطاع في النمو والعطاء، يجب على الحكومات أن تنتهج سياسات اقتصادية حكيمة، وأن تشجّع مجال ريادة الأعمال؛ لضمان تنمية محلية مستدامة.
وتهتم الدول المتقدمة كثيرًا بمجال ريادة الأعمال, ففي الولايات المتحدة يساهم هذا القطاع في الدخل العام للدولة؛ حيث يوجد بها نحو 29 مليون شركة صغيرة، يعمل بها أكثر من 57 مليون عامل، كما يستحدث قطاع ريادة الأعمال سنويًا قرابة 2 مليون منصب مباشر وغير مباشر؛ ما يساهم في تحقيق أداء وحركة وقوة الاقتصاد.
ووفقًا لـ United States Small Business Profile الصادر عام 2016، يتجه معظم الشباب الأمريكي لإنشاء مشاريعهم الخاصة؛ وذلك للمزايا الربحية العديدة التي يوفرها القطاع الخاص، علاوة على قلة الوظائف الحكومية.
وتُعد دراسة المشاريع وطرق تطويرها، لونًا من ألوان العلوم المختلفة التي ينبغي على رائد الأعمال الناشيء الإلمام بها من كل الجوانب؛ لزيادة فرص نجاح مشروعه، فيما يهمل بعض شبابنا في الوطن العربي هذه العلوم، ربما لتصور مسبق لديهم، أن ريادة الأعمال مقصورة على أصحاب المال والعلاقات المهنية القوية.
لم يكن مؤسس العملة الرقمية “بيتكوين” يعتقد أنها قد تكون بديلًا لكثير من العملات العالمية وأنها قد تتمكن من هزيمة النظام المصرفي العالمي يومًا ما. وقد بدأ ستيف جوبز مشروع شركة آبل في ورشة صغيرة لإصلاح أجهزة الكمبيوتر. إنَّ قصص النجاح الكبيرة تبدأ دائمًا بفكرة صغيرة كما حدث مع فيسبوك مثلًا، ففكرة المشروع أهم بكثير من المال, بل تُعد كنزًا لا يقدّر بثمن؛ إذ تجعل الشركات المالية تتسابق عليك لتتبنى فكرتك الفريدة.
إنَّ شباب الجامعات من مختلف التخصصات، هم من يخلقون الاستثمار في بلادهم، الشباب هم الذين لديهم القدرة والأفكار والطاقة للذهاب إلى أبعد الحدود في عالم الأعمال. صحيح أن مهارات بعض الشباب في مجال المشاريع، قد تحتاج إلى تنظيم وصقل، ولكن هذا يمكن تحصيله باتباع برامج تدريبية مفيدة, كالاهتمام بمجال ريادة الأعمال, واكتساب مزيد من المعارف واستشارة الخبراء.
ولاشك في أنَّ مجالات النمو كبيرة في اقتصادنا العربي, كالطاقات المتجددة، وتكنولوجيا المعلومات، والتمويل، وإدارة المشاريع، والرعاية الصحية التي تحتاج إلى اهتمام واستثمار أكبر. مثل هذه المجالات قادرة على خلق الملايين من الوظائف في ظرف زمني وجيز، إذا ما تم تطويرها بشكل فعال.
ببساطة عزيزي الشاب, إذا لم تجد وظيفة فلا تضيع وقتك كثيرًا، تحلّ بحس الإبداع، وروح المبادرة والتفاؤل، وابتعد عن اختلاق الأعذار، فرائد الأعمال مستعد لتحمل المخاطر والتكيف معها، ولا يخشى الفشل؛ لأنه أمر لا مفر منه أحيانًا.
أيها الشباب، أنتم مدعوون للتفكير في استحداث أعمالكم الخاصة، وتطويرها، وتغيير أذهانكم نحو مزيد من المبادرة والتفتح و الاستقلالية، فالفرص الاستثمارية متوفرة, وحاضنات الأعمال موجودة, والشركات الاستشارية متاحة، والتسهيلات الحكومية مطبقة على أرض الواقع, فلا مجال للأعذار.
استشر, اختر مشروعك, ثم ثابر على تطويره، اخلق البيئة المهنية الخاصة بك, ابدأ الآن، لاتؤجل عمل اليوم إلى الغد، وأذكرك بالمقولة الشهيرة لـ”رون كونواي”؛ مؤسس SNOCAP: ” كل وقت هو الوقت المناسب لتطلق مشروعك”.