العمل من أجل المال فقط عبودية وفقر في الطموح، بعض الناس يحبون ما يفعلون، هؤلاء محظوظون حقًا، لكن البعض الآخر مطالب بالعمل من أجل لقمة العيش، إنهم لا يحبون وظائفهم، لكنهم مضطرون إلى التكيف مع المتطلبات الحديثة.
إنهم مطالبون بإطعام أبنائهم، ودفع الفواتير.. إلخ، لكن هذا العمل من أجل المال ليس هو الخيار الصحيح لا للحصول على الثروة أو حتى السعادة. يبرر «رواد الأعمال» وجهة النظر تلك على النحو التالي:
اقرأ أيضًا: كيف يحقق رواد الأعمال الاستقرار الوظيفي؟
سلبيات العمل من أجل المال
من أبرز سلبيات العمل من أجل المال أنه يدخلك في دوامة لا خروج منها؛ إذ تسير المعادلة هكذا: «كلما عملت أكثر حصلت على مال أكثر»، سوى أن اليوم محدود، وما تستطيع فعله في اليوم محدود أيضًا، والمال الذي تحصل عليه من خلال هذا الجهد الهائل لن يكون، على الأرجح كافيًا.
وعلى ذلك يكون الدافع الأكبر للعمل من أجل الحصول على المال أُصيب في مقتل. كل ما هناك أنك ستظل في دوامة «كلما عملت أكثر حصلت على مال أكثر»، في حين أنه من الممكن أن تفكر في قلب هذه المعادلة، أي أن تعمل أقل وتحصل على مال أكثر. هل هذا ممكن؟ هناك الكثير من الأمور التي قد تساعدك في تعظيم دخلك: فكر في الدخل السلبي، الاستثمار في العقارات، افتتاح مشروع صغير.. إلخ.
اقرأ أيضًا: الأمان المادي.. كيف تستعد للغد؟
دوامة الديون
هذه الدوامة قد تبدأ حتى قبل الحصول على الوظيفة؛ إذ يلجأ المرء أحيانًا إلى الاستدانة لإكمال تعليمه، وليتمكن من الحصول على وظيفة ذات دخل معتبر، وبمجرد حصولك على الوظيفة تظهر الرغبة في شراء منزل، ستفعل ذلك من خلال الاقتراض من البنك، وبالتالي ستكون مقيدًا بالديون مدى الحياة، وتبدأ العمل من أجل المال.
علاوة على ذلك ، ترغب في الحصول على تمويل لشراء سيارة أفضل وغيرها من الأمور الأخرى التي غرستها فينا ثقافة الاستهلاك الحديثة. ولا تتصور أن الدخل المرتفع حل لذلك، فكلما زاد دخل الفرد زاد الإنفاق والدين الذي سيحمله على عاتقه.
وبالتالي يدخل المرء في دائرة مفرغة، يسعى كل شهر إلى الحصول على الراتب من أجل دفع فوائد الديون المتراكمة عليه. وفي النهاية، فإن وظيفتك ليست سوى حل مؤقت لسداد ديونك.
اقرأ أيضًا: الدخل السلبي.. ثراء بلا عمل
خطر الركود
الوظيفة ذات الدخل المرتفع خطيرة من جهة أنها تدفع صاحبها إلى الركود والكف عن التعلم، إنها تتركه خاملًا في منطقة الراحة الخاصة به، في حين أن العالم كله يتحرك ويتطور بسرعة كبيرة، وعندما تستغني عنه شركته التي يعمل لصالحها _وهذا أمر وارد كل يوم_ فلن يجد لنفسه عملًا؛ حيث كف عن تطوير نفسه وصقل مهاراته.
العمل من أجل المال ليس هو الخيار السليم لا سيما في الظروف الراهنة، يجب أن يكون الهدف الأساسي الذي نسعى إليه هو محاولة التأقلم مع هذه المتغيرات المتلاحقة، وأن نستعد للمستقبل بالتعلم وتطوير المهارات والحصول على أكبر قدر من المهارات.
اقرأ أيضًا: 5 خطوات تضمن زيادة إنتاجيتك في العمل
العبودية للمال
إذا كان المال يسيطر عليك بدلاً من السيطرة على المال، فلن تكون سعيدًا أبدًا. في العالم الحقيقي، سيعمل 9 من كل 10 موظفين فقط من أجل تغطية نفقاتهم.
إن الخوف الذي يكتنفنا في هذا العصر _عصر الخوف السائل كما يسميه عالم الاجتماع الراحل زيجمونت باومان_ سواء كان خوفًا من فقدان الوظيفة أو عدم القدرة على إعالة الأسرة ودفع المستحقات المالية الواجبة علينا، يجعل من الصعب جدًا إقناع الناس بالسيطرة على المال بدلًا من ترك المال يسيطر عليهم؛ حيث يدفعنا الخوف إلى الشعور وكأننا عبيد للمال، كما أنه ينفّرنا من كل محاولة جادة للخروج من هذا المأزق.
اقرأ أيضًا:
العقلية القوية أساس الفكر الريادي
كيف تساهم الدورات التدريبية في تطوير الفكر ؟