تستعد العاصمة السعودية “الرياض” لاستضافة الدورة الثانية عشر من مؤتمر أمن المعلومات بشمال إفريقيا والشرق الأوسط 2024، والذي سيعقد خلال يومي 17 و18 سبتمبر 2024.
وذلك في إطار ما يشهده قطاع تكنولوجيا المعلومات في المنطقة العربية من تحولات متسارعة؛ ما يستدعي اهتمامًا متزايدًا بأمن الأنظمة الرقمية.
ويركز المؤتمر هذا العام على التحديات المتنامية التي تواجه قطاع الأمن السيبراني، لا سيما مع الترابط المتزايد بين أنظمة تكنولوجيا المعلومات (IT) وتكنولوجيا العمليات (OT) وإنترنت الأشياء (IoT). فالتطور التكنولوجي المتسارع يفتح آفاقًا جديدة، ولكنه يزيد في الوقت نفسه من نقاط الضعف المعرضة للاختراقات الإلكترونية.
خبراء وأرقام يتناولون المخاطر الناشئة
من خلال استعراض دراسات حالة واقعية وتجارب خبراء في مجال الأمن السيبراني، سيسلط المؤتمر الضوء على أحدث التهديدات التي تستهدف الأنظمة الرقمية، وكيفية الاستعداد لمواجهتها.
كما سيتم مناقشة الآثار المدمرة للهجمات الإلكترونية المحتملة على مختلف القطاعات، سواء كانت حكومية أو خاصة.
ويعد هذا الحدث فرصة ثمينة للمهنيين العاملين في مجال الأمن السيبراني، والمدراء التنفيذيين لأمن المعلومات، والخبراء التقنيين، وصناع القرار؛ فهو يوفر منصة مثالية لتبادل المعرفة والخبرات، والاطلاع على أحدث التطورات في هذا المجال.
أهداف مؤتمر أمن المعلومات
ويهدف مؤتمر أمن المعلومات بشمال إفريقيا والشرق الأوسط 2024 إلى تعزيز الوعي بأهمية حماية البنية التحتية الرقمية، والتي أصبحت شريان الحياة للعديد من القطاعات الحيوية.
كما يقدم للمشاركين الأدوات والمعارف اللازمة لمواجهة التحديات المتزايدة في مجال الأمن السيبراني، والتصدي للهجمات الإلكترونية بكفاءة عالية.
ويتطلع مؤتمر أمن المعلومات بشمال إفريقيا والشرق الأوسط 2024، إلى تقديم رؤى مستقبلية حول اتجاهات الأمن السيبراني، والتأكيد على أهمية التعاون الدولي في هذا المجال. فالتحديات التي تواجه العالم الرقمي تتطلب تضافر الجهود وتوحيد الرؤى، من أجل بناء مستقبل رقمي آمن ومستدام.
منارة للمعرفة والابتكار
يمثل مؤتمر أمن المعلومات بشمال إفريقيا والشرق الأوسط 2024 منارة للمعرفة والابتكار في مجال الأمن السيبراني. فهو يجمع نخبة من الخبراء والمتخصصين من مختلف أنحاء العالم، ما يوفر بيئة محفزة لتبادل الأفكار وتطوير الحلول المبتكرة.
ويسعى المؤتمر إلى تعزيز التفاعل بين الخبراء، ومناقشة أحدث الابتكارات في مجال الأمن السيبراني، وتقديم حلول مستدامة للتحديات التي تواجه هذا القطاع الحيوي.
ويتيح المؤتمر فرصة فريدة للمشاركة في حوار مفتوح حول أبرز القضايا المتعلقة بالأمن السيبراني، والتعلم من خبرات الآخرين، وبناء شبكات علاقات قوية مع المهنيين في هذا المجال.
السعودية تتصدر التحول الرقمي في المنطقة
شهدت المملكة العربية السعودية، في الآونة الأخيرة، قفزة نوعية في مجال التحول الرقمي؛ حيث باتت تحتل مكانة رائدة على مستوى المنطقة والعالم في هذا المجال.
ويعود الفضل في هذا الإنجاز إلى الرؤية الطموحة للمملكة 2030 التي وضعت التحول الرقمي في صميم أولوياتها.
“أبشر” نموذجًا للنجاح الرقمي
تعد منصة “أبشر” الحكومية مثالًا حيًا على هذا التحول؛ حيث باتت جزءًا لا يتجزأ من حياة المواطنين والمقيمين، وتوفر لهم مجموعة واسعة من الخدمات الحكومية عبر منصة واحدة.
وقد ساهم هذا النجاح في حصول المملكة على المركز الثالث عالميًا في مؤشر النضج الحكومي الرقمي، والمركز الأول عربيًا في التنافسية الرقمية.
وبالتوازي مع هذا النمو المتسارع، تزايدت المخاطر السيبرانية التي تهدد البنية التحتية الرقمية للمملكة العربية السعودية؛ فالتقنيات المتطورة مثل: الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، والتي تساهم في دفع عجلة التنمية، تفتح في الوقت نفسه أبوابًا جديدة للمهاجمين.
وفي ظل هذا التطور، شهد سوق أمن المعلومات في المملكة نموًا ملحوظًا؛ إذ بلغت قيمته 21 مليار ريال سعودي في نهاية عام 2023.
ويعكس هذا النمو الاهتمام المتزايد من قبل الحكومة والقطاع الخاص بحماية الأصول الرقمية.
استثمارات ضخمة في البنية التحتية
لتعزيز الأمن السيبراني وتحقيق أهداف التحول الرقمي، أطلقت المملكة العربية السعودية مبادرات طموحة، من بينها إنشاء الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، وتطوير مناطق اقتصادية خاصة متخصصة في التقنيات السحابية.
كما استقطبت المملكة شركات عالمية عملاقة مثل: أوراكل وآمازون ويب سيرفيسز (AWS) وجوجل، والتي استثمرت مليارات الدولارات لبناء مراكز بيانات سحابية متطورة في المملكة.
ورغم التقدم الكبير الذي حققته المملكة في مجال التحول الرقمي، إلا أن التحديات لا تزال قائمة؛ فالتطور التكنولوجي المستمر يولد تهديدات جديدة تتطلب تطوير استراتيجيات أمنية متقدمة.
كما أن الاعتماد المتزايد على التقنيات الرقمية يجعل المملكة هدفًا جذابًا للمهاجمين السيبرانيين.