يتوقف على فهم الغرض من التسويق وإدراكه جيدًا نجاح الجهد التسويقي ككل، والمؤكد أن هذا السؤال يُطرح بشكل كبير، خاصة خلال الآونة الأخيرة، التي بدأ التسويق ينحو فيها نحو العلم الحقيقي، القائم على مبادئ وقوانين وقواعد صارمة؛ ولذا بات سؤال: ما الغرض من التسويق؟ متداولًا بشدة.
والحق أنه من الممكن، اعتمادًا على تعريف فيليب كوتلر؛ الخبير التسويقي المعروف، القول إن الغرض من التسويق هو استدامة الربح والعملاء؛ إذ يعرف التسويق بأنه «تدشين علاقة مربحة طويلة الأمد مع العملاء».
لكن القول بأن الغرض من التسويق هو استدامة الربح والعملاء لا يعدو كونه إجمالًا يحتاج إلى تفصيل وبيان، وهو ما سنحاول القيام به في هذا المقال.
اقرأ أيضًا: التسويق الفيروسي.. أداة واسعة الانتشار
ما هو الغرض من التسويق؟
وسوف يحاول «رواد الأعمال» بيان الغرض من التسويق؛ وذلك على النحو التالي..
-
فهم العملاء
السوق هو العملاء، ذاك ما درج المسوقون على قوله، وبالتالي فإن فهم العملاء واحتياجاتهم وما يريدونه بالضبط أحد أغراض التسويق، لكن ليس هذا فقط، وإنما يتم استخدام هذه المعرفة في الدفع بالأعمال قدمًا؛ من خلال طرق شتى لا مجال لبسط القول فيها الآن.
وعلى المسوق أن يستمع إلى العملاء، وأن يبلغوا مؤسساتهم بالرؤى الجديدة، واستخدام التقنيات الآلية للتنبؤ بأنماط سلوك الشراء من أجل توصيل رسائل مخصصة لأصحاب المصلحة.
اقرأ أيضًا: مهارات البيع المهمة.. النجاح في مهنة شاقة
-
جذب الانتباه
وإذا كان الغرض من التسويق _أحد أغراضه بالأحرى_ فهم العملاء، فإن الخطوة المنطقية التالية هي أن يعمل المسوقون على جذب انتباه هؤلاء العملاء المحتملين إلى المنتج أو الخدمة التي يقدمونها.
ليست المسألة بهذه السهولة التي قد يتصورها المرء غير العليم بأمور هذا العلم (التسويق)؛ إذ إن القدرة على جذب انتباه العملاء تتطلب نوعًا منفصلًا من التسويق، وتنفيذ هذا التخطيط على النحو الصحيح.
-
استدامة الأرباح
من المفهوم بل المنطقي أن يكون الغرض من التسويق هو العمل على جلب الربح ونمو الأعمال؛ فتحقيق الإيرادات، سواء كان ذلك من خلال بناء الوعي بالعلامة التجارية أو الترويج لعروضنا أو توليد فرص مبيعات جديدة.. إلخ، يجب أن يحتل أهمية كبرى بالنسبة للمسوقين.
لكن ليس هذا فقط؛ فالمسوقون الأكفاء يدركون أنه ليس مهمًا أن تربح الشركة مرة واحدة، وإنما أن يكون هذا الربح مستدامًا.
ومسألة استدامة الأرباح تلك هي الغرض من التسويق الذي عادة ما يتم التشديد عليه، سوى أن الوصول إلى استدامة الربح لن يكون إلا من خلال استدامة العملاء؛ فالربح المستدام معناه عميل مستدام، فالعملاء هم الذين يدفعون مقابل الخدمات أو المنتجات التي تقدمها الشركة.
اقرأ أيضًا: 5 طرق جديدة لتسويق الشركات الناشئة
-
تثقيف العملاء
ليس الغرض من التسويق مجرد فهم العملاء والوقوف على احتياجاتهم فحسب، وإنما يتعين على المسوق، فوق ذلك، أن يكون قادرًا على تثقيف عملائه المحتملين حول المنتج الذي يقدمه أو يسوق له؛ حتى يسهل عليهم قرار ورحلة الشراء.
فإذا لم يفعل المسوقون ذلك، وإذا لم يكونوا قادرين على الإجابة الشافية والوافية عن كل أسئلة واستفسارات العملاء فالمؤكد أنهم سيدبرون عنهم ويقبلون على غيرهم؛ فالناس يثقون بالعلامات التجارية التي تجيب لهم عن أسئلتهم الملحة، وتكون إلى جوارهم دائمًا.
وعلى ذلك فإن جزءًا كبيرًا من التسويق توعية وتثقيف، ومن هنا يظهر الجانب المسؤول اجتماعيًا في التسويق؛ فليس من المسؤولية في شيء أن تغش عملاءك أو أن تقدم لهم معلومات غير صحيحة.
اقرأ أيضًا: نموذج التسويق الرباعي.. عوامل مهمة للنجاح
-
الإبداع وتمييز العلامة التجارية
هناك الكثير من المسوقين والعلامات التجارية والمنتجات تملأ السوق، لكن ما الذي يؤدي إلى نجاح علامة تجارية دون غيرها؟ إنه التميز والإبداع؛ فلن ينتبه العملاء إلى منتجاتك أو علامتك التجارية إذا كانت نسخة عن علامات تجارية مجودة في السوق.
ومن ثم فإن الغرض من التسويق _في هذه الزاوية بالذات_ هو العمل على تمييز المنتج أو العلامة التجارية؛ والمؤكد أن هذا التمييز ليس مسؤولية التسويق وحده، وإنما هو مسألة تتضافر فيها جهود أقسام شتى، لكن المؤكد أنه لا نجاح للتسويق من دون منتج/ علامة تجارية مميزة.
وبعد يمكن القول إن الغرض من التسويق أمر عام، ولا يمكن الاقتصار فيه على جانب واحد فقط؛ بل إن كل جانب من الجوانب التي ذكرناها يسلّم إلى الآخر ويؤدي إليه، ومن هنا كانت عمومية الغرض من التسويق.
اقرأ أيضًا:
استراتيجية التسويق الصحيحة.. عملية بحث دقيقة
مهارات يحتاجها المسوقون.. إبداع وتشويق