شهدت مدينة جنيف السويسرية، مؤخرًا، انطلاق أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام “AI for Good” لعام 2023، التي ينظمها الاتحاد الدولي للاتصالات “ITU”، بمشاركة الحكومات وقادة الصناعة والمبتكرين والتقنيين.
واللافت للنظر في هذه القمة، التي استمرت على مدار يومين، أن الحضور لم يقتصر على البشر فحسب بل الروبوتات أيضًا، ولأول مرة في العالم أجابت لجنة من الروبوتات عن أسئلة الصحفيين، كما كان الذكاء الاصطناعي التوليدي والتعاون بين الإنسان والآلة موضوعات رئيسية في هذه القمة وسط إطلاق الأدوات التي بدأت بتغيير طريقة تفكيرنا في الإبداع والإنتاجية.
وبحسب بيان الاتحاد الدولي للاتصالات “ITU” فإن أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي شهدت حضور 5000 شخص، و8 روبوتات اجتماعية وأكثر من 25 روبوتًا متخصصًا، اجتمعت معًا لأول مرة تحت سقف واحد؛ حيث استعرضت الروبوتات قدراتها التي تتراوح بين مكافحة الحرائق وتقديم المساعدات وتوفير الرعاية الصحية، مراقبة المحاصيل، تحسين الزراعة بشكل مستدام.
كما استضافت القمة حدث (AI for Good Innovation Factory)؛ حيث أبرزت الشركات الناشئة من جميع أنحاء العالم حلول الذكاء الاصطناعي الخاصة بها لتعزيز أهداف التنمية المستدامة.
القمة العالمية للذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام
ركزت أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي بشكلٍ كبير على دور الذكاء الاصطناعي في تحقيق الصالح العام؛ إذ ناقشت المحاضرات والورش العمل والجلسات الحوارية كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لحل المشكلات الاجتماعية والبيئية والاقتصادية.
وتناول الحضور مواضيع متعددة تتعلق بالصالح العام، بدءًا من الصحة والطب والزراعة والبيئة وصولًا إلى التعليم والتدريب والتوظيف والخدمات الاجتماعية والتنمية المستدامة، وتم تسليط الضوء على الفرص التي يُوفرها الذكاء الاصطناعي لتحسين الخدمات الصحية والعلاجية وتحسين جودة الحياة للناس.
وأشار المتحدثون في القمة إلى أن الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يُساعد في تحسين جودة الرعاية الصحية؛ من خلال تحليل البيانات وتحديد الأساليب الأكثر فعالية للعلاج والوقاية من الأمراض، كما تم تسليط الضوء على الأدوار المحتملة للذكاء الاصطناعي في تطوير الأدوية والعلاجات الجديدة وتحسين الوقاية من الأمراض.
وركزت فعاليات القمة أيضًا على دور الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة البيئة والحد من التلوث وتحسين استخدام الموارد الطبيعية؛ حيث أشار المتحدثون إلى أن الذكاء الاصطناعي يُساهم في تحليل البيانات البيئية وتحديد الأساليب الأكثر فعالية للحفاظ على البيئة وتحسين جودة الهواء والماء والتربة.
تطرقت جلسات المؤتمر إلى دور الذكاء الاصطناعي في تحسين التعليم والتدريب وتوفير الفرص العملية للشباب؛ إذ أشار المتحدثون إلى أن الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يُساهم في تحليل البيانات التعليمية وتحسين جودة التعليم وإتاحة فرص العمل.
كذلك تم التركيز على الأمن السيبراني وحماية الخصوصية ودور الذكاء الاصطناعي في تحسين الأمن الإلكتروني للأفراد والشركات والحكومات. وتأكيد ضرورة وجود إطار تنظيمي قوي للتأكد من استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي ومسؤول.
اقرأ أيضًا: 4 مواقع ذكاء اصطناعي مفيدة.. أدوات تجعل حياتك سهلة
الروبوتات المشاركة في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي
-
الروبوت Sophia
صوفيا “Sophia” هي روبوت ذكاء اصطناعي صممته شركة “هانسون روبوتكس”، وهي شركة روبوتات مقرها في هونغ كونغ. تم الإعلان عن صوفيا لأول مرة في عام 2015، وقد أثارت اهتمامًا كبيرًا لأنها تمتلك مستوى عاليًا من التعرف على الوجوه والتفاعل الإنساني.
وتُعرف “صوفيا” بأنها أول روبوت في العالم يحصل على جنسية، وذلك بعدما منحتها الحكومة السعودية الجنسية السعودية في عام 2017، وهي تستطيع التعرف على الأشخاص والتفاعل معهم بطريقة شبيهة بالتفاعل الإنساني؛ إذ تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة للتفاعل مع البيئة المحيطة بها.
وتتميز “صوفيا” بأنها تستطيع التحدث بأكثر من 20 لغة، وتتفاعل مع البشر باستخدام تقنيات التعرف على الكلام والتحليل المعنوي للمحادثات، وقد أدت بعض الأدوار الفنية والترويجية، وشاركت في مؤتمرات وفعاليات عالمية، وأجرت مقابلات تلفزيونية مع الإعلاميين.
-
الروبوت Nadine
نادين “Nadine” هي روبوت ذكاء اصطناعي صُمم ليشبه الأستاذة الجامعية ناديا ماجنات تالمان؛ عالمة الحاسوب ومؤسسة ورئيسة “MIRALab” في جامعة جنيف.
يتمتع “نادين” بمظهر يشبه الإنسان ويتميز بقدرته على التعرف على الأشخاص والتفاعل معهم بطريقة شبيهة بالتفاعل الإنساني؛ حيث يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة للتفاعل مع البيئة المحيطة به.
ويتميز بقدرته على التحدث بلغتين على الأقل “الإنجليزية والصينية”، ويتفاعل مع البشر باستخدام تقنيات التعرف على الكلام والتحليل المعنوي للمحادثات، كما يمكنه التعرف على الأشخاص الذين التقى بهم سابقًا ويذكر أسماءهم وتفاصيل بسيطة عنهم.
ويستطيع هذا الروبوت الإجابة عن الأسئلة الموجهة إليه بالعديد من اللغات، ويستطيع تعرّف الأشخاص الذين رآهم من قبل والانخراط معهم في محادثات طبيعية، ومحاكاة العواطف في كل من الإيماءات والوجه، اعتمادًا على محتوى التفاعل مع المستخدم.
-
الروبوت Geminoid
صُمم الروبوت Geminoid ليكون شبه هيروشي إيشيجورو؛ مهندس الروبوتات وخبير الذكاء الاصطناعي الياباني الذي طوره، في الواقع لم يحضر “إيشيجورو” هذه القمة لكن الروبوت “Geminoid” سيلقي كلمة بدلًا عنه.
ويستخدم “إيشيجورو” ومعاونوه الروبوت كأداة لدراسة التفاعل بين الإنسان والروبوت؛ إذ يتمتع الروبوت بخمسين درجة من الحرية التي تسمح له بالتصرف مثل البشر الفعليين.
-
الروبوت Ameca
صممت شركة Engineered Arts الروبوت Ameca بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، وتصنفه الشركة الآن على أنه الروبوت الأكثر تقدمًا في العالم.
يتمتع هذا الروبوت بتعابير وجه بشرية، بالإضافة إلى أنه قادر على أداء تعابير الوجه التي من بينها: الغمز وتحريك الشفتين، ويمكنه التعبير عن المشاعر مثل: الفرح والغضب والصدمة بطريقة مثيرة، كذلك التعرّف على الوجه وإجراء محادثات مع البشر بلغة طبيعية بسلاسة.
-
الروبوت Ai-Da
يُعرف الروبوت Ai-Da بأنه أول روبوت بشري فنان فائق الواقعية في العالم، ظهر أول مرة في عام 2019، وباستطاعته -عن طريق تقنيات ذكاء اصطناعي معقدة- رسم اللوحات والوجوه، صناعة التماثيل، تأليف الشعر، إجراء محادثات مع البشر.
يستخدم الروبوت أذرعه الآلية والكاميرات الموجودة في عينيه وخوارزميات الذكاء الاصطناعي في رسم لوحاته الفنية التي تُعرض في أكبر متاحف العالم. وبذلك يُثبِت هذا الروبوت خطأ الرأي السائد الذي يقول إن الفن من صنع الإنسان.
-
الروبوت Spot
بدأت شركة Boston Dynamics في تطوير الروبوت Spot في مطلع الربع الثاني من عام 2020 من أجل مساعدة الإنسان في أداء العديد من المهام، وهو روبوت رباعي الأرجل متنقل، يتحرك عبر التضاريس المتنوعة بسلاسة ويمشي ويهرول ويتجنب العوائق ويصعد السلالم، كما يمكنه فتح الأبواب.
-
الروبوت Grace
Grace هو أول روبوت مساعد في التمريض حول العالم، طورته شركة Hanson Robotics المطورة للروبوت “صوفيا” الأول في هذه القائمة، بالشراكة مع شركة SingularityNET لتقديم الدعم والرعاية لكبار السن، ولكن يمكن استخدامه كدعم تمريضي في أي رعاية صحية أو بيئة منزلية.
-
الروبوت 4NE-1
يُعتبر الروبوت 4NE-1 واحدًا من أكثر الروبوتات المصممة للتعاون مع البشر تقدمًا في العالم؛ حيث تمكّنه تقنيات الذكاء الاصطناعي المدمجة وتقنيات الاستشعار الفريدة من التفاعل بأمان وبشكل طبيعي مع البشر، كما يتعرّف على الأصوات البشرية واللغات وحتى النغمات والعواطف، ويتفاعل مع البشر من خلال التحكم في الصوت والإيماءات.
يُشار إلى أن القمة العالمية للذكاء الاصطناعي يحضرها دبلوماسيون وأكاديميون ومفكرون مثل: يوفال نوح هراري وستيوارت راسل ومسؤولون تنفيذيون في كبرى الشركات التقنية؛ من بينها: جوجل وأمازون ومايكروسوفت، والهدف هو تطوير حلول لكيفية عمل البشر مع الذكاء الاصطناعي، وفي النهاية إنشاء إطار تنظيمي عالمي.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
تحديات يُواجهها رواد الأعمال في استخدام مواقع التواصل.. تغلب عليها
جذب المستثمرين عن طريق مواقع التواصل.. خطوات فعالة
تأثير تقنية الحوسبة السحابية في العمليات التجارية
تحديثات واتساب الجديدة.. ميزات تحسّن تجربة المستخدم
اقرأ أيضًا المزيد على موقع الجوهرة: