يفتقر بعض رواد الأعمال إلى عامل مهم وأساسي قبل الدخول في مجال الريادة؛ ألا وهو اكتساب الخبرات المعرفيه وصقل المهارات الريادية، فلا يُمكن أنْ يصل أيٌّ منا إلى مُبتغاه، مِن دون أنْ يطلب مزيدًا من العلم والـمعرفة والثقافة.
قبل أنْ تبَدأ أي مشروع، ابحث عن الـمدربين الـمعتمدين والـمراكز الـمختصة والـمعاهد والجامعات الَّتي تُقدم دورات وورش عمل في مجال الـمشاريع وريادة الأعمال، والتحق بها؛ فحتَّى أصحاب الهبة الربانية أو الوراثية للريادة، يحتاجون- بالتأكيد- إلى توسيع مَداركهم، وتعلم طرق جديدة وعلمية مُطوَّرة في مجال ريادة الأعمال.
وينبغي عليك أنْ تأخذ الأمر على مَحمل الجد، وأنْ تكون شديد الرغبة في التعلم، وفَهم جميعِ جَوانب الريادة، وكيفية ربطِها بالاقتصاد والتسويق والإدارة والـمبيعات؛ فلم يعد التعلم صعبًا كما كان في الـماضي، بل إنَّه في كل مكان حولك، وفي أي وقتٍ تختاره؛ فبإمكانك مُشاهدة الـملايين من الـمواقع والقنوات التعليمية وقصص نجاح أصحاب الـمشاريع، كلٌ حسب مجاله ورغبته في السوق.
لا بُد أن تضع في حسبانك أنَّ لشخصيتك وفكرك وميولك دورًا كبيرًا في نجاح الـمشروع، وأنه ليس شرطًا أن يحدث لك ما حدث لغيرك، سواءً كان نجاحًا أو فشلًا، فلكل منا قدرة وأفكار وطاقة وطريقة مختلفة، وفوق ذلك كله لا تنسْ الاتكال على الله وحده، والسعي والرضا بما كتبه لك، من نصيب ورزق، فَهو الخالق الرَزاق، واحرص دائمًا على الدَّعاء والتوسل والتوكل عليه سبحانه وتعالى.
نظّم لنفسك جدولًا يوميًّا وأسبوعيًّا وشهريًّا، واكتب كل الـمعلومات التي تفتقر إليها، والَّتي تخص الـمشاريع من إدارة وتسويق ومبيعات وحسابات، وتذكّر دائمًا -خاصةً لو لم تكن خلفيتك ريادية- أن تَزيدَ من معرفتك ومعلوماتك عن هذا الـمجال قبل الخوض فيه؛ حتى تكون صاحبَ مشروعٍ واعيًا وقادرًا على النّقاش والأخذ والعطاء مع الجهات الَّتي ترغب في العمل معها في الـمستقبل، وتصبح ذا هيبة وقيمة لا تُسْتَغل، ولا تَكن تَابعًا.
قبل أن تبدأ، تحلَّ بعدة صفات؛ لتتجنب كثيرًا من العقبات التي يواجهها رواد الأعمال الـمبتدئون، فقط كن مرنًا فِي التفكير وأجرِ بعض الأبحاث، وطور نفسك علميًّا وعمليًّا في هذا الـمجال، وكن جادًا.
لا تنسْ أيضًا استشارة الـمختصّين وذوي الخبرة؛ لتستطيع اتخاذ القرار الصائب، وبأفضل صورة، فما خاب من استشار؛ فأَصحاب الخبرة من شباب وشابات ممن خاضوا التجربة وسبقوك إليها، قادرون على رؤية ما لا يراه غيرهم، والذي يُكوِّن صورة حسنة وكاملة، توصلك إلى القرار الصائب في نهاية الـمطاف؛ كونهم يختصرون عليك الطريق، ويفيدونك بما يجب الابتعاد عنه، أو أسباب نجاحهم؛ فلا تتردد في طلب الاستشارة، ولكن حكِّم عقلك، واجعل القرار بيدك.
فكلما زادت المعرفة في كل مراحل المشروع، تحقق التكامل وتحسَّن الأداء وزادت فرص النجاح.
عليك أيضًا أنْ تعترف بأنَّ الخسارة نتيجةٌ ممكنة، فليس كل مشروع جديد يَنجح، واحرص على عمل أبحاث عن حالة السوق وافحص فكرتك قبل الخوض فيها، مع الاستعانة في البداية بمرشد متخصص في مجال ريادة الأعمال، ومجال تجارتك بشكل خاص؛ إذ يُقدم لك النصائح والخبرات التي تُفيدك، وتجنبك الوقوع في عقبات تأخر عملية سرعة الإنجاز والانطلاق.
هناك كثير من الفرص، ربما لا تَدري عنها شيئًا، رغم قربها منك، لا يفصلك عنها سوى خطوات تتطلب الجرأة، فتجدها تفتح أبوابها لكل مجتهد ومبدع، ليست سهلة الـمنال ولا بتلك الصعوبة، لكنَّ رائد الأعمال الجاد الصادق المجتهد يبدأ بصعود سلم النجاح بخطوات واثقة حتى يصل.
“كل ما عليك هو الاستعداد بالمعرفة”
اقرأ أيضًا:
تعافي الاقتصاد السعودي بعد كورونا
هل يمكن أن نشتري السعادة بالمال؟