تنطوي معرفة الفروق والاختلافات المستثمر الملاك والمستثمر المغامر على قدر كبير من الأهمية؛ فليس من المتوقع القدرة على اتخاذ القرارات التمويلية الصحيحة من دون الوقوف على هذه الاختلافات.
فهناك خلط كبير بين المستثمر الملاك والمستثمر المغامر؛ فبعض رواد الأعمال، لا سيما الناشئين منهم وحديثي العهد بهذا المجال، لا يعرفون الفرق بينهما، وتاليًا لا يعرفون منى يلجأون إلى أي منهما، ومتى يتوجب ذلك؟
ما الأمر إذًا؟ المسألة لا تقتصر على مجرد تحصيل معرفة نظرية عبر الوقوف على الفرق المستثمر الملاك والمستثمر المغامر، وإنما يجب أن تقود هذه النظرية إلى فعل، إلى خطوة عملية.
وهذا هو الأصل في ريادة الأعمال؛ تحويل معرفة نظرية إلى ممارسة عملية، ومن ثم فإن الهدف ليس مجرد مساعدة رواد الأعمال في معرفة الفرق بين المستثمر الملاك والمستثمر المغامر، وإنما على العكس من ذلك، الأخذ بأيديهم؛ من أجل القدرة على اتخاذ قرارات تمويلية صحيحة ومناسبة.
اقرأ أيضًا: 8 استراتيجيات لخفض تكاليف الشركات الناشئة
الفروق بين المستثمر الملاك والمستثمر المغامر
ويرصد «رواد الأعمال» أهم ملامح الاختلافات بين المستثمر الملاك والمستثمر المغامر وذلك على النحو التالي..
-
ملكية الأموال
هذا أول الفروقات الجوهرية بين المستثمر الملاك والمستثمر المغامر؛ إذ إن الأول يستثمر في أمواله وليس بأموال غيره، وهو عادة شخص ثري، يود الاستثمار في مشروع يحبه، وهو هاوٍ في معظم الأحيان.
أما المستثمر المغامر فهو يدير أموال غيره؛ إذ جرت العادة على أن يتم تكوين تحالف ما من الخبراء والمختصين _المستثمرين المغامرين_ لكي يديروا أموال غيرهم.
ويتحمل هؤلاء قدرًا لا بأس من المخاطرة بالأموال، لكنهم، في الوقت ذاته، شديدي التطلب، كثيري الاشتراطات؛ فلا يمنحون المال إلا حين يثقون بقدرة المشروع على النجاح.
اقرأ أيضًا: كيف تختار القرض المناسب لمشروعك؟
-
المخاطرة ووقت التدخل
عادة ما يتحمل المستثمرون الملائكة مخاطر أعلى بكثير من تلك التي يتحملها المستثمرون المغامرون _وإن كانت المخاطرة في كلٍ ثابتة_ لكن الأولون (المستثمرون الملائكة) قد يقررون الاستثمار بالمشروع في مراحله الأولى المبكرة حتى قبل أن تستبين من فرصه وملامح نجاحه أي شيء؛ ولهذا فهم يتحملون قدرًا أكبر من المخاطرة.
صحيح أن الآخرين (المستثمرون المغامرون) يخاطرون هم أيضًا، سوى أن مخاطرتهم عملية أكثر، وعادة ما تكون محسوبة بدقة.
-
حجم المال وآلية العمل
ثمة أيضًا فرق جوهري بين المستثمر الملاك والمستثمر المغامر وهو ذاك المتمثل في نمط أو آلية العمل؛ فالمستثمرون الملائكة عادة ما يعملون فرادى، وإن كان يلجأون، في بعض الأحيان، إلى تكوين أحلاف وتكتلات، ولكن العمل الفردي هو السائد هنا، كما أن حجم المال المتحصل عليها من خلالهم يكون أقل؛ طالما أنهم يعملون بشكل منفرد، ومهما كان الواحد فيهم ثريًا، فالمؤكد أن مجموع أموال الآخرين أكثر مما له هو وحده.
أما أصحاب رأس المال المخاطر فيكوّنون، من حيث الأصل، تحالفات وتكتلات، ويعملون ضمن فئات وجماعات، فهم، كما قلنا سابقًا، قوم من المهرة والخبراء انضموا إلى بعضهم لإدارة أموال غيرهم؛ ومن ثم فإن مقدار المال المتحصل عليه من خلالهم عادة ما يكون أكبر.
اقرأ أيضًا: مخاطر الاستثمار الوهمي.. كيف تحمي أموالك؟
-
السداد والسلطة
فيما يتعلق بمسألة السداد _فأنت اقترضت أموالًا فكيف ستردها؟!_ فقد لا يكون ثمة كبير فرق بين المستثمر الملاك والمستثمر المغامر؛ فكلاهما يحصل على حصة في ملكية الشركة، وإن كان هذا الاحتمال أكبر في حالة المستثمرين الملائكة.
ويحظى المستثمرون المغامرون بمقعد في مجلس الإدارة، علاوة على أن نفوذهم _والنفوذ أحد الفروقات الجوهرية بين المستثمر الملاك والمستثمر المغامر_ يكون في العادة أكبر، فهم قوم خبراء، حريصون على أموال أصحاب المصلحة، وعلى تحقيق مكاسب وأرباح؛ لذا قد لا يتركون شاردة ولا واردة من دون التدخل فيها. في حين أن تدخل المستثمرين الملائكة أقل بكثير؛ ما يسمح لك كرائد أعمال بمساحة حرية أكبر.
اقرأ أيضًا: أضرار التمويل الشخصي على المدى البعيد
-
النصح والاستشارة
وطالما أننا نتحدث عن الفرق بين المستثمر الملاك والمستثمر المغامر فأخلق بنا أن نختم حديثنا بهذا الفرق الجوهري بينهما؛ وهو ذاك المتعلق بمدى قدرة كل واحدة منهما على تقديم النصح والمشورة لرواد الأعمال طالبي الدعم والتمويل.
فالمستثمر الملاك ليس لديه، بخلاف المال، كبير شيء يمكنه تقديمه كنصح أو مشورة؛ إذ لا خبرة تجارية أو اقتصادية، كل ما في الأمر أنهم قرروا شق الدرب وراء شغف من نوع ما.
أما المستثمرون الملائكة فهم خبراء ذوو قدم راسخة في السوق، ولديهم تجارب واسعة؛ ومن ثم فهم أقدر الناس على تقديم النصح والإرشاد والمشورة.
اقرأ أيضًا:
الاكتتاب العام.. أنواعه والاستثمار فيه
تمويل المشاريع الناجحة.. هل هو حقًا ضرورة؟
أسرار تمويلية يجب على رائد الأعمال معرفتها