شهد العالم خلال عام 2024، جهودًا عديدة للتنويع الاقتصادي؛ كان من أبرزها انطلاق فعاليات المؤتمر الافتراضي الخامس العالمي للتنويع الاقتصادي عبر الابتكار والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا وريادة الأعمال الاصطناعي في الكويت، والذي جاء بالتزامن مع اللقاءات العالمية في أسبوع ريادة الأعمال. حيث استمر على مدار ثلاثة أيام خلال الفترة 12 إلى 14 نوفمبر لعام 2024. وذلك تحت رعاية الوزير عبدالرحمن المطيري وزير الاعلام والثقافة الكويتي.
وجاء ذلك ضمن أحد المبادرات الخليجية التي أطلقتها الدكتورة هنادي المباركي؛ مستشارة التنويع الاقتصادي والابتكار ومؤسسة شركة ”إيكوسيستم للاستشارات الإدارية والاقتصادية ورئيسة المؤتمر الخليجي الافتراضي الخامس؛ والتي تسعى إلى رفع التصنيفات والمؤشرات التنافسية للدول الخليجية، والتنويع الاقتصادي عبر برامج الاقتصاد الحديثة. والذي سيشارك فيه أكثر من 200 خبير من كافة دول العالم. جمعت بين الممارسين العمليين والحكومات والعلماء الأكاديميين وصناع القرار والمؤسسات التمويلية والباحثين والخبراء لتبادل أفضل التطبيقات العملية الناجحة. والرؤى المستقبلية المتعلقة بالابتكار والإدارة والتكنولوجيا وريادة الأعمال والذكاء الاصطناعي. ويعقد المؤتمر عبر منصـــة هوفـــا للذكـــاء الاصطناعي.
ريادة الأعمال
واستهل المؤتمر أعماله بكلمة افتتاحية ألقاها وكيل الوزارة المساعد لقطاع الخدمات الإعلامية والإعلام الجديد الكويتي؛ سعد نافل العازمي عن الوزير عبدالرحمن المطيري؛ وزير الاعلام والثقافة ووزير الدوله لشؤون الشباب الكويتي؛ قال فيها: “إنه من دواعي سروري أن أرحب بكم جميعًا في افتتاح فعاليات المؤتمر العالمي الخامس تكنو الابتكار وتكنو ريادة الأعمال وتكنو الذكاء الاصطناعي نحو التنويع الاقتصادي والذي نفتخر دومًا بانطلاقته من دولة الكويت الحبيبة. ويعد المؤتمر امتدادًا لتلك المبادرات والفعاليات الهادفة التي ترتقي في التويع الاقتصادي والتحول الرقمي على المستوي الخليجي والإقليمي والعالمي”.

وقال: “أيها الحضور الكريم، لقد كانت دولة الكويت سباقه في انطلاق الصناديق السيادية التي تستثمر في منظومة ريادة الأعمال التكنولوجية، وكذلك انطلاق الهيئات التي تعني في الاستثمار التكنولوجي والذكاء الاصطناعي والفضاء. وإضافة إلى البرامج و المراكز والجامعات التي تركز علي تكنوالابتكار وتكنوالذكاء الاصطناعي وكانت من الدول السباقة في هذا الاستثمار؛ما يؤدي إلى منافع اقتصاديه واجتماعيه وتكنولوجية وصحيه وبيئية وتماشيا مع رؤية دولة الكويت التنمويه 2035”.
تسريع نمو الأسواق العالمية عبر التنويع الاقتصادي
وجاء المؤتمر العالمي الافتراضي في نسخته الخامسة والذي يحمل شعار “تسريع نمو الأسواق العالمية عبر التنويع الاقتصادي”. كما ركز على أهمية وفوائد التنويع الاقتصادي عبر البرامج الحديثة؛ مثل برامج الابتكار والذكاء الاصطناعي وبرامج مسرعات وحاضنات الاعمال وبرامج نقل وتسويق التكنولوجيا. لذا نجد الدول الخليجية والعربية والعالمية تركز علي الفوائد الإستراتيجية نحو الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والابتكار والتكنولوجيا..
أولًا: زيادة الإنتاجية والكفاءة في العديد من الصناعات التي تساهم في تحسين العمليات. وتقليل الأخطاء وتحسين جودة المنتجات والخدمات.
ثانيًا: إنشاء فرص عمل جديدة في حلول عام 2030 ما بين 12 و15 مليون وظيفة.
ثالثًا: تعزيز الابتكار والبحث والتطوير من خلال استخدام التقنيات الذكية في تحليل البيانات الضخمة؛ ما يمكن الشركات والمؤسسات من اتخاذ قرارات أفضل وتطوير منتجات وخدمات جديدة.
رابعُا: تحسين القطاعات الحكومية من خلال استخدام التقنيات الذكية في تحسين الخدمات العامة مثل النقل والصحة والتعليم والأمن.
وأخيرًا: التحديات والمخاطر من خلال تقديم الحلول الذكيه علي جميع المستويات الاقتصاديه والجتماعيه والتعليميه.
منظومة الابتكار وريادة الأعمال
فيما ألقت الدكتورة هنادي المباركي؛ رئيسة المؤتمر العالمي لدعم منظومة الابتكار وريادة الأعمال والمؤسس لشركة إيكوسيستم للاستشارات الإدارية، قالت فيها: “يسعدني جدًا أن أكون هنا اليوم للاجتماع مع أكثر من 200 خبير من 32 دولة في النسخة الخامسة من المؤتمر الافتراضي الدولي. للاحتفال بأسبوع ريادة الأعمال والذكرى 125 للعلاقات الاستراتيجية بين دولة الكويت والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى”.
وأضافت: “اليوم، أود أن أؤكد الأهمية الحاسمة للتنويع الاقتصادي، وكيف يمكن للابتكار، الذكاء الاصطناعي، وتسويق التكنولوجيا، وبرامج ريادة الأعمال أن تمهد الطريق إلى الأمام لكل من البلدان المتقدمة والنامية”.
وتابعت: “إن التنويع الاقتصادي ليس مجرد هدف؛ بل هو هدف أيضًا، إنه أمر حتمي للنمو المستدام والمرونة في القرن الحادي والعشرين. من خلال تجاوز الاعتماد على الصناعات أو الموارد. فإننا نخلق اقتصادات قابلة للتكيف ومبتكرة وقادرة على مواجهة التحديات العالمية”.

النمو الاقتصادي
وأكدت: “هذا التنويع يغذي النمو الاقتصادي؛ ما يؤدي إلى ظهور قطاعات جديدة تمامًا لم يكن من الممكن تصورها قبل عقد واحد فقط. دعنا نستكشف بعض الأمثلة:
- الطب الدقيق: التشخيص القائم على الذكاء الاصطناعي والعلاج الشخصي.
- المركبات ذاتية القيادة: السيارات ذاتية القيادة جنبا إلى جنب مع أنظمة توصيل الطائرات بدون طيار.
- التكنولوجيا المالية: أنظمة الدفع عبر الهاتف المحمول والمستشارين الآليين الذكاء الاصطناعي المدعومين للاستثمار.
- التكنولوجيا النظيفة: الشبكات الذكية وتقنيات احتجاز الكربون.
- تكنولوجيا الفضاء: صور الأقمار الصناعية واقتصاد الفضاء.
هذه التطورات مدعومة بمحركات الابتكار، من خلال الاستثمار في البرامج الذكية؛ ما يؤدي الي تقنيات جديدة. وننشئ صناعات مبتكرة، ونعزز ثقافة ريادة الأعمال التي تمكن الأفراد من المهارات والمعرفة التي يحتاجونها للتقدم في العقود القادمة”.
وقالت: “يعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين عملياتنا وتحسين الخدمات العامة ومعالجة التحديات العالمية في حين تربطنا التكنولوجيا عالميا، وتسد الفجوة الرقمية ، وتوفر الوصول إلى المعلومات والفرص بشكل لم يسبق له مثيل. دعونا نعمل معًا لبناء هذا المستقبل؛ حيث تكون الاقتصادات متنوعة ومرنة ومدفوعة بروح الابتكار”.
دعم الابتكار في المملكة
وقالت صاحبة السمو الملكي الأميرة هند ال سعود؛ السفيرة الدولية للمسؤولية المجتمعية: “لقد تسارعت المملكة العربية السعودية إلى دعم منظومة الابتكار وريادة الاعمال والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في إنشاء الصناديق السيادية والهيئات للابتكار والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي؛ مثل منشأت وسدايا والهيئة السعودية للملكية الفكرية. وهيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار والعديد من برامج مسرعات وحاضنات الاعمال وجمعيات النفع العام التي تتماشي مع الخطة التنموية للمملكة لعام 2030؛ لذا ركز المؤتمر علي التنويع الاقتصادي القائم علي الرقمنه وكذلك رفع المؤشرات التنافسية العالمية”.
ومن جهته؛ أوضح الشيخ سالم القاسمي؛ رئيس مركز الطيران المدني راس الخيمة: “نستذكر جميعًا في مثل ذلك اليوم من العام الماضي، حينما أنطلق مجددًا من أرض الكويت المباركة – وهي الدولة الراسخة في وجداننا نحن أبناء الدول الخليجية. بأنها مشعل ومنبر الثقافة منذ بواكير عصر النهضة الخليجية، (حفظها الله تعالى وحفظ قيادتها الرشيدة وشعبها الكريم) – حيث نستذكر دورة العام الماضي وهي تنهل من معايير الابتكار والحداثة ومسايرة العصر. وبحضور متنامي من جهات وشخصيات رفيعة. بما يؤكد الحرص على الاستفادة من مخرجات وتوصيات ذاك المؤتمر الذي حمل أصداء إقليمية وعالمية على درب تعزيز الوعي بالمعرفة واستشراف المستقبل”.
التقنيات العلمية
وأضاف: “لاشك أيضًا وأنا أتشرف اليوم بأن أكون معكم في افتتاح دورة هذا العام من المؤتمر، أن نرى عزيمة وصدق المنظمين لذاك المحفل العلمي والإستراتيجي؛ حيث أتوجه بموفور الشكر للأخت الدكتورة الفاضلة/ هنادي المباركي. لكي يزدان ذلك المؤتمر. ويحمل هوية ومفردات ومنهجيات ومسارات الابتكار والتطوير والنماء عبر دروب تسخير التقنيات العلمية الضامنة لتحقيق لشعوبنا ودول منطقتنا الخليجية والعربية المزيد من التقدم الحضاري الذي ننشده جميعاً. إقتداءً وترجمةً للرؤى السامية لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي (( حفظهم الله تعالى )). بأن التنمية والتحديث هي مسيرة، ومسار . ودرب، لا بديل عنه، ولا خيار أخر يغني عنه”.
وبين الشيخ “سالم القاسمي”: “لا شك أن مخيلتنا وقدرتنا على التوقع واستشراف مسارات المستقبل. لن تضاهي حتمًا التدفق الهائل للمبتكرات والتقنيات التكنولوجية الهائلة التي نراها على خارطة التطور التنموي العالمي. مدفوعة بتسارع الدول والحكومات والشركات على خلق البيئة المناسبة لتوطين التقنيات والوصول لأفضل الابتكارات وفقًا لمصطلحات كنا نحسبها يومًا في درب الخيال لنراها حقيقة واقعة تقود مسيرة التنمية وتحدد درجة ومكانة أي دولة في العالم على سلم التطور العالمي. وتنعكس خيرًا وازدهارًا على شعوبها. و لننظر اليوم لتلك الكلمات الرنانة التي باتت تقدر الميزانيات الموجهة لها عالميًا بتريليونات الدولارات؛ حيث تنفق الدول بسخاء على استثمارات الذكاء الإصطناعي والرقمنة والتكنولوجيا التي تعدو كلها وجلها، وثيقة الصلة بريادة الأعمال وتطورها وبالتبعية انعكاساتها على مؤشرات التنمية وريادة المستقبل”.
تعزيز الابتكار
وتحدثت في حفل افتتاح المؤتمر الشيخة فجر ال علي آل خليفة؛ مؤسس مؤسسة فجر لتنمية الذات؛ إذ قالت: “توفر التكنولوجيا وريادة الأعمال التقنية فرصا مثيرة للتنويع الاقتصادي. من خلال تعزيز الابتكار. فإننا لا نخلق فرص عمل ونحفز النمو فحسب ، بل نلهم شبابنا أيضا لتطوير مهارات جديدة. ومتابعة الحلول الإبداعية. وأن يصبحوا قادة في المجالات الناشئة. يمكن للذكاء الاصطناعي، بقوته التحويلية، تعزيز الكفاءة عبر الصناعات من الرعاية الصحية والتعليم إلى التمويل”.
وقالت الشيخه فجر ال خليفه: “بينما نحتضن هذه التطورات من الأهمية بمكان النظر في التأثير الأوسع على رفاهية الشباب ونموهم الشخصي. مع التغير التكنولوجي السريع يأتي خطر الإفراط في التحفيز والإلهاء؛ مما يؤدي إلى مشاكل مثل القلق والاكتئاب وإدمان وسائل التواصل الاجتماعي والانفصال عن القيم الأسرية والاجتماعية. وأظهرت الدراسات أن وقت الشاشة المفرط، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي. يمكن أن يؤدي إلى زيادة الشعور بالوحدة وتقليل التركيز. وهي تحديات حاسمة للشباب اليوم.
التكامل المتوازن: “مثلما ندمج التكنولوجيا في التعليم. يجب علينا أيضًا تعليم الطلاب إدارة وقت الشاشة واستخدام التكنولوجيا لغرض معين؛ فيساعد تشجيع الاستخدام الهادف والاستراحات الواعية على تحقيق التوازن بين الحياة الرقمية والتفاعلات المادية والثقافية والعائلية. والحفاظ على الهوية والقيم”.
الصناعات الحيوية
الابتكار المسؤول: “بينما نمضي قدمًا في عصر التحول الرقمي هذا، يجب أن نعطي الأولوية للابتكار المسؤول. وهذا لا يعني فقط إنشاء تقنيات تولد قيمة اقتصادية ولكن أيضًا ضمان أن يكون لهذه التطورات تأثير اجتماعي إيجابي. تمتلك تقنيات النقل، مثل الذكاء الاصطناعي، القدرة على تعزيز الكفاءة بشكل كبير عبر الصناعات الحيوية مثل الرعاية الصحية والتعليم والتمويل، وتعزيز كل شيء من رعاية المرضى وخبرات التعلم إلى الشمول المالي.
ومن خلال مواءمة ريادة الأعمال التكنولوجية مع احتياجات مجتمعاتنا، يمكننا تعزيز الابتكار الذي يرتقي بالمجتمع ويمكن الشباب من استخدام التكنولوجيا لحل مشاكل العالم الحقيقي. هذا النهج يرعى جيلا يقدر التقدم والهدف على حد سواء. مع مراعاة رفاهية البشرية والحفاظ على الهوية الاجتماعية والثقافية”.
وتحدث في حفل افتتاح المؤتمر سعادة الدكتور طلال أبوغزاله : الذكاء الاصطناعى ليس الا نظام برمجي هوا مبرمجة متطورة ونحن نعرف ان فى علم التكنولوجيا كل شئ يجرى تقدمه وتطورة الى الامام وان اى اختراع ينتج عنه اختراعات وكل اختراعات تنتج عن اختراعات ايضا
فالعالم لا يسير إلا إلى الأمام وما هو خاص فى الذكاء الاصطناعى أنه برنامج الكترونيا متطور ذكى متفاعل. بمعنى أنك تكتب إليه ويرد عليك تطلب منه ويجيب تكلفة وينفذ وليس فقط دعمًا بما هو برمج عليه؛ بل يطور إنجازه بشكل الذى يتصرف فيه الذكي وهذا شئ مهم مفيد جدًا ولكن أيضًا خطر.
فعلينا أن ندرك ونحن نبدع فى المجتمع الدولي بصنع الاسلحة الذكية أن ندرك أن ذكاء هذه الاسلحة يمكن أن يتطور ذاتيًا وأن يقرر أن ينفذ غير ما برمج له؛ لذلك كنت دائمًا أنادي وما زلت بأننا أولًا نظام للحاكمية على الذكاء الاصطناعي أى أنه النظام على الرقابة الاختراع الجديد، وكل اختراع هو كما قلنا تطور الاختراع السابق. كما أن نظام برمجة موجود ولكن المبرمجة الذكية هي شيء جديد يحتاج ويخضع إلى أنظمة أخلاقية وإدارية وحمائية.
مشاريع التكنولوجيا
وشارك وقال أنس ميرزا؛ الرئيس التنفيذي مجموعة الشركة الوطنية لمشاريع التكنولوجيا: “إن دول العالم تشهد في الآونة الأخيرة تقدمًا واسعًا ومدهشًا في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي التي تعتمد على البرمجة الحديثة والمتقدمة؛ لذلك أطلق على العصر الحالي عدة مسميات منها عصر المعلوماتية عصر الثورة العلمية المعرفية وعصر الانفجار المعرفي”.
ولقد أصبح للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا تأثير على المنظومة القانونية فتمكين استخدامها في تحليل الوثائق القانونية مثل العقود والاتفاقيات والوثائق.
كما تم استخدام التقنيات الحديثة لفهم وتصنيف النصوص القانونية. وكذلك إنشاء قوانين ونصوص قانونية متكاملة؛ ما يقلل من الأخطاء البشرية ويزيد من الدقة الموثوقية.
وتم تطوير النظم الذكية لتقديم توجيهات ومشورة قانونية للأفراد والشركات وتقديم الإرشادات القانونية لهم. يمكن أن تمثل هذه الإرشادات على تفسير القوانين واللوائح وتوضيح الحقوق والواجبات والإجراءات القانونية المطلوبة.
البنية التحتية في المدن الذكية
وشارك مطر النيادي سفير دولة الامارات العربية لدى دولة الكويت، يأتي هذا المؤتمر ليركز على التنويع الاقتصادي عبر الاستثمار في البرامج الحديثة؛ مثل:
– برامج الابتكار، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا، والبنية التحتية في المدن الذكية.
– التطبيقات الناجحة للذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، والتعليم، والاقتصاد.
– نماذج الأعمال الناجحة المدعومة من الذكاء الاصطناعي.
وذلك بهدف تطوير وتسريع الصناعات الخفيفة والثقيلة ودفع عجلة النمو الاقتصادي والاقتصاد الذكي. وعبر تقديم الخدمات الحديثة باستراتيجيات الابتكار، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا.
توسيع الاقتصاد الخليجي
وألقت كوثر الجوعان؛ رئيسة معهد المرأة للتنمية والسلام كلمتها وقالت: “كما شهد هذا المؤتمر تميزًا على المستويين العربي والدولي؛ فهو تناول موضوعًا مهمًا ألا وهو التنويع القائم على البرامج الحديثة. وكما يؤكد هذا المؤتمر أهمية ترسيخ قيمة مضافة على توسيع الاقتصاد الخليجي القائم على التكنولوجيا الرقمية وتماشياً مع رؤى الدول الخليجية”.
كما أضافت: “إن اهتمام العالم اليوم بالتكنولوجيا الرقمية وانتشارها بشكل واسع وسريع أضعف كثير من المنظومات القائمة خاصة في الدول النامية ومنها دول الخليج. وأصبح فضاء التواصل مفتوحًا للعامة من الداخل والخارج وأصبحت الرقابة من الدول على المحتويات الرقمية في معظمها ضعيفة فهي لا تستطيع أن تواكب هذا الكم الهائل من المعلومات إلى جانب عدم قدرتها على التمكن من وضع قيود صارمة. فالمصّنع والمصنع ليس بيدها؛ ما يشكل خطورة على مستقبلها في السنوات القادمة ومؤشرات هذا الخطر تبدو واضحة من خلال شبكات التواصل الاجتماعي التي غزت الفضاء الإعلامي وبات الإعلام التقليدي حبيس دائرته. وتوجه مشاهديه إلى الشبكات العنكبوتية التي فاق انتشارها وتأثيرها أكثر من المتوقع”.
أهمية المؤتمر
وقال الدكتور عبدالله الشامي؛ مدير عام المعهد العربي للتخطيط: “وما يزيد من أهمية هذا المؤتمر هو المشاركة المتزايدة والفعّالة لنخبة من الشخصيات القيادية والمنظمات الاقتصادية والمحلية والإقليمية والعالمية والأكاديميين وروّاد الأعمال. وكذلك ما يتخلّله خلال ثلاثة أيام من ندوات ومحاضرات وحوارات تجمع بين الخبراء والأكاديميين وممثلين عن القطاع العام والخاص. وما يميز هذا المؤتمر كذلك هو:
– تبادل المعرفة والخبرات.
– تعزيز الشراكات وطرح التجارب الناجحة والرؤى المستقبلة.
– تقديم توصيات في مجال الابتكار والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا وريادة الأعمال.
– طرح الفرص الاستثمارية المتميزة”.
وأضاف: “لا شك أن الابتكار والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا وريادة الأعمال تعد من الركائز الأساسية التي تسهم في تحسين الأداء وزيادة الإنتاجية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة والتقدم والإزدهار. فمن خلال تحليل البيانات الكبيرة وتقديم حلول ذكية، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُسهم في اتخاذ قرارات رشيدة ووضع سياسات أفضل. ومن خلال طرح أفكار وحلول تكنولوجية جديدة، يمكن للابتكار أن يطوّر ريادة الأعمال والقدرة التنافسية ويحفّز النمو الاقتصادي ويخلق فرص عمل جديدة. لذلك، ومن أجل تعزيز هذه المنظومة وتلبية احتياجات الأجيال الحالية والقادمة، أصبح من الضروري العمل على وضع السياسات المناسبة خاصة تلك التي تهدف إلى خلق بيئة أعمال مشجّعة، وتشجيع الاستثمار في البحث والتطوير، وتحسين مستوى وجودة التعليم والتدريب”.
الابتكار والتكنولوجيا
واختتم كلمات الافتتاح الدكتور عيسي بستكي؛ رئيس جامعة دبي، قائلًا: “إن الابتكار والتكنولوجيا هما محركات التغيير والتقدم وقلب التقدم والازدهار في عالم اليوم. فنحن نعيش في زمن تحوّلت فيه التكنولوجيا من كونها أداةً إضافيةً إلى أساسٍ لا غنى عنه لتطوير الاقتصاد، وتعزيز جودة الحياة، وتحقيق التنمية المستدامة. وفي دول مجلس التعاون الخليجي، نرى هذا التحول بشكل واضح في الاستراتيجيات الوطنية الطموحة التي تضع الابتكار والتكنولوجيا كأولوية قصوى. والمثال على ذلك استراتيجية الابتكار لدولة الإمارات التي أُعلنها الشيخ خليفة بن زايد “طيّب الله ثراه” في 2014 والتي تركز على 7 قطاعات (THE WREST) هي النقل والصحة والتعليم وموارد المياه والطاقة المتجددة والفضاء والتكنولوجيا”.
وتابع: “إن الذكاء الاصطناعي يمثل أحد أهم التقنيات التي ساهم في تحقيق التحوّل الرقمي. ومن خلال استثمارنا في هذه التكنولوجيا، نستطيع تحسين العديد من القطاعات، من الصحة والتعليم، إلى الطاقة والصناعة. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُسهم في تحسين الكفاءة، وتقليل التكاليف، وسرعة التنفيذ وزيادة دقة التنبؤات المستقبلية؛ ما يجعل دول مجلس التعاون قادرة على مواجهة التحديات الاقتصادية بحلول ذكية ومستدامة. ونحن نرى العديد من الأمثلة الواقعية في دول الخليج، حيث تم تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجال الصحي لتشخيص الأمراض بدقة أعلى، وفي قطاع الطاقة لإدارة الموارد بكفاءة”.
الشركات الناشئة
وأكد: “إن ريادة الأعمال هي قلب الابتكار النابض حيث تعدّ العصبَ الرئيس لمنظومة الابتكار. ودول مجلس التعاون الخليجي تولي أهمية خاصة لدعم رواد الأعمال والشركات الناشئة. ونحن ندرك أن الجيل الجديد من رواد الأعمال هو من سيقود مستقبل المنطقة، لذا فإن خلق بيئة تشجع على الإبداع، والمخاطرة المدروسة والمحسوبة، والاستثمار هو أمر في غاية الأهمية.لهذا، نعمل على توفير التمويل، والتدريب، والمشورة للشباب. ونُعزّز من حاضنات الأعمال ومسرعات الابتكار. كما أننا نسعى لتأسيس منظومة متكاملة تُشجع على التعاون بين الشركات الكبيرة والشركات الناشئة، لتمكين رواد الأعمال من تحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة ومُربحة”.
أنظمة النقل الذكية
وأضاف: “إن الابتكار دعامة لتحقيق التنمية المستدامة ونشير هنا إلى أنّ دعمَ الابتكار والتكنولوجيا ليس مجرد خيار اقتصادي؛ بل هو ضرورة لتحقيق التنمية المستدامة. فتقنيات مثل الطاقة المتجددة، والمباني الذكية. وأنظمة النقل الذكية، تسهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية وتقليل البصمة الكربونية. ودول مجلس التعاون الخليجي تتبنى بالفعل هذه التقنيات وتسعى للاستثمار فيها بشكل مستدام، لجعل المنطقة رائدة في مجال الاقتصاد الأخضر والابتكار البيئي. إن دولة الإمارات تتضيف المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر في دبي والتي تُعنى باستدامة الاقتصاد عن طريق تخضير النشاطات الاقتصادية والبيئية والمجتمعية والخدمية المختلفة لاستدامة الاقتصاد”.
الرابط المختصر :