تفشل معظم المنتجات الجديدة؛ ليس لأنه لا يمكن صنعها، ولكن لأن لا أحد يريدها. فأنت تقضي شهورًا؛ بل وسنوات، في إتقان شيء ما لتكتشف أن لا أحد يهتم به. ولكن ماذا لو كانت هناك طريقة لاختبار فكرتك قبل أن تبنيها؟ ومن هنا يأتي دور النمذجة الأولية؛ حيث تساعدك النماذج الأولية على تحديد ما إذا كان الناس يرغبون بالفعل في منتجك ويستخدمونه قبل أن تستثمر الوقت والموارد.
ما هي النمذجة الأولية؟
النموذج الأولي هو أول نموذج لمنتجك يختبر أفكارك ويرى مدى قابليتها للتطبيق. ويشار إلى ذلك أيضًا باسم الاختبار التجريبي أو أخذ العينات أو بناء الحد الأدنى من المنتج القابل للتطبيق (MVP).
وتقول ليلي هولاند، رئيسة قسم المنتجات في شركة Hosta Labs الناشئة في مجال التكنولوجيا العقارية: ”النماذج الأولية جزء مهم حقًا من عملية وضع مفهوم المنتج الأولي“.
وأضافت: ”فهي تمكّنك من اختبار منتجك قبل أن تقوم بتطويره فعليًا. لا يتعلق الأمر بجعلها تعمل بقدر ما يتعلق بإعطائك شيئًا لتجمع به البيانات“.
وباختصار إنها تعادل مسودتك الأولى, ليست مخصصة للنشر. ولكنها رسم تخطيطي لرؤيتك في مكان واحد.
أنواع النمذجة الأولية
تنقسم النماذج الأولية إلى نوعين رئيسيين:
– النماذج الأولية منخفضة الدقة.
– النماذج الأولية عالية الدقة.
والنماذج الأولية منخفضة الدقة هي طريقة سريعة وبسيطة؛ لإظهار فكرتك. وغالبًا ما تكون عبارة عن رسم تخطيطي أو ورقة أو تصور مرئي بالنقر؛ حيث يتطلب أقل جهد ممكن لإنشائه.
لماذا نحتاج إلى النمذجة الأولية؟
هناك سببان رئيسيان لوضع نموذج أولي. ألا وهما اختبار فرضية أو سرد قصة. ويرتبط كلاهما ببناء حلقة من التغذية الراجعة، سواء كانت من زملاء العمل أو الرعاة أو المستثمرين المحتملين.
قد لا تحتاج إلى إنشاء نموذج أولي كامل في كل مرة تطلق فيها ميزة جديدة. وبمجرد بدء عملك وتشغيله، يمكنك اختبار التغييرات في الوقت الفعلي من خلال التجارب في الموقع “على سبيل المثال، وضع أزرار مختلفة على مجموعات منفصلة من القمصان” بدلًا من المرور بجولات من النماذج الأولية.
ويجب أن تتأكد من تحقيق التوازن بين الوقت الذي يستغرقه فريقك لبناء نموذج أولي. خاصة إذا كنت تفكر في عمل يستغرق وقتًا طويلًا؛ مثل: “النماذج الأولية المشفرة، أو التقنية، أو استخدام نماذج أولية ذات تكاليف مسبقة كبيرة”.
أهمية النمذجة الأولية؟
ما تفعله النماذج الأولية هو أنها تمنحك طريقة لجمع الملاحظات، وتصحيح المسار قبل أن تستثمر الكثير من الوقت أو المال أو المال في ميزة أو فكرة معينة. باستخدام النماذج الأولية. ذلك من خلال الخطوات التالية:
- معرفة مدى قابلية منتجك للتطبيق في الوقت الفعلي
- فهم المشكلات المحتملة المتعلقة بالذهاب إلى السوق مقدمًا، مثل التكلفة أو الوقت اللازم للتطوير أو المواد
- جمع التعليقات من أصحاب المصلحة الداخليين والعملاء
- اختبار الأفكار الجديدة التي قد لا تكون موجودة في السوق حاليًا
- الحصول على التأييد والدعم من المستثمرين والموجهين
علاوة على ذلك، إن الحصول على ملاحظات العملاء في وقت مبكر أمر بالغ الأهمية لتطوير ميزات جديدة. وللحصول على مقياس مبكر للسوق، اختبر نماذجك الأولية مع أشخاص تثق بآرائهم.
فعلى سبيل المثال إذا كنت تبني جهازًا طبيًا منقذًا للحياة، عندها تحتاج إلى إجراء جولات أكثر شمولًا من النماذج الأولية والاختبارات قبل تقديمه للحصول على الموافقة الفيدرالية مقارنة بمنصة البرامج التقليدية. حيث يمكنك الحصول على تقييم أكثر واقعية من السوق. وتذكر دائما أنه كلما كان منتجك على قدر كبير من الأهمية. كلما زادت أهمية هذه الآراء للحصول على المنتج بشكل صحيح.
كيفية تصميم نموذج أولي؟
لا توجد طريقة ”صحيحة“ واحدة لبناء نموذج أولي. لذلك ابدأ بالتفكير في منتجك واختصاره إلى أهم العناصر التي تريد اختبارها. ثم يتعين عليك وضع نموذج أولي إذا كنت تريد حل مشكلة معينة أو استخدامه لسرد قصة تساعدك على تطوير عملك (مثل تأمين التمويل).
بمجرد أن يكون لديك ”لماذا“، قم بإنشاء فرضية أو سؤال للإجابة عليه من خلال الاختبار. فعلى سبيل المثال إذا كنت تقوم ببناء ذراع روبوتية للتصنيع. قد ترغب في اختبار فكرة عن حركة التشبيك أو الإمساك التي يحتاجها لالتقاط المواد وفرزها.
أما بالنسبة للمنتجات الرقمية، قد ترغب في معرفة ما إذا كان بإمكان المستخدمين التنقل بسهولة عبر المنصة وأداء المهام الأساسية؛ مثل “حفظ” أو “إضافة إلى عربة التسوق”؛ لذا يمكنك إنشاء بعض الفرضيات اعتمادًا على ما يستلزمه منتجك. ولكن الأهم هو أن تبقى مركزًا على العناصر المحددة التي تريد اختبارها.
مع وجود فرضية على أرض الواقع يمكنك تحديد نوع النموذج الأولي الذي تحتاجه. هل تريده أن يكون عمليًا؛ مثل نموذج أولي مشفّر؟ أم أن يكون رسمًا بسيطًا كافيًا لسرد القصة؟ أو شيء ما بينهما؟.
الانتقال من الفرضية إلى الواقعية
يكون من الشيق أن تقول: ”عظيم. نموذجي الأولي يعمل تمامًا كما هو مخطط له لنشحنه“.
ولكن تذكر أن نموذجك الأولي ليس عينة نهائية. من المحتمل أنك استخدمت اختصارات في المواد، والرمز، والوظائف.
عندما تبني نموذجًا أوليًا، فإنك تتخذ خيارات مختلفة تمامًا“.
وعلى سبيل المثال، يفكر المهندسون في التزامن أو قابلية التوسع. هناك سبب لعدم تعطل فيس بوك عندما يكون هناك ملايين المستخدمين على المنصة كل يوم. وهذا أمر لا يكون مطروحًا في النموذج الأولي.
وبمجرد أن تعدّل تصميماتك بناءً على الملاحظات، يصبح وقت مناسبًا لبناء منتجك بشكل حقيقي – من الصفر. وفقًا لهولاند: ”يتم بناء النموذج الأولي الخاص بك من أجل السرعة والاختبار، ولا تريد أبدًا بناء برنامجك الذي يواجه العميل فوق النموذج الأولي. يبدو الأمر غير بديهي، ولكن في بعض الأحيان تحتاج إلى التراجع خطوة إلى الوراء من أجل المضي قدمًا؛ وفي نهاية المطاف يوفر عليك الكثير من الوقت”.
المقال الأصلي: من هنـا